سجل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية مثالاً رفيعاً للقائد التاريخي الملهم لأمته الباعث لحيويتها ونهضتها حيث يطرح نموذجاً للقيادة في تعبير عملي جديد لا يستند إلى الشعار بقدر ما يقوم على العمل والمثال والقدوة.وقد بدأ بإصدار عدد من القرارات والمشاريع الإصلاحية المهمة التي تجسد الجانب الإنساني والوطني الكبير في شخصيته، وأعطت القرارات الإصلاحية التي أصدرها الملك عبدالله بعد توليه الحكم رسالة واضحة تحمل كثيراًَ من المضامين الإنسانية النبيلة والتأكيد الدائم على سياسة المملكة العربية السعودية في خدمة الدين وقضايا الأمة الإسلامية وهي دلالة راسخة على ما تتميز به شخصية هذا القائد الفارس من صفات لا يمكن عزلها عن جذورها التاريخية باعتبارها امتداداً طبيعياً للقائد المؤسس الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك الكرام.ويتسم عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به من صفات متميزة، من أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني بأجمعه في كل شأن وفى كل بقعة داخل الوطن وخارجه، إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات مع توسع في التطبيقات. وصدرت أوامر ملكية سامية تتضمن حلولاً تنموية فاعلة لمواجهة هذا التوسع في تنظيم يوصل إلى أفضل أداء.ولم تقف معطيات القائد عندما تم تحقيقه من منجزات شاملة، بل يواصل مسيرة التنمية والتخطيط لها في عمل دائب يتلمس من خلاله كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه.وحققت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منجزات مهمة في مختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والزراعية والصناعية والثقافية والاجتماعية والعمرانية.وكان للملك عبدالله دور بارز أسهم في إرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي المعاصر وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله. وقد شهدت المملكة منذ مبايعة الملك عبدالله إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل وجسدت في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني بأسره. وحققت المملكة في عهده منجزات مهمة في مختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعمرانية.وتمكن الملك عبدالله بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.وحافظت المملكة بقيادة الملك عبدالله على الثوابت واستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية.وقد أنجز خادم الحرمين الشريفين خلال فترة حكمه العديد من الأعمال العظيمة التي تصب في صالح الوطن والمواطن بما يحقق لهما الاستقرار والرفاهية والنماء والاستقرار، وفي كل مرة يزور فيها خادم الحرمين الشريفين إحدى المدن يحرص على أن يشارك أبناءه المواطنين مناسباتهم التنموية والشعبية، ويقضي بينهم أوقاتاً طويلة رغم مشاغله وارتباطاته، حيث يستمع إلى مطالبهم ويجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم بصدر رحب وحكمة ورؤية بالغتين.ويأتي استقبال الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعلماء والمشايخ وجموع المواطنين كل أسبوع في مجلسه وكلماته السامية لهم في كل مناسبة ليضيف رافداً آخر في ينبوع التلاحم والعطاء في هذا البلد المعطاء.أما استتباب الأمن في البلاد فهو من الأمور التي أولاها خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامه ورعايته منذ وقت طويل وكان تركيزه الدائم على أن الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية من أهم المرتكزات التي يجب أن يقوم عليها البناء الأمني للمملكة العربية السعودية.