أكد أطباء ومختصون أنه “مع بداية العام الدراسي الجديد ودخول أبنائنا الطلبة لمرحلة جديدة من الدراسة، فإن عدداً كبيراً من الطلاب تمر عليهم أوقات يظهرون فيها ترددهم في الذهاب إلى المدرسة، وفي أحيان قليلة يتحول هذا التردد إلى رفض صريح للذهاب، وقد يكون ذلك الرفض مشكلة حقيقية عنذئذ يسمى “إرهاب المدرسة” أو ما يعرف برفض الذهاب إلى المدرسة”، مشيرين إلى أنها “مشكلة عارضة لكنها قد تتحول في حال عدم علاجها إلى سلوكيات خطيرة”.
وأوضحوا أنه “رغم حالة التوتر التي تعتري الكثير من الطلاب حيال الذهاب إلى المدرسة مع بدء العام الدراسي الجديد، إلا أن هذا التوتر يكون عمره قصيراً وسرعان ما يختفي بتضافر جهود الوالدين مع المعلم وإدارة المدرسة دون الحاجة إلى علاج نفسي أو طبي”.
وأشار الأطباء إلى أنه “في بعض الحالات تكون مشكلة الذهاب إلى المدرسة مشكلة مزمنة يجب مواجهتها، حيث إن غياب الطالب عن المدرسة ورفضه الذهاب إليها لفترة طويلة قد يفجر مشكلات دراسية واجتماعية ذات مغزى خطير، بالإضافة إلى أنه كلما طال تغيّب الطالب زاد قلقه وتخوفه من العودة للمدرسة، وصار من الصعب إقناعه بالعودة إليها مرة أخرى”.
وأوضحوا أن”بعض الطلاب يرفضون الذهاب إلى المدرسة والبعض الآخر يلجأ إلى الهروب منها، ويرتبط السلوك الأخير للطلاب بعدم انضباط سلوكي داخل المنزل وخارجه، منذ مراحل الطفولة، ولذلك يرتبط عدم الانضباط السلوكي بالمستوى الدراسي المتدني لهؤلاء الطلاب.
ولفت الأطباء إلى أن هناك فئة من الطلاب قد يعانون من متلازمة “الخوف من المدرسة”، حيث يعاني هؤلاء الطلاب من التوتر الدائم، وصعوبات الأكل والنوم وآلام البطن والغثيان والتقيؤ، كما يعاني بعض الطلاب من قلق الانفصال، ولذلك يرفضون الذهاب إلى المدرسة.
وذكر الأطباء أنه بالنسبة للطالبات فقد يصيبهن القلق والتوتر جراء تعرضهن لآلام الدورة الشهرية عند مرحلة البلوغ، لذلك قد تفضل بعضهن عدم الذهاب إلى المدرسة.
وأوضحوا أن مشكلة رفض الذهاب إلى المدرسة تزيد عند طلاب الروضة والصف الأول الابتدائي بشكل خاص، وكذلك في المرحلة العمرية التي تحدث فيها تغيرات، أو التي تصادف الفترة التي ينتقل فيها معظم الأطفال من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الإعدادية.
وتطرق الأطباء إلى طرق علاج تلك المشاكل ومواجهتها عن طريق:
- عدم تشجيع الطالب على البقاء في المنزل.
- تغيير جدول أنشطة الطالب مثل السماح للوالدين بالحضور للمدرسة أثناء الفسحة، والسماح للطالب بمهاتفة والديه، وحضور الطالب جزء من اليوم الدراسي.
- محاولة إشراكه في أنشطة متنوعة وممتعة.
- جعل مكان الدراسة مكاناً جذاباً للطالب.
- طمأنة الطالب مع إظهار الاهتمام والفهم للمشكلة.
- مكافأة الطالب على حضوره إلى المدرسة.
- استشارة الطبيب إذا اشتكى الطالب من آلام جسدية، كالمغص وآلام البطن للتأكد من حالته الصحية.
ونصح الأطباء بأنه مع استمرار المشكلة فيجب على الوالدين طلب مساعدة متخصصة، ويجب التأكيد على أن الهدف الأساسي لطلب الاستشارة هو لاتخاذ خطوات حاسمة في سبيل اعادة طفلهما الى المدرسة في اسرع وقت ممكن، وكلما كان العلاج سريعاً ومبكراً كان أجدى وأنفع.