كتب - بدر علي قمبر: حقّقت مراكز تحفيظ القرآن الكريم التي تديرها جمعية الإصلاح وطيلة مسيرتها القرآنية منذ عام 1975م العديد من الإنجازات وبالأخص في مجال تخريج حفظة لكتاب الله الكريم، وتكلّلت تلك الإنجازات بتأسيس واحات القرآن الكريم عام 2000م لتكون الحاضنة لتطوير العمل القرآنية بجمعية الإصلاح، وخلال تلك المسيرة المباركة أتم العديد من الطلبة كتاب الله تعالى كاملاً من خلال الحلقات القرآنية التي تديرها الواحات على مختلف مسمياتها. ولـ«الإصلاح” وقفة خلال هذا العدد مع من حباهم المولى تعالى مؤخراً بحفظ كتاب الله الكريم كاملاً، وهما الطالب عزام بدر قمبر، والطالب عبدالله خالد الحمر من واحات القرآن الكريم بجمعية الإصلاح بالمحرق. بدايــــة الانطلاقــــــة - لكل تميز بداية مشرقة وانطلاقة دافعة، فكيف كانت بداية هذين في حفظ كتاب الله الكريم؟ يقول عزام بدر قمبر: “كانت بدايتي في حفظ كتاب الله الكريم عندما كنت في مرحلة الروضة في يوليو 2003م من خلال مركز (اقرأ وارتق) بإشراف المحفّظة (ماما لولوة)، وبقينا تحت إشرافها حتى الصف الثالث الابتدائي، وفي الصف الرابع الابتدائي انتقلنا للمحفظ الأستاذ بدر علي قمبر”. أما صديقه عبدالله خالد الحمر فقال “بدأت الحفظ في مركز (اقرأ وارتق) عندما كان عمري (خمس سنوات) مع الأستاذة (ماما لولوة) فكنا أول دفعة في المركز الذي تم تأسيسه في يوليو 2003، وعندما وصلت لسن التاسعة في صيف 2007 انتقلت لحلقة الأستاذ بدر علي قمبر”. المعنيون من أصحاب الفضل - الصغار دائماً يحتاجون لمن يعينهم ويسدد خطاهم ويثبتهم على الصراط المستقيم، ولا شك أن مشروع حفظ القرآن الكريم يحتاج إلى أطراف تقويه، فمن شجّعكما على حفظ كتاب الله الكريم؟ الطالب عزام بدر قمبر حدد ثلاثة أطراف أعانته بعد توفيق الله عز وجل على إتمام مشروعه المميز في حياته ، ذكرها قائلاً: “في البيت (أبي وأمي)، ومن العائلة عمي العزيز (سامي قمبر)، وفي المركز أستاذتي الفاضلة (أم وليد) جزاها الله كل خير”. أما الطالب عبدالله خالد الحمر فقد هيأ الله عز وجل له ثلاثي من الأسرة وخارجها ذكرهم بقوله : “شجّعني على حفظ كتاب الله الكريم في البداية (أبي وأمي) وأخي الغالي (عمر) ومعلمتي (أم وليد) التي ربّتنا على التنافس في حفظ كتاب الله الكريم”. تخطـــــي الصعــــــاب - لكل عمل جاد فترات من الفتور، وصعوبات تعتري الطريق لتحقيق المراد والوصول إلى الهدف المنشود، فهل واجهتكما أيه صعوبات وما هي؟ عزام بدر قمبر حمد الله تعالى لعدم وجود صعوبات حقيقية واجهها في حفظ كتاب الله الكريم وعزى ذلك بقوله “لأنك إن نويت وعزمت على حفظ كتاب الله الكريم، فسيكون كل شيء سهلاً بإذن الله تعالى”. أما عبدالله خالد الحمر فواجه صعوبات وصفها بـ«الفطرية”، فسألته ما هي؟ فأجابني صادقاً “عندما وصلت إلى سن الفتوة أحسست بتراجع في همة الحفظ، إلى أن حلمت بحلم فسّره لي أحد الإخوة بأنني مُتراجع في الحفظ، فعزمت بحمد الله أن أواصل وأتقدم”. صفـــات أهـــل القـــرآن - لحافظ القرآن صفات مهمة لمن يرغب في إتمام هدفه الكبير في حفظ القرآن الكريم كاملاً، فما هي برأيكما؟ جمع الطالب عزام بدر قمبر هذه السمات بخمس ملامح وهي: العزيمة، والاجتهاد، والمثابرة، والاستمرار وعدم التغيب عن حضور حلقات التحفيظ مع المُحفّظ. بينما أوجزها الطالب عبدالله خالد الحمر بضرورة الالتزام بما جاء في القرآن الكريم من صفات وردت عن صفات عباد الله المؤمنين الصالحين الذين يحبهم الله تبارك وتعالى وحثنا عليها المولى سبحانه وتعالى. ريــــاض الجنَّـــــــــة - لقد أتم عزام وعبدالله إتمام حفظ كتاب الله تعالى في أشرف البقاع وأطهرها وأعلاها شأناً، في بيت الله الحرام بمكة المكرمة زادها الله تعظيماً وتشريفاً وفي مسجد الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف خطرت عليكما فكرة أن يكون ختم القرآن خارج البحرين؟ بعد أن حمد الله تعالى الطالب عزام بدر علي قمبر وأثنى عليه على توفيقه ومنته، قال “ختمت القرآن الكريم بتاريخ 30/12/2011م في المسجد الحرام بمكة المكرمة وأمام بيت الله الحرام، وقد كانت هذه الفكرة تُراودني منذ فترة، ثم اكتشف أن والدي حفظه الله كانت عنده نفس الفكرة، فتيسّر الأمر وكان لي ما أردت بحمد الله تعالى”، أما عبدالله خالد الحمر الذي أتم حفظه للقرآن الكريم بعد عزام بثلاثة أشهر فحمد الله على توفيقه وقال “أتممت الحفظ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، وقد جاءتني هذه الفكرة من خلال رغبتي بأن تكون لي ختمة مميزة لا تُنسى، وعلمت أن أخي عزام قمبر قد ختم القرآن في مكة المكرمة، فشجّعني ذلك على أن تكون ختمتي في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي روضة من رياض الجنة”. أجــواء مهيبـــة.. مشـــاعر لا توصـــف - بعد أن يحوي صدر وقلب وعقل المؤمن أشرف العلوم وأعلاها، ويحفظ أسمى الكلمات وأزكاها، بالتأكيد ستعتريه مشاعر لا يمكن أن توصف بالكلمات، فما هي مشاعركما اليوم بعد ختم القرآن الكريم كاملاً؟ عزام بدر قمبر اشترك معه في مشاعره أفراد أسرته الذين تحلّقوا معه في حلقة نورانية في جو مهيب في بيت الله الحرام ووصف هذه اللحظة التي تقشعر لها الأبدان قائلاً “بحمد الله تعالى عندما ختمت القرآن الكريم كنت مع جميع أفراد أسرتي ناظرين لبيت الله الحرام في جو مُهيب، حينها شعرت بشعور جميل بأن الحلم الذي كنت أحلم به قد تحقق بحمد الله وفي هذه البقعة المباركة”. بينما عجز لسان عبدالله خالد الحمر عن وصف المشاعر في تلك اللحظات، مؤكداً أنه “شعور لا يستشعره إلا من ختم القرآن كاملاً وعمل به”، ولكنه أضاف “ولكن بينما كنت أسمِّع الصفحة الأخيرة.. أحسست بأن روحي ترتفع إلى الأعلى”، وربط بين هذا المشهد الدنيوي بما سيحدث في الآخرة بإذن الله تعالى حينما يقال له “اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا” كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. نصائــح مـن أهـل القـــرآن - إخوانكم ممن يسيرون على هذا الدرب ينتظرون منكم في ختام هذا اللقاء نصيحة وكلمة لعلهم ينتفعون بها.. فهم ينظرون إليكم كقدوة، فماذا تقولون لهم؟ عزام بدر قمبر: “نصيحة أوجهها لإخواني الطلبة بأنه لا شيء مستحيل، فإذا كانت النية والرغبة الصادقة موجودة فسوف يكون الأمر في غاية السهولة بإذن الله تعالى، فيجب أن تحرصوا وتجتهدوا حتى يوفقكم المولى في حفظ القرآن الكريم كاملاً”. عبدالله خالد الحمر: “نصيحتي لإخواني الطلبة بأن لا يتراجعوا ولا يترددوا في الحفظ، بل عليهم الاستمرار والعزم الأكيد عليه، وأن يحرصوا على مكافأة أنفسهم بعد حفظ كل جزء، وأن يهتموا بالعمل القرآني لأنه يعطيك الدفعة المعنوية للاستمرار على نهج الصحابة رضوان الله عليهم”. شكــــر وامتنـــــان وفي ختام اللقاء أبى عزام بدر قمبر أن يوجه شكره بعد شكر الله تعالى أولاً إلا إلى الذي يعود إليه الفضل وإلى جميع من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز في حياته، سائلاً الله تعالى أن يوفقهم في حياتهم، وخص بالشكر والده، وعمه سامي، وأستاذته الذين علّموه الكثير في بداية التأسيس وأولهم الأستاذة (ماما لولوة) وإلى جميع أساتذته بواحات القرآن الكريم بالجمعية، سائلاً المولى عزّ وجل أن يوفقه معهم فيما تبقى من العمر. وكذلك عبدالله خالد الحمر، بعد أن حمد الله تعالى الذي أسند إليه الفضل والمنة قال “أحمد الله تعالى الذي منّ عليّ بهذه النعمة، ويسّر لي أدائها، ومن ثم أشكر الوالدين العزيزين، اللذين تكفلا بتربيتي والاهتمام بي وتشجيعي، والشكر لمعلمتي العزيزة (أم وليد) والأستاذ الغالي (بدر قمبر) كما أشكر جميع أفراد مجموعتي بحلقة إتقان، على جو التنافس الموجود، والشكر موصول لجميع الإداريين والطلبة بواحات القرآن الكريم، ولأهلي على دعواتهم الخالصة لي.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90