يبدو أن البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد الإسباني، ماضٍ في تنفيذ مخططاته الرامية إلى بسط نفوذه بشكل كامل على مقاليد الأمور المتعلقة بالفريق في النادي الملكي، متسلحاً بالشعبية الكبيرة التي يحظى بها خصوصاً عقب قيادته الفريق للتتويج بلقب "الليغا" لأول مرة منذ ثلاث سنوات. وينوي مورينيو في أحدث أفكاره جلب مواطنه ولاعب الريال السابق لويس فيغو ليشغل منصب مدير الكرة في النادي بدلاً من الفرنسي زين الدين زيدان، الذي تولى هذا المنصب عقب نجاح مورينيو بإزاحة الأرجنتيني خورخي فالدانو منه. وبحسب تقارير صحافية إسبانية فإن مورينيو المنتشي بتمديد عقده مع الريال حتى عام 2016، سيطلب من المسؤولين في النادي الاستعانة بخدمات لويس فيغو لتولي مهمة الإدارة الكروية خلفاً لزيدان، وهو ينتظر الوقت المناسب لفتح هذا الأمر أمام رئيس النادي فلورنتينو بيريز. ويرتبط مورينيو بعلاقة وطيدة مع فيغو، إذ سبق له الإشراف على تدريبه حينماً كان مديراً فنياً لإنتر ميلان الإيطالي، وكان وقتها فيغو لا يزال لاعباً في صفوف الفريق، ولعل ما يشجعه على المضي قدماً في تنفيذ مخططه هو المكانة المرموقة التي يحظى بها فيغو في النادي الملكي. فقد سبق لفيغو الدفاع عن ألوان الريال خلال الفترة من عام 2000 حتى 2005، ونال تلك المكانة بشكل خاص كونه قدِم للنادي من الغريم التقليدي برشلونة، في صفقة أسالت الكثير من الحبر لسنوات طويلة، وظل منذ ذلك الحين عدواً لدوداً لجماهير "البلاوغرانا". ومنذ توليه منصب المدير الفني لريال مدريد قبل عامين، حرص مورينيو على فرض فسلفته الخاصة وغيّر الكثير من الأمور التي كانت من المسلّمات فيما مضى داخل النادي، حيث أصبح الطاقم التدريبي المعاون له يتكون بمجمله من أسماء برتغالية، باستثناء مساعده ايتور كارنكا، الذي قد يكون الضحية القادمة له. كما نجح مورينيو في التخلص من المدير الرياض السابق خورخي فالدانو، نجم الفريق السابق، والذي كان متنفذاً على نحو يسمح له بفرض آرائه، وهو أمر لم يرق للمدرب البرتغالي الذي سرعان ما تمكّن من إبعاده، ليتولى زيدان المهمة "الانتقالية" إلى حين مجيئ لويس فيغو. ولم يخف بعض رموز الريال خلال الفترة الماضية استياءهم من سطوة البرتغاليين على الجهاز الفني للفريق منذ مجيئ مورينيو، كما أن تقارير صحافية إسبانية تحدثت أكثر من مرة عن وجود ما يشبه "اللوبي" البرتغالي داخل النادي، بفعل تفضيل مورينيو للاعبين الإسبان على سواهم. واتُهم مورينيو من هؤلاء بالتهاون في معاقبة مواطنيه إذا ما صدرت عنهم أي أخطاء، مثلما حدث مع فابيو كوينتراو، الذي تسبب بخسارة الريال لذهاب نصف نهائي دوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ، ورغم ذلك دافع عنه مورينيو وظل يعتمد عليه في المباريات التالية.