أكدت استشاري الأمراض الباطنة د.أسماء المولى أن “مرض السكري يحدث عندما يرتفع مستوى سكر الجلوكوز في الدم عن مستواه الطبيعي، فعندما نأكل وتتم عملية الهضم يتحول طعامنا إلى جلوكوز، والهرمون المسؤول عن التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم هو هرمون الأنسولين ويفرز من خلايا تسمى “خلايا بيتا” الموجودة في غدة البنكرياس”، مشيرة إلى أن “المرض ينتقي ضحاياه من البدناء ومرضى الضغط”.
وأضافت أن “المريض يصاب بالسكري إذا قل إنتاج الأنسولين من البنكرياس أو بسبب وجود مقاومة لعمله داخل الجسم”، موضحة أنه “إذا استمر ارتفاع مستوى السكري في الدم لفترة طويلة قد تحدث مضاعفات مرض السكري على العين أو الكليتين أو القلب والأوعية الدموية أو الأعصاب أو القدمين”، لافتة إلى أن “السكري من أقدم الأمراض التي تم اكتشافها على مر العصور”.
وأوضحت أن “أعداد المصابين بمرض السكري تزداد بصورة مستمرة، حيث كان عدد المصابين بالمرض عام 1985، 30 مليون مريض، وأصبح العدد عام 2000 نحو 177 مليون مريض، بينما ذكرت تقارير أن هناك 347 مليون مصاب بالمرض حول العالم، وبحلول 2030 يصبح هناك 370 مليون مريض بالسكري على مستوى العالم. وتزداد نسبة الإصابة 11.1% في قارة أفريقيا و10.5% في شبه الجزيرة العربية، مقارنة بنسبة 21% في أوروبا و57% في أمريكا الشمالية، وبالتالي فإن الإصابة اتخذت شكلاً وبائياً في الدول النامية مقارنة بالدول المتقدمة”.
وتابعت د. أسماء “نجد أن 10% من إجمالي الإنفاق على العلاج في الدول العربية تذهب إلى الإنفاق على مرض السكري، و80% من هذه الميزانية تنفق على علاج مضاعفات السكري مثل فقدان البصر والفشل الكلوي وأمراض القلب وبتر القدمين”.
ورأت د. اسماء أن “الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بمرض السكري تحدث بسبب تغيرات أسلوب الحياة في العصر الحديث، فقد انتشرت وسائل المواصلات الحديثة والأجهزة المتقدمة التي أدت إلى قلة المجهود الجسماني المبذول، وفي الوقت نفسه زادت كمية تناول الطعام مقارنة بالسبعينات من القرن الماضي بمقدار مائتي سعر حراري يومياً بسبب سهولة الحصول على الطعام وتنوع أصنافه”.
وذكرت أن “الأشخاص الذين لا يمارسون النشاط الرياضي ويأكلون غذاء غير صحي ومصابين بزيادة في الوزن تزداد عندهم احتمالات الإصابة بالسكر 30 مرة مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، وبالتالي هناك مسببات لحدوث مرض السكري من الممكن التحكم فيها مثل زيادة الوزن وقلة المجهود الجسماني ونوعيات الأكل المتناولة وهناك مسببات لا يمكن التحكم بها مثل الجنس أو دور الوراثة”، مشيرة إلى أنه “كلما زادت نسبة الدهون مقارنة بالألياف في الطعام زادت احتمالات الإصابة بالسكري، وكذلك تعتبر السمنة عاملاً رئيسياً في الإصابة بالمرض”.
واستندت د.أسماء في حديثها للإحصائيات التي تؤكد أن الأجناس الأكثر تعرضاً للإصابة بالسكري هم الأفارقة والآسيويون وتحديداً سكان جنوب شرق آسيا وكذلك ذوو الأصل اللاتيني، إلا أن السبب في ذلك غير معروف، وكذلك يعتبر الأقارب لمريض السكري من الدرجة الأولى أكثر عرضة للإصابة بالمرض وأيضاً يعتبر المصابون بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم أكثر من 250 ملليجراماً وانخفاض الكوليسترول النافع أقل من 35 ملليجراماً هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بالسكري.