كتب - محرر الشؤون البرلمانية:
قال رئيس كتلة البحرين النيابية أحمد الساعاتي، إن: «تسييس أطراف لملف مرضى فقر الدم المنجلي «السكلر» أمر مشين وسيعود بالضرر أولاً وأخيراً على المصابين بالمرض، موضحاً أن المتاجرة بآلام المرضى لن يسهم في حل مشكلتهم، وأشار إلى أن الدولة اتخذت خطوات واضحة في سعيها للحد من تزايد عدد المصابين بالمرض».
ودعا الساعاتي جميع الأطراف للنأي بالملف الإنساني عن التجاذبات السياسية واستخدام ورقة إنسانية في قضايا خارجية والمتاجرة بآلام المرضى بدلاً من التخفيف عنهم، وقال «لا علاقة بالمرض بتلك الخلافات، إذ إن المرض لا يميز بين موالٍ أو معارض، أو طائفة أو أخرى»، وأضاف «استخدام ملف السكلر بشكل سياسي من بعض الأطراف أمر مدان ومشين، إذ إن المتضرر أولاً وأخيراً حاملو المرض» معتبراً أن الزج بها في التجاذبات والخلافات بين القوى السياسية لن يسهم في حل مشكلتهم.
وشدد على أنه «لم يلاحظ كمراقب وتشريعي وممثل عن الشعب، أي استهداف أو سياسة من قبل الدولة تجاه هذا المرض، وأخلاق المواطن البحريني لا ترضى أن تساوم أو تستغل المرض في شأن سياسي».
وأكد الساعاتي أن «الدولة بذلت جهوداً كبيرة للحد من تزايد عدد المصابين بالمرض، إذ أَولى سمو رئيس الوزراء اهتماماً خاصاً بالملف ووجه بالعناية بأصحاب المرض، كما أقام لقاءات مستمرة مع أعضاء جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، إضافة إلى أن الرئيس الفخري للجمعية هو رئيس المجلس التشريعي خليفة الظهراني، معتبراً أن ذلك يعكس جدية السلطتين التنفيذية والتشريعية في التصدي للمرض».
وأضاف الساعاتي أن «الحكومة سعت للحد من المرض عبر العديد من الخطوات التنفيذية، بينها إنشاء مركز أمراض الدم الوراثية، المقرر افتتاحه قبل نهاية العام الحالي بكلفة 5 ملايين مع شراء الأجهزة الحديثة، بكلفة تشغيلية سنوية تبلغ 2 مليون، كما افتتحت وزارة الصحة عيادتين بقسم أمراض الدم والأورام في مجمع السلمانية الطبي لمتابعة حالات مرضى السكلر، وتوافر العيادات التي تهتم بحالات المرضى في 5 مراكز صحية بالمملكة، إضافة إلى الحملات الوطنية للتوعية والتثقيف بالمرض، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات، أسهمت بخفض نسبة حاملي المرض من 2% إلى أقل من 0.6%، واستدل على اهتمام الدولة بإعلان وزارة الصحة عزم المملكة استضافة مؤتمر عالمي لمرض فقر الدم المنجلي «السكلر» فبراير المقبل، مشيراً إلى أن «تلك الخطوات دليل واضح لاهتمام الدولة بمرضى السكلر».
وقال الساعاتي، إن: «مرض السكلر قديم وليس بحديث، والمسؤول الأول عنه هم المرضى أنفسهم، مضيفاً أن الدولة تتحمل مسؤولية التوعية من مخاطر المرض، إضافة للعلاج، لكن السبب الأول طبي عبر تزاوج الأقارب أو الأشخاص المصابين رغم علمهم بأن زواجهم من مصابين بالمرض سينتج عنه مواليد مصابة بالمرض».
وأضاف «مرض السكلر ليس بعيب، بل إن المصابين إخوة وأبناء لنا، ومواطنون علينا أن ندعمهم ونساندهم ونقدم لها العلاج الذي يخفف من معاناتهم».
وأعرب الساعاتي عن أمله بأن تتضافر جهود الجميع للوصول إلى مجتمع خالٍ من مواليد مصابة بالسكلر خلال الأعوام العشرة المقبلة، بفضل التشريعات التي يسنها مجلس النواب، وجهود وزارات الدول من تربية وصحة وتنمية وإعلام لنشر الثقافة والوعي والحد من تزاوج المصابين بالمرض.