عواصم - (وكالات): قال العقيد في الجيش السوري الحر أحمد عبد الوهاب إن “النظام السوري يفقد السيطرة على المزيد من الأراضي”، مشيراً إلى أن “سقوط النظام مسألة أشهر وليس سنوات”. فيما قرر خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود إلغاء الأوبريت الغنائي الذي يقام في مناطق المملكة بمناسبة العيد الوطني وذلك “تضامناً مع الشعب السوري الشقيق”. من ناحية أخرى، استقرت بشرى الشقيقة الوحيدة للرئيس السوري بشار الأسد، في دبي برفقة أولادها بعد أن خسرت زوجها اللواء آصف شوكت في تفجير بدمشق، بحسب ما قال مقيمون سوريون.
وأعلن العقيد أحمد عبد الوهاب في الجيش السوري الحر أن الجيش السوري النظامي يفقد السيطرة بشكل متزايد على الأرض في سوريا وأن قدراته الجوية فقط تتيح له البقاء، مؤكداً أن سقوط النظام “مسألة أشهر”.
وقال في قرية أطمة القريبة من الحدود التركية، وآمر كتيبة من 850 رجلاً “مع أو بدون مساعدة خارجية يمكن أن تقدم إلينا، إن سقوط النظام مسألة أشهر وليس سنوات”.
وأضاف “لو كانت لدينا مضادات للطيران وللدبابات فعالة، لتمكنا سريعاً من التقدم، لكن الدول الخارجية لا تقدم لنا هذه المعدات، وحتى بدونها سننتصر. سيكون ذلك أطول، هذا كل ما في الأمر”.
وتابع “نسيطر على القسم الأكبر من البلاد. وفي غالبية المناطق الجنود يبقون داخل ثكناتهم. لا يخرجون إلا لفترات قصيرة ونحن نتحرك كما نريد في كل الأماكن تقريباً، باستثناء دمشق”. وقال “يكفي تجنب الطرقات الرئيسة، وبالتالي نتنقل كما نشاء”.
من جانب آخر، ذكرت وسائل إعلام سورية أن أعضاء بالمعارضة الداخلية السورية عقدوا اجتماعاً نادراً في دمشق للدعوة إلى “إسقاط النظام السوري بكافة رموزه ومرتكزاته” بعد شهور من القتال أدت إلى سقوط آلاف القتلى. وانعقد الاجتماع بمباركة من السلطات السورية على الرغم من اعتقال العديد من شخصيات المعارضة في الأيام الأخيرة واتهامات المعارضين بأنهم يعطون انطباعاً خاطئاً بأن الرئيس السوري بشار الأسد يسعى للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية. وجاء في المبادئ الأساسية لمؤتمر إنقاذ سوريا “إسقاط النظام بكافة رموزه ومرتكزاته بما يعني ويضمن بناء الدولة الديمقراطية المدنية، والتأكيد على النضال السلمي كاستراتيجية ناجعة لتحقيق أهداف الثورة.” ميدانياً شن الطيران العسكري السوري غارات على مواقع للمعارضة المسلحة في حمص ودير الزور ما أدى إلى مقتل 31 شخصاً بينهم 11 مدنياً حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد إن الطائرات العسكرية قصفت مواقع في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق في محافظة دير الزور تزامنت مع نشوب معارك في عدد من أحياء المدينة.
سياسياً، يعوّل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والوسيط الدولي في سوريا الأخضر الإبراهيمي على العديد من القادة الذين سيشاركون في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإيجاد الوسائل الكفيلة بتحسين الوضع الإنساني في هذا البلد.
لكن دبلوماسياً غربياً قال إن الإبراهيمي يقف “في وضع تأهب” انتظاراً لاحتمال، غير مرجح حالياً، بأن يقرر طرفا النزاع التفاوض. وأضاف “حالياً مصير سوريا لا يتقرر في نيويورك لكن في سوريا وبالأسلحة”.
ومن المقرر عقد سلسلة من الاجتماعات حول سوريا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ غداً الثلاثاء، من دون آمال كبيرة في حدوث انفراج.
ويعلق الدبلوماسي “الغريب أن الجميع يفكر في سوريا وسيتحدث عن سوريا، لكن ليس من المقرر اتخاذ قرار أو حدوث أي تقدم هام”. من ناحية أخرى، قال محللون إن قرار الجيش الحر نقل مقر قيادته من تركيا إلى “المناطق المحررة” داخل سوريا يظهر زيادة في الثقة بالنفس لدى الجيش الحر رغم مخاطر تعرضه لضربات جوية من قبل الجيش النظامي.
وفي السعودية، قرر خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز إلغاء الأوبريت الغنائي الذي يقام في مناطق المملكة بمناسبة العيد الوطني وذلك “تضامناً مع الشعب السوري الشقيق”، بحسب مصدر رسمي.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن الملك أمر بإلغاء الأوبريت الغنائي “تضامناً ووقوفاً مع الأشقاء من الشعب السوري”. وفي سياق متصل، استقرت بشرى الشقيقة الوحيدة للرئيس السوري بشار الأسد، في دبي برفقة أولادها بعد أن خسرت زوجها وأحد صقور نظام الأسد اللواء آصف شوكت في تفجير بدمشق. وأوضح مقيمون سوريون أن بشرى التي درست الصيدلة وباتت في الخمسينيات من العمر سجلت أولادها الخمسة في إحدى المدارس الخاصة في دبي. وذكرت تقارير أن بشرى تركت سوريا بسبب اختلاف في وجهات النظر مع شقيقها. وأضافت أن “الأسد يعتبرها معارضة لأنها لم توافق على أفعاله فاتهمها أنها أقرب إلى المعارضة”.
وبانتقالها إلى دبي، لم يتبق مع الرئيس السوري في دمشق سوى شقيق واحد هو العميد ماهر الأسد قائد الحرس الجمهوري، ووحدات النخبة التي تدافع عن النظام، والفرقة الرابعة التي يتهمها المعارضون بأنها الأداة الرئيسة للقمع.