تحتل خدمة الإسلام والمسلمين أولوية عظيمة وكبيرة من اهتمامات وسياسات وإنجازات حكومة المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله حتى يومنا هذا.
ومن منطلق شرف المسؤولية عن خدمة الحرمين الشريفين والمسجد النبوي والأراضي المقدسة تقوم المملكة العربية السعودية بهذا التكليف والتشريف، فقد انفردت المملكة بنوع خاص من الخدمات التي تقدمها للمسلمين في جميع أنحاء العالم، حيث إنها تستقبل كل عام أكثر من مليوني حاج ومثلهم من المعتمرين أكثر من نصفهم من الخارج ليؤدوا مناسك الحج والعمرة فتفتح أبوابها وترعى شؤونهم وتشرف على تنقلاتهم في الأراضي المقدسة. وفي أغسطس قبل الماضي، دشن خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بدء أكبر عملية توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين حيث تجاوزت كلفتها 40 مليار ريال “10.6 مليار دولار”. وتهدف الأشغال إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ليتمكن من استقبال مليوني مصلٍّ في وقت واحد. ويقوم نحو 10 آلاف عامل بأشغال التوسعة على مساحة 400 ألف متر مربع بعمق 380 متراً لمواجهة الزيادة المتسارعة في أعداد الحجاج والمعتمرين والمصلين في المسجد الحرام لاسيما في أوقات الذروة في شهر رمضان والأعياد وموسم الحج.
وتؤدي التوسعة الجديدة إلى تفريغ المناطق المحيطة بالمسجد الحرام وتسهل عمل حركة المصلين، إلى جانب تحسين وتجميل البيئة العمرانية. ويضم المشروع إنشاء شبكة طرق حديثة مخصصة لمركبات النقل منفصلة تماماً عن ممرات المشاة وأنفاق داخلية مخصصة للمشاة مزودة بسلالم كهربائية تتوفر فيها جميع معايير الأمن والسلامة. وتؤكد السلطات السعودية أن “التوسعة الجديدة ستلبي كافة الاحتياجات والتجهيزات والخدمات التي يحتاجها الحاج أو المعتمر مثل نوافير الشرب والأنظمة الحديثة للتخلص من النفايات وأنظمة المراقبة الأمنية”. ودشن خادم الحرمين أيضاً البرج الملكي الذي بلغ ارتفاعه 600 متر تعلوه ساعة مكة المكرمة.
واعتمدت “ساعة مكة المكرمة” التي تغطي واجهتها 98 مليون قطعة من الفسيفساء الملون، كتوقيت زمني رسمي ثابت عبر وسائل الإعلام والجهات ذات الصلة في السعودية. ويعد مجمع ساعة مكة من الأكثر تطوراً في العالم على صعيد المعلوماتية، إذ يقدر مختصون أن فيه 100 ألف كيلومتر من أسلاك الألياف البصرية.