عواصم - (وكالات): شهدت دول عربية وغربية تظاهرات احتجاجية ضد فيلم “براءة المسلمين” المسيء للإسلام الذي انتج في أمريكا، والرسوم المسيئة للنبي محمد التي نشرتها مجلة “شارلي ايبدو” الأسبوعية الساخرة في فرنسا.
وتظاهر آلاف الباكستانيين مجدداً لكن في هدوء وذلك غداة احتجاجات خلفت 21 قتيلاً ومئات الجرحى بحسب حصيلة جديدة.
وتوجه أكثر من 5 آلاف متظاهر في العاصمة إسلام أباد باتجاه مبنى البرلمان القريب من الحي الدبلوماسي المحصن الذي يضم بالخصوص سفارة الولايات المتحدة الأمريكية. وهتفوا “يا رسول الله يا حبيب” و«عاقبوا من أهان نبينا”.
وفي لاهور المدينة الكبيرة شرق البلاد تظاهر نحو 500 من أعضاء مجموعة إسلامية أمام القنصلية الأمريكية هاتفين “الجهاد في مواجهة أمريكا”. وفي ألمانيا، تجمع نحو 1500 شخص في دورتموند، غرب البلاد، في تظاهرة “لم يتخللها أي حادث”.
وتأتي هذه التظاهرة، التي جرت وسط المدينة، بعد مسيرات أخرى في ألمانيا وخاصة في فرايبورغ ومونستر، حيث تظاهر المئات أمس الأول في هدوء أيضاً. كما تظاهر نحو 200 شخص بهدوء في برن للمطالبة بـ “حماية أفضل للمشاعر الدينية”. وفي نيجيريا، تظاهر عشرات الآلاف بهدوء في شوارع كانو ثاني أكبر مدن نيجيريا. وساد الهدوء شوارع باريس والمدن الفرنسية الكبرى مع إسراع الشرطة إلى منع أي محاولة للتظاهر ضد الفيلم المسيء للإسلام أو الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد.
ووسط باريس تجمع عشرون شخصاً فقط بينهم نساء محجبات تم توقيفهن بعدما رفضن تقديم أوراق هويتهن.
وجرت هذه التوقيفات في ساحة الكونكورد، حيث نظمت في نهاية الأسبوع الماضي تظاهرة غير مرخص لها أوقف خلالها 150 شخصاً، وأيضاً في ساحة التروكاديرو، حيث وجهت الدعوة إلى تظاهرة لم يسمح بها. وأشار مصدر في الشرطة إلى عدم وقوع أي حادث أو أي عمل عنف. ووجهت دعوات عدة إلى التظاهر في كبرى المدن الفرنسية عبر شبكات التواصل الاجتماعي والرسائل النصية القصيرة رغم قرار السلطات حظر التظاهر. وعلى إثر ذلك انتشرت الشرطة بكثافة وسط باريس وحول المسجد الكبير، حيث منعت تظاهرة غير مصرح بها.
من جهة أخرى، اعتقل في لاروشيل رجل يشتبه في أنه دعا إلى قطع رأس مدير مجلة شارلي ايبدو على موقع جهادي، كما أفاد مصدر قضائي.
وفي الأراضي المحتلة، تجمع 500 فلسطيني في القدس الشرقية تنديداً بالفيلم وبالرسوم.
من جانبه، أعلن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني عاطف التل أن بلاده طلبت من محرك البحث غوغل إلغاء كافة الروابط الموصلة إلى فيلم “براءة المسلمين”. ونقلت صحيفة “الدستور” اليومية شبه الحكومية عن الوزير قوله إن “شركة غوغل حجبت جميع روابط موقع اليوتيوب الإلكتروني التي تعرض مقاطع من الفيلم عن المتصفحين في الأردن اعتباراً من أمس الأول، وذلك استجابة لطلب الحكومة الأردنية من الشركة بحجب هذه الروابط”.
وقامت دول أخرى بنفسها مثل باكستان وأفغانستان والسودان بحجب مشاهدة الفيلم.
كما أمرت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين واليمن بمنع الدخول إلى كل المواقع التي تعرض الفيديو.
من جهة أخرى، دعا علماء الشريعة الإسلامية في حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة في الأردن المسلمين في العالم إلى اللجوء إلى خيار المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية والسياحية وغيرها لكل من ينال من دين الإسلام.
وقالت اللجنة المركزية لعلماء الشريعة الإسلامية في بيان نشره الموقع الإلكتروني للحزب “إننا نطالب المسلمين في العالم كله أن يتخذوا من الإجراءات العملية ضد كل من ينال من دين الإسلام ورسول الإسلام كالمقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية والسياحية وغيرها”.
من جهة أخرى، عرض وزير وزير السكة الحديد الباكستاني غلام أحمد بيلور مكافأة بقيمة 100 ألف دولار لمن يقتل مخرج فيلم “براءة المسلمين” المسيء للإسلام.
وقال “أعلن تقديم 100 ألف دولار لمن يقتل هذا المجدف الذي أساء للرسول الأكرم”.
وأضاف الوزير “أدعو أيضاً حركة طالبان والإخوان في تنظيم القاعدة إلى المشاركة في هذا العمل النبيل”، مؤكداً أنه سيقتل المخرج بيديه لو أُتيحت له الفرصة. وخلص إلى القول “ثم يمكن أن يقبضوا علي”.