بنغازي - (أ ف ب): انتفض مئات من سكان بنغازي شرق ليبيا على الميليشيات المسلحة التي تفرض قانونها في المدينة وتمكنوا من إخراج عدة مجموعات متطرفة من مقارها التي تسلمتها القوات الليبية النظامية بعد معارك أسفرت عن سقوط 11 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً، فيما تخشى السلطات من انتشار الفوضى.
واندلعت أعمال العنف مساء أمس الأول عندما انتفض مئات من سكان بنغازي ضد الميليشيات المسلحة التي تفرض قوانينها على البلاد بعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، وتمكنوا من السيطرة على عدد من مقار هذه الميليشيات.
وتمكن المتظاهرون وبعضهم كان مسلحاً في البداية من طرد عناصر ميليشيا من مبنى تابع للأمن وسط المدينة، قبل أن يدخلوا ثكنة تابعة للميليشيا السلفية أنصار الشريعة. وعلى هتافات “دم الشهداء، ما يمشيش هبا” دخل المتظاهرون إلى الثكنة التي تعرضت للتخريب والنهب والحرق وطردوا عناصر أنصار الشريعة منها.
وأوضحت تقارير أن قوات الأمن الليبية النظامية كانت تسيطر على هذين الموقعين.
كما نقل شهود أن عناصر من أنصار الشريعة أجبروا أيضاً على مغادرة مستشفى الجلاء الذي كانوا يسيطرون عليه وتسلمته لاحقاً الشرطة العسكرية.
كما هاجم المتظاهرون مقر كتيبة “راف الله الشحاتي” وهي مجموعة إسلامية وضعت نفسها تحت سلطة وزارة الدفاع، حيث دارت معارك بالأسلحة الخفيفة والقذائف بين الجانبين استمرت زهاء ساعتين، قبل أن تغادر الكتيبة المكان.
ثم قام المهاجمون بنهب المنشأة العسكرية الواقعة في مزرعة بمنطقة الهواري وسط بنغازي، وحملوا معهم أسلحة وذخيرة ومعدات معلوماتية.
إلا أن كتيبة راف الله الشحاتي أعلنت على صفحتها على موقع “فيسبوك” أنها استعادت السيطرة على مقر قيادتها.
وأجبر عناصر الميليشيات على الانسحاب من 4 مبانٍ حكومية مع وصول المتظاهرين.
وأفادت مصادر طبية أن 5 أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 70 بجروح في المواجهات.
وأعلن طبيب طلب عدم كشف اسمه العثور على جثث 6 عناصر من قوات الأمن. وقال الطبيب “بالنظر إلى طبيعة الإصابات من الواضح أن الستة تمت تصفيتهم”، مضيفاً أن 4 منهم أصيبوا برصاصات في الرأس واثنين في الصدر والرأس. وأضاف الطبيب أن “الستة يعملون في الجيش والشرطة.
وتأتي هذه المواجهات غداة تظاهر عشرات آلاف الليبيين سلمياً في بنغازي احتجاجاً على الميليشيات المسلحة بعد 10 أيام من الهجوم على القنصلية الأمريكية في 11 سبتمبر الجاري الذي أودى بحياة سفير الولايات المتحدة في ليبيا كريس ستيفنز و3 أمريكيين آخرين. وحذرت السلطات الليبية من “الفوضى” ودعت المتظاهرين إلى التمييز بين الكتائب “غير الشرعية” وتلك الخاضعة لسلطة الدولة.
وعبر رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد المقريف عن ارتياحه لرد فعل السكان على “الكتائب الخارجة عن الشرعية”، لكنه دعا المتظاهرين إلى الانسحاب على الفور من أماكن وجود كتائب وزارة الدفاع، مشيراً إلى كتيبة راف الله الشحاتي وكتيبة 17 فبراير وكتيبة درع ليبيا.