يقوم المعلم بدور كبير على مسرح الحياة الحاضرة ومن أكبر المهمات خطورة وأثراً، فإعداده للطالب إعداداً علمياً ومسلكياً ووطنياً من اللبنات الأساسية التي يبني عليها استقرار وتقدم الوطن وتطوره.ليس المعلم مجرد ناقل للمعرفة بل يمتد دوره ليشمل تنمية القدرات الإبداعية والاتجاهات السلوكية الصالحة للطلاب فهو يربي العقول وينمي الذكاء ويطور مهارات التفكير ويوجه السلوكيات نحو الأفعال الحسنة، المعلم أنيطت على عاتقه التبعات التربوية لفلذات أكبادنا. التربية الوطنية خاصة لا يمكن أن تنمو بواسطة الوعظ والنصح والتلقين فقط بل يلزم أيضاً وجود التفاعل والتمثل والحوار، وبطريقة تمثيل الأدوار والتفاعل مع القضايا الوطنية والمساهمة في الأنشطة الاجتماعية كالمساهمة في أيام المناسبات الوطنية وأسبوع المرور وأسبوع الصحة... وغيرها، لها من الفعالية الكبيرة في تعليم المعتقدات الاجتماعية.فالمعلم يعد من أهم الشخصيات التي تؤثر على تربية النشء إن لم يكن أهمها على الإطلاق؛ فالطالب يقضي مع معلميه ما لا يقل عن ست ساعات متصلة يومياً طوال العام الدراسي يكون الطالب فيها في أفضل حالات نشاطه وحيويته، وقد صدق القول الذي وصف المعلم بأنه كاد أن يكون رسولاً، وتعتقد فئة غير قليلة من المعلمين أن دورهم يقتصر على تقديم المادة العلمية فقط للطالب متناسين دورهم التربوي الذي لا يقل أهمية عن دورهم التعليمي، ويجب أن يدرك المعلم أن سلوكه محسوب عليه؛ لأنه قدوة للطلاب ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن الطالب يعتبر المعلم بمنزلة والده داخل المدرسة فهو يراقب سلوكه وتصرفاته وهما ما يتركان أثراً كبيراً على الطالب بعد ذلك.كما إن المعلّم يعدّ من أهم مُدخلات العمليّة التّربوية، فهو القادر على تحقيق أهداف التعليم وترجمتها إلى واقع ملموس، وهو الذي يعمل على تنمية القدرات والمهارات عند التلاميذ عن طريق تنظيم العمليّة التعليميّة وضبطها وإدارتها واستخدام تقنيّات التعليم ووسائله، ومعرفة حاجات التلاميذ وطرائق تفكيرهم وتعلّمهم، وتحديد أهداف التّربية في تطوير المجتمع وتقدمه، عن طريق تربيةِ النشء تربيةً صالحة تتّسم بحب الوطن والدفاع عنه والمحافظة على التراث الوطني الإنساني:هي الأخلاق تنبت كالنباتإذا سقيت بماء المكرماتتقوم إذا تعهدها المربيعلى ساق الفضيلة مثمرات