ومن إنجازات الملك عبدالله، النهضة التعليمية المتميزة في عهده، إضافة إلى تأسيس هيئة البيعة، ولاشك في أن المرأة السعودية تعيش إنجازات مشرقة في عهده تحققت على يد جلالته، كما قام بإصلاحات في الهيئات القضائية والتشريعية، فضلاً عن رعايته للحرمين الشريفين، وله من الإنجازات السياسية التي لا تعد ولا تحصى لعل أبرزها عقد معاهدة الصلح والسلام بين السُنة والشيعة العراقيين بجوار الحرم المكي الشريف برعاية منظمة المؤتمر الإسلامي. كما قام بدعوة القادة الفلسطينيين من “فتح” و«حماس” إلى مؤتمر في مكة المكرمة لحل المشاكل بينهم وإنشاء حكومة وحدة وطنية فلسطينية، ورعاية مشروع المصالحة بين السودان وتشاد. وتأتي زيارات وجولات خادم الحرمين الشريفين إلى عدد من الدول الخليجية والعربية والآسيوية وجولته الأوروبية لتقوية علاقات المملكة الخارجية وتوقيع اتفاقات للتعاون التجاري والاستثماري.وعلى الصعيد الإسلامي لقيت قضايا الأمة الإسلامية وتطوراتها النصيب الأكبر من اهتمام خادم الحرمين الشريفين وكانت دعوته لعقد القمة الاستثنائية الأخيرة في مكة المكرمة في أغسطس الماضي إيماناً منه بضرورة إيقاظ الأمة الإسلامية وإيجاد نوع من التكامل الإسلامي بين شعوبها ودولها، والوصول إلى صيغة عصرية للتعامل فيما بينها أولاً ومع الدول الأخرى التي تشاركها الحياة على الأرض، كما أطلق دعوته بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب مقره بالرياض.كما أعلن العاهل السعودي عن تضامنه مع الشعب السوري في ثورته ضد نظام بشار الأسد ودعا دمشق إلى وقف نزيف الدماء، كما وجه خادم الحرمين دعوة للشعب السعودي، للبدء بحملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة الشعب السوري، في جميع مناطق المملكة. وافتتح الملك عبدالله “الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا” بتبرع قدره 20 مليون ريال، فيما بلغت قيمة التبرعات أكثر من 121 مليون ريال سعودي.الملك عبدالله .. ملك فريد وصانع سلاميؤكد الكاتب الأمريكي روب سبهاني في كتابه “الملك عبدالله.. القائد المؤثر”، أن سياسات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في السعودية وخارجها تؤثر على العالم، وعلى العالم الانتباه إليه. وكرر سبهاني هذه الفكرة عند إطلاق كتابه في “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” في واشنطن، قائلاً “ما يقوم به الملك عبدالله أمر يهمنا، إذا كان في أمن الطاقة أو الاقتصاد العالمي أو العراق أو أفغانستان”. وأضاف “حول العالم هناك قادة مؤثرون مثل رؤساء الولايات المتحدة وروسيا والصين، ومن المؤكد العاهل السعودي”.وقال سبهاني، وهو خبير نفطي ورئيس شركة “بحر قزوين” للطاقة الاستشارية، إن “السعودية مهمة لأنها مرقد الإسلام والبنك المركزي للنفط، وتشكل ثقلاً في العالم العربي، فمن يحكم السعودية أمر يهم الولايات المتحدة والعالم”.وأضاف أن فكرة الكتاب جاءت له خلال حضوره قمة “الأوبك” في 2007، حيث كان “الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز يطالبان بالتخلي عن الدولار في سوق النفط ونقله لليورو، وغيرا نهج الاجتماع” مؤكداً أن “الملك عبدالله أسكتهما، وأعاد الاجتماع إلى نهجه بكل هدوء، وهنا عرفت أن هذا القائد مختلف وتأثيره مهم”.وحدد سبهاني 6 سياسات ورؤى لخادم الحرمين الشريفين في الكتاب موضحاً أن أولى هذه السياسات هي “مشاريع الحوار” التي أطلقها الملك عبدالله، لافتاً إلى أن تلك المشاريع “خلقت مساحة للحوار الحر، وستكون من أبرز إنجازات الملك عبدالله”. وأضاف أن السياسة الثانية هي “التمكين، وتمكين الإصلاحيين والتكنوقراط في السعودية لإحداث الإصلاحات المهمة في البلاد”. واعتبر سبهاني أن إصلاح النظام التعليمي في السعودية من بين السياسات الرائدة، معتبراً أن هذه السياسة الثالثة ستكون إرثاً مهماً للملك عبدالله. وأوضح أن “خادم الحرمين يغير السعودية من خلال إصلاح التعليم، ورؤيته هي أن هذه دور حكمة، مما يظهر التزامه بالحكمة والعلم”. وأشار إلى تدشين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، متوقعاً أنها ستكون جامعة العلوم الرائدة في المنطقة للعقود المقبلة، لكنه أردف قائلاً “إذا كانت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أو مدرسة بسيطة في الطائف، فهذه الإصلاحات جوهرية للإصلاح الداخلي”.