عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 70 شخصاً بنيران قوات الأمن السورية في مدن عدة، بينما وقعت معارك عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط مواقع استراتيجية في مدينة حلب شمال البلاد، في وقت خرجت فيه تظاهرات حاشدة ضد نظام الرئيس بشار الأسد تحت شعار «أحباب رسول الله في سوريا يذبحون»، رغم العنف المتنامي في البلاد. في غضون ذلك، شن الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن هجوماً عنيفاً على إيران بسبب تقديمها أسلحة لنظام الأسد لمساعدته على سحق انتفاضة شعبية مضى عليها 18 شهراً. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس للمجلس في اجتماع بشأن نظام عقوبات المنظمة الدولية على إيران «صادرات السلاح الإيرانية إلى نظام الأسد القاتل في سوريا تبعث على بالغ القلق». من جهته، أكد رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان، أن «المعارضة السورية تزداد قوة والرئيس السوري بات «ميتاً سياسياً».
في المقابل، قال الأسد إن المعارضين في سوريا لن ينتصروا في قتالهم ضد حكومته لكن «باب الحوار مازال مفتوحاً». من ناحيته، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ضرورة تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى حل للنزاع الدائر في سوريا يقوم على «انتقال سياسي سلمي»، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا». وفي نيويورك، انتقد الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إيران على تقديمها أسلحة للرئيس السوري لمساعدته على سحق انتفاضة شعبية مضى عليها 18 شهراً.
وقالت السفير الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس للمجلس في اجتماع عن نظام عقوبات المنظمة الدولية على إيران «صادرات السلاح الإيرانية إلى نظام الأسد القاتل في سوريا تبعث على بالغ القلق». واستشهدت رايس بتقرير في مايو 2012 صدر عن لجنة خبراء للأمم المتحدة تراقب مدى الامتثال لقواعد أربع مجموعات من عقوبات مجلس الأمن على طهران. وقد خلص ذلك التقرير إلى أن سوريا الآن هي «الطرف الرئيس لمبيعات السلاح الإيرانية غير المشروعة». وأضافت رايس «لذلك يجب على دول المنطقة أن تعمل معا وتضاعف جهودها لمنع الشحنات الإيرانية وفحصها ومصادرتها بما في ذلك الشحنات التي تتم من خلال ممرات جوية». ميدانياً، قتل 70 شخصاً برصاص قوات النظام، بينما وقعت معارك عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة في محيط مواقع استراتيجية في مدينة حلب، في وقت خرجت فيه تظاهرات حاشدة مناهضة لنظام الأسد تحت شعار «أحباب رسول الله في سوريا يذبحون»، رغم العنف المتنامي في شتى أنحاء البلاد.
وشملت التظاهرات مدناً وبلدات في محافظات درعا وحماة وحلب ودمشق وريفها والحسكة، بحسب المرصد السوري. وتعرضت التظاهرات لإطلاق نار رافقه عمليات اعتقال» طالت عدداً من المشاركين في التظاهرات. على الأرض، تركزت المعارك المستمرة في حلب منذ شهرين خلال الساعات الماضية في محيط مطار منغ العسكري قرب المدينة وثكنة هنانو العسكرية شرق حلب. وفي دمشق، خطف مجهولون 3 أشخاص بينهم عضوان في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية المعارضة، هما عبد العزيز الخير، وإياس عياش، فجر أمس بعيد خروجهم من مطار دمشق الدولي، إثر زيارة لوفد من الهيئة إلى الصين. من ناحية أخرى، عثر الجيش السوري، على مقبرة جماعية تحتوي جثث 25 مواطناً أعلن عن خطفهم في منطقة القدم في دمشق. إنسانياً، وجه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نداءً لتسهيل وصوله في شكل أكبر إلى مناطق النزاع في سوريا، موضحاً أنه غير قادر على تقييم الحاجات في المناطق التي تشهد معارك عنيفة. سياسياً، قال رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان، إن المعارضة السورية تزداد قوة والرئيس السوري بات «ميتاً سياسياً»، مضيفاً أن روسيا والصين وإيران تعتقد أيضاً أن الأخير سيرحل. وقال أردوغان في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية «إن نظرنا في التاريخ نرى أن الأنظمة التي ظلمت شعوبها، لم تبق نحن نرى أن المعارضة تزداد قوة يومياً، وبالتالي فإن هذا النظام سيرحل. بشار بات ميتاً سياسياً». في المقابل، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن المعارضين في سوريا لن ينتصروا في قتالهم ضد حكومته لكن «باب الحوار مازال مفتوحاً». وفي مقابلة مع مجلة الأهرام العربي المصرية الأسبوعية قال الأسد إن المسلحين يمارسون «الإرهاب ضد كل مكونات الدولة ولا شعبية لهم داخل المجتمع، ولن ينتصروا في النهاية». وأضاف أن «الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام من يحمل السلاح بوجهها». وقد نفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن يكون الأسد أدلى بحديث إلى مجلة أو صحيفة مصرية، منتقداً قيام مجلة «الأهرام العربي» الحكومية المصرية «بتركيب حوار» انطلاقاً من «دردشة شخصية» جمعت الرئيس الأسد إلى 9 إعلاميين. وقال في حديث إلى التلفزيون السوري «الرئيس بشار الأسد لم يدل بأي تصريح أو مقابلة مع أي مجلة أو صحيفة مصرية مطلقاً». وأشار إلى أن الأسد «استقبل وفداً من إعلاميين مصريين ضم 9 أشخاص، وجرت دردشة شخصية بينهم، وهذا لا يعد مقابلة صحافية أو تلفزيونية». من جانبه، رفض العراق السماح لطائرة كورية شمالية بعبور أجوائه بعدما اشتبه بأنها تحمل «أسلحة وخبراء» إلى سوريا، بحسب ما أعلن المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي.