قال خطيب جامع الفاتح عدنان القطان إن تهميش السلام في العالم جعل الخِواء الرُّوحيَّ، والتزييف التاريخيَّ للحقائق، والقهر العسكريَّ يجثو على صدر البشرية، مشيراً إلى أن الفهم الزائف للسلام وضع الإنسان في مجتمعات بلغَت شأواً رفيعاً في الحياة المادية، والنظريات الفلسفية، والثورةِ التِّقَنِيَّة، والترسانةِ العسكرية المُتشبِّعة بروحِ الأنانية والعُدوانية، وإرادة العُلُوِّ في الأرض، وإهلاكِ الحرثِ والنَّسْل.
وأضاف القطان، خلال خطبة الجمعة أمس، أن الحضارة الحالية لم تستطِع إشباعَ الروحِ بالرحمةِ والطمأنينة والحكمةِ والعدلِ والإيثار، بل أفرزت السِّباقَ المحمُوم نحو التسلُّح على حسابِ الاحتياجات البشرية للأخلاق والطعام والشراب والمعيشة، مشيراً إلى أن هذه الحضارة صوَّرَت السلامَ حُمقًاً، والرحمةَ عجزاً، والعدلَ استِكانَة، وجعلَت مفهومَ الغباء فيمن يُحاوِلُ أن ينالَ حقَّه باسم العدالة أو الرحمة.
وأشار إلى أنه “أصبحَ لا يُوجَد مفهوم العدل إلا حيث يُوجَد الجَور، ولا يُوجَد مفهومُ السلام إلا حيثُ تُوجَد الحرب، حتى تشرَّبَ العالَم اليومَ ألواناً من الاعتِداءات السياسية والاقتصادية والعسكرية”.
وخلص القطان إلى أن “السلام الذي هو الإسلام، وهو المُنقِذُ للبشرية من ظُلمات التِّيه والانحِراف العقَدي والأخلاقيِّ والفِكريِّ والعسكري”، مؤكداً أن “الإسلامَ هو السلامُ الحقيقيُّ بكلِّ ما تعنيه الكلمةُ من معنًى؛ فالسلامُ دينُ الله في الأرض”.