أما السياسة الرابعة التي تحدث عنها سبهاني، فهي “الجرأة في مواجهة المتطرفين”، معتبراً أن “خشوع الملك عبدالله والتزامه بالدين الإسلامي يجعله قادراً على الوقوف في وجه المتطرفين”، وربط الكاتب بين هذه السياسة والسياسة الخارجية السعودية، قائلاً إن “السعودية تقود قوس الاستقرار في الشرق الأوسط”، مضيفاً أن “الملك عبدالله رجل يؤمن بقوة بالسلام وهو صانع للسلام”.وركز سبهاني على الإصلاحات الاقتصادية التي أشرف عليها الملك عبدالله، قائلاً إن “السعودية تتمتع بشفافية اقتصادية وإصلاحات اقتصادية ملحوظة”، وأضاف أن “المسؤولين والموظفين السعوديين يشعرون بالثقة لأن لديهم دعم الملك عبدالله، وهو يساندهم”.وقد وصف الباحث الأمريكي خادم الحرمين بأنه “ملك مختلف وملك مؤثر وصانع سلام”. وقال إن “الملك عبدالله وطني عربي مسلم وفوق ذلك رجل دين وتقوى ويريد معاملة الناس بشفافية وعدل ومساواة، وهو لذلك يحظى بكل هذا التأييد بين مواطنيه”. وأشار إلى أن الملك عبدالله قام بخطوات لم يقم بها ملك سعودي من قبل، وهو ما سيسجله له التاريخ على أنه ملك “فريد بالفعل”، وأردف أن “الملك عبدالله قد غير لهجة وفحوى النقاش في العالم العربي والإسلامي، كما فتح حواراً جريئاً في الداخل حث فيه مواطني المملكة على طرح أي شيء يريدون لمناقشة القضايا التي تهم المملكة ومواطنيها جميعاً”. وقال إن “ما يفعله الملك عبدالله أو يقوله هو أمر مهم للعالم، من فلسطين، إلى العراق، إلى اليمن، إلى أفغانستان، إلى مستقبل تعافي الاقتصاد العالمي”. وتطرق سبهاني إلى أن “الملك عبدالله لديه الشجاعة لأن يقف أمام المتطرفين ويستعمل خطابهم ضدهم، جعل المملكة اليوم قائدة لمحور الاستقرار في الشرق الأوسط، والإصلاحات التي قام بها في المملكة جعلتها بلداً أكثر شفافية، وتأكيد الملك على بناء التعليم في المملكة، فهو يشجع بناء المدارس والجامعات التي يسميها هو شخصياً “بيوت الحكمة”. ومن ناحية العلاقات الخارجية، قال سبهاني إن الملك عبدالله “صانع سلام” وضرب على ذلك مثلاً محاولات الملك عبدالله لإصلاح ذات البين بين تنظيمي “حماس” و«فتح” الفلسطينيين في مكة في 2005. وقال إنه أبلغ أنه حين كان يرى “الإخوة الفلسطينيين يتقاتلون بالسلاح في الأراضي الفلسطينية، دمعت عيناه وفكر فوراً في “دعوة الطرفين إلى حوار مكة”، مضيفاً أن “الملك عبدالله هو الذي عرض مبادرة السلام العربية في قمة بيروت في 2002 التي اقترح فيها السلام على إسرائيل مقابل اعترافها بالحقوق العربية كاملة، بما فيها الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة بالكامل، بما فيها القدس المحتلة”. ولدى حديثه عن اهتمام الملك عبدالله بقطاع التعليم، قال سبهاني إن “الملك عبدالله يغير التعليم في المملكة عن طريق “مؤسسة الإصلاح التعليمي، سواء بالنسبة إلى إنشائه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” التي يعتقد كثيرون أنها ستكون معهد مساتسوستس للتكنولوجي “إم.آي.تي” الشرق الأوسط أو غيرها، ولكن ما يقوم به الملك هو بناء ما يسميه ببيوت الحكمة في سائر أرجاء المملكة. وتحدث سبهاني عن جانب آخر لدى الملك عبدالله، وهو الجانب الإنساني، والذي يتمثل في تقديم يد العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين، منوهاً أن الملك عبدالله لا يكتفي بمساعدة الفقراء والمحتاجين في المملكة، بل هو يساعد المحتاجين في كل مكان. ونوه بالتبرع السخي الذي تبرعت به المملكة العربية السعودية لبرنامج الغذاء العالمي بمبلغ 500 مليون دولار وهي أموال تصل إلى الكثير من الأرجاء، كما إنه قدم مؤخراً مساعدات إلى لبنان وهايتي وإلى الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ولكن سبهاني قال إن سخاء الملك عبدالله لم يتوقف عند الدول الفقيرة بل إن سخاءه وصل إلى قلب الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن مؤسسة “التحالف الحضري” التي تقدم المساعدات والغوث للمحتاجين من الأطفال الأمريكيين تحصل من الملك عبدالله على مساعدات للأطفال الأمريكيين الفقراء. وفي ختام حديثه، أكد الكاتب الأمريكي “أن الملك عبدالله وطني عربي مسلم يؤمن بالتنوير العربي، هو يؤمن بالجهاد لبناء الطائرات وصنعها وليس برطمها بالمباني لتدميرها، هذه هي عقلية الملك عبدالله”.