فاطمــة خليــل النــــزر
أخصائية علاج نفسي
نتكلم مع ذواتنا دوماً.. فالكلام مع الذات هو ترجمة لتفكيرنا ومشاعرنا الذهنية التي تطوف في وعينا. وعقلنا دائماً يكون في نشاط وأحاديث داخلية معها، وكما هو متعارف عليه أن الحديث مع الغير يؤثر فينا، ولكن أيضاً هناك حقيقة مفادها أن حديثنا لذواتنا يؤثر فينا كذلك.
ترى ما طبيعة هذا الحديث الداخلي وما هي محدداته، وماذا حين ينتقد الفرد نفسه هل يكون سبب ذلك انتقاد الوالدين له أم المعلمين، مما يجعله يحتقر ذاته الداخلية فيحدث نفسه بكلمات سيئة مما يعزز عيوبهم وسلبياته وإن حاول في العلن أن يتجاهل هذا الحديث الداخلي إلا أنه لابد وأن تظهر هذه السلبيات وهذه التأثيرات في أحد المواقف الضاغطة.
إن الحديث السلبي مع النفس يولد عادة القلق والاكتئاب، وغير ذلك من النتائج المدمرة للصحة النفسية، ولعل الإيحاءات التي يخترعها الفرد ضد ذاته تبدو شائعة بين الناس، إذ تبدأ بالإيمان بدعواك وبدعايتك، وتجلب لذاتك ما يخيفها وهذا ما سنتكلم عنه بالتفصيل لاحقاً.
وعلى الجانب المقابل فالحديث المتفائل مع النفس ينتج مشاعر إيجابية ويأتي بتصرفات مقبولة ومرضية، فإن قال الفرد لنفسه مراراً وتكراراً بأنك ستفشل فإنه سيفشل وإن قال لنفسه بأنه سينجح فسيحالفه النجاح وبخاصة إذا كان النجاح نتيجة مجهوده ومثابرته.
لذلك فعلينا أن نتحدث مع أنفسنا عن النجاحات في ماضينا والأوقات التي أنجزت فيها وعن المرات التي تغلبت فيها على صعوبات الحياة ومشكلاتها وعن الأفراد الذين ساهموا في نجاحك وضحكاتك، فإذا شعرت أنك بمزاج جيد فستشعر بشعور طيب وستتغلب على ما يواجهك في الحاضر والمستقبل. ومن الجائز أن الناس الذين هم أكثر نجاحاً قد واجهوا الفشل أكثر من غيرهم، ذلك لأنهم حاولوا وجربوا أشياء كثيرة والأمثلة في الحياة كثيرة عن أمثال هؤلاء على الرغم من فشلهم المتكرر ظلوا يؤمنون ويثقون في ذواتهم وفيما يرغبون في تحقيقه.
لؤلؤة: الفرق بيني وبينهم ليس لأنني لا أخطئ أو بأني أكثر حكمة أو معرفة ولكني عرفت أخطائي وتجاوزتها.