عواصم - (وكالات): كشفت مصادر فلسطينية أن الرئيس محمود عباس اتهم معظم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وفي مقدمها حركة “فتح”، بـ “الوقوف وراء التظاهرات” التي اجتاحت مدن الضفة الغربية أخيراً احتجاجاً على موجات الغلاء وارتفاع الأسعار، رافضاً اتهام حركة “حماس” بتحريك الشارع في الضفة. وخيّر القيادة الفلسطينية بين رحيله او انتخابات تشريعية ورئاسية من دونه، معلناً موافقته على إسقاط “اتفاق اوسلو”، والتي تصفه المصادر أنه “الأب الروحي للاتفاقية”. في غضون ذلك، ذكرت مصادر سياسية ودبلوماسية أمس أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قد ضاق ذرعاً بالتحديات السياسية من قيادة حماس في غزة ولا يسعى لإعادة انتخابه في الانتخابات الجارية حالياً على مستوى الحركة، فيما قالت المصادر إن مشعل قال لقادة الحركة “اختاروا قائداً آخر.”
وقالت المصادر في رام الله إن “عباس كان غاضباً جداً خلال اجتماع القيادة الفلسطينية الذي عقد في مقر المقاطعة في رام الله في 15 الشهر الجاري. ونقلت عن أحد قادة “فتح” وصفه الاجتماع بأنه “الأخطر” الذي تعقده القيادة الفلسطينية، حتى أن الرئيس لم ينتظر العودة من زيارته للهند، بل “رتب” لعقد الاجتماع على عجل، وذلك في غمرة الاحتجاجات العنيفة والإضرابات قبل نحو 10 أيام.
وأضافت أن عباس خاطب المجتمعين من ممثلي الفصائل قائلاً “ليس فقط أنصار حركتي حماس والجهاد الإسلامي من شاركوا في التظاهرات، بل من يجلسون هنا على هذه الطاولة، وفي مقدمهم فتح والجبهتان الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب. الجميع كانت لديه غرف عمليات لتحريك الشارع المحتقن أصلاً، ورفع وتيرة الغضب الشعبي”. وأوضحت المصادر أن عباس عبر عن “غضبه وضيقه الشديد” من ترديد شعار “يسقط عباس يسقط فياض”، وحرق صورهما أثناء الاحتجاجات. وذّكر المجتمعين بأنه أبلغهم يوماً ما أنه “في حال خرج مواطنان فلسطينيان يطالبانه بالرحيل فسيرحل، فما بالكم وقد خرج ألفان”.
كما كشفت المصادر أن عباس الذي يُوصف بأنه “الأب الروحي لاتفاق اوسلو” بدا محبطاً وحانقاً من موقف إسرائيل والادارة الأمريكية، وقال إن “الأفق السياسي مسدود منذ 3 سنوات، أي منذ وصول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الى الحكم، متعهداً بـ “إمكانية إسقاط اتفاق أوسلو”.
على الجانب الآخر، قال مصدر مقرب من حماس إن مشعل الذي قاد حماس منذ 1996 من عواصم عربية مختلفة أبلغ اجتماعاً لمسؤولين كبار من حماس في القاهرة الأسبوع الماضي بأنه لا ينوي البقاء في منصبه وأن قراره بعدم خوض الانتخابات هو قرار نهائي. وقال المصدر “قال مشعل لهم اختاروا قائداً آخر.”
وأغضب مشعل في وقت سابق هذا العام زعماء حماس في غزة بموافقته على إمكانية أن تقود حركة فتح المنافس الرئيس لحماس والتي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب أي حكومة وحدة في المستقبل.
وتوسطت مصر في إبرام اتفاق مصالحة بين حركتي “حماس” و«فتح” اللتين خاضتا حرباً أهلية قصيرة عام 2007 أسفرت عن سيطرة حماس على قطاع غزة وعباس على الضفة الغربية.
لكن الاتفاق الذي ينص على المشاركة في الحكم وإجراء انتخابات فلسطينية جديدة واجه العراقيل بسبب عدم تنفيذ الجانبين لبنوده على أرض الواقع.
وعبر مشعل أيضاً عما يعتبره المنتقدون في حماس موافقة على محادثات عباس مع إسرائيل المتوقفة حالياً عندما قال في 2011 إن الفلسطينيين يرغبون بعد 20 عاماً من المؤتمر الدولي عن الشرق الأوسط في إعطاء جهود السلام فرصة أخرى. وقال مصدر دبلوماسي في المنطقة “لقد نفد صبر مشعل تجاه بعض قادة الحركة في غزة الذين حاولوا في الآونة الأخيرة عرقلة قرارات اتخدها في صالح الحركة” .