عواصم - (وكالات): أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل وإصابة 113 شخصاً في انفجار محطة للوقود في محافظة الرقة شمال سوريا. كما أعلن المرصد مقتل أكثر من 29 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين، في أعمال العنف في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية منتصف مارس 2011. ميدانياً، سقطت مروحية تابعة للقوات النظامية جنوب شرق دوما بريف دمشق، مع اعلان المجلس الوطني السوري الاحياء الجنوبية في العاصمة “مناطق منكوبة”، واشتداد القصف على الاحياء الجنوبية في حلب شمال البلاد. في الوقت ذاته، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على “كيانات” اتهمتها بدعم النظام السوري في الحصول على أسلحة وأجهزة اتصالات تستخدم في أعمال العنف التي يمارسها ضد الشعب السوري، بالإضافة إلى 117 طائرة تابعة لخطوط جوية إيرانية قالت إن السلطات الإيرانية استخدمتها لنقل أسلحة إلى سوريا. وذكر تقرير لجهاز مخابرات غربي أن إيران تستخدم طائرات مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الاسد في محاولاته لسحق الانتفاضة المناهضة لحكومته. من جهته، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “30 شخصاً قتلوا وجرح 83 في انفجار في محطة للوقود في قرية عين عيسى في ريف الرقة”.
وأشار عبد الرحمن الى معلومات اخرى تتحدث عن احتمال تجاوز عدد القتلى الخمسين. وذكر ان هناك عشر سيارات كانت تقل اناسا دمرت في الانفجار. ونقل المرصد عن ناشطين في المنطقة ان الانفجار نجم عن “قصف بالطيران”.
وقال ناشط اعلامي في الرقة عرف عن نفسه باسم “ابو معاوية” ان طائرة حربية تابعة للقوات النظامية “القت برميلا متفجرا على محطة هشام، وهي الوحيدة التي ما زالت تبيع الوقود في المنطقة”.
واشار الناشط ألى أن عدداً كبيراً من الناس يصطفون عادة للحصول على الوقود من هذه المحطة “وهذا ما يرجح ارتفاع عدد الضحايا”.
وأظهر شريط فيديو بعنوان “أول اللقطات الواصلة من مجزرة عين عيسى” بثه ناشطون على شبكة الانترنت، شاحنات صغيرة مدمرة واخرى تحترق ويتصاعد منها دخان أسود.
واعتبر ابو معاوية أن النظام أاراد قتل أكبر عدد ممكن من أجل ضرب الحاضنة الاجتماعية للجيش السوري الحر ولوقف إمدادات الثورة لمدينة الرقة”.
وتبعد مدينة الرقة 40 كلم عن الحدود التركية، وتحديدا معبر تل ابيض الحدودي الذي اعلن الجيش السوري الحر سيطرته عليه بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية.
الى ذلك، اعلن المرصد مقتل 28998 شخصاً هم 20755 مدنياً، و7095 عنصرا ًمن قوات النظام، و1148 جندياً منشقاً” منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا. من جهة أخرى، تحطمت مروحية تابعة للجيش السوري النظامي صباح أمس في منطقة ريف دمشق بنيران المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد السوري، بينما تشهد الاحياء الجنوبية في مدينة حلب شمال البلاد “القصف الاعنف” منذ بدء المعارك في ثاني كبرى مدن البلاد. وجاء في بيان للمرصد السوري “سقطت طائرة مروحية في منطقة تل الكردي قرب مدينة دوما وبحسب نشطاء من المنطقة ان الطائرة اسقطت بنيران الكتائب الثائرة المقاتلة”. وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية “سانا” افادت بتحطم المروحية جنوب شرق دوما، دون ان تقدم تفاصيل اضافية. وفي دمشق، قتل 3 أشخاص واعتقل العشرات “اثر اقتحام القوات النظامية السورية حديقة فلسطين في مخيم اليرموك” جنوب العاصمة، بحسب ما ذكر المرصد الذي أشار إلى تواجد نازحين من حي الحجر الاسود في المخيم. وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض الاحياء الجنوبية من العاصمة “مناطق منكوبة”. وقال في بيان ان “ما يجري في حي الحجر الأسود يتكرر في احياء دمشق الجنوبية: القدم والعسالي والحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك”، مطالباً العالم بـ “العمل على وقف القصف فوراً والسماح بدخول الصليب الأحمر واسعاف الجرحى”. وفي حلب، تتعرض احياء عدة لقصف عنيف لا سيما في جنوب المدينة، بحسب المرصد الذي اشار الى ان حي بستان القصر يتعرض لقصف “هو الاعنف حتى الان منذ بداية الثورة”.
من جانبها، اعلنت “جبهة النصرة” المتشددة في شريط فيديو على شبكة الانترنت استخدام سيارة مفخخة دون سائق تقاد بالتحكم عن بعد، في استهداف تجمع لـ “شبيحة” مؤيدين للنظام في حماة وسط سوريا، بحسب الشريط الذي لا يمكن التحقق من صحته. وعلى الصعيد السياسي، تخوف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من تصميم طرفي النزاع على القتال “حتى النهاية”. وقال ان هذا النزاع “يجب ان يجد حلا له بحوار سياسي يعكس التطلعات الحقيقية وإرادة الشعب السوري”. ودعا رئيس الحكومة السورية المنشق رياض حجاب اثر لقائه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والمستشار السياسي للرئيس الفرنسي جان بول اورتيز، الى “تسليح المعارضة وفرض منطقة آمنة او منطقة حظر جوي”. في غضون ذلك، شن الرئيس السوري بشار الاسد هجوماً عنيفاً على عدة دول متهما اياها بمساندة وتسليح المعارضة السورية، مؤكداً أن “المسلحين لن ينتصروا بالنهاية” وإن كان “الحسم سيحتاج بعض الوقت”، وذلك في مقابلة نشرت مجلة الاهرام العربي المصرية الحكومية مقتطفات منها امس. وعلى الصعيد الإنساني، اعلن رئيس الوزراء الاردني فايز الطروانة أن بلاده لا تعتزم فتح مخيمات جديدة للاجئين السوريين. واستقبلت سويسرا الدفعة الأولى من اللاجئين على اراضيها، وهي عبارة عن عائلة مؤلفة من 36 شخصاً، على رغم معارضة حزب يميني ذلك. في الوقت ذاته، دعا ممثلون عن نحو 60 دولة والجامعة العربية مجتمعون في لاهاي أعضاء مجلس الامن الدولي إلى حرمان سوريا من “الموارد” التي تحتاج اليها لمواصلة النزاع الذي يمزق البلاد منذ مارس 2011. واعلن الدبلوماسيون في التقرير النهائي للاجتماع أن “المجموعة دعت مجلس الأمن الى زيادة الضغوط على الحكومة السورية عبر تطبيق اجراءات تمنعها من الوصول إلى الموارد التي تحتاج اليها في حملة العنف التي تمارسها ضد شعبها”.
من جانبها، نفت روسيا البيضاء محاولة بيع أسلحة لسوريا وانتهاك قرار لمجلس الأمن الدولي بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة مملوكة للدولة في روسيا البيضاء.