كتب - عبدالله إلهامي:
دعا الشيخ صلاح الجودر لتحرك المجتمع الدولي لإيقاف توجيه الإساءات إلى الرموز الدينية، محذراً من استخدام العنف كوسيلة للتعبير عن الرأي أو استهجان ورفض تلك الأفعال المشينة، فليس من قيم الإسلام الاعتداء على الكنائس أو السفارات وإن كان بنية الدفاع عن الإسلام، لذلك يجب أن ننبذ كل تلك الممارسات، مشيراً إلى أن المقاطعة تعتبر أقوى سلاح يمكن استخدامه إذ إن الإساءة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- تعتبر إساءة لكافة الأديان، فرسالته صلى الله عليه وسلم رسالة الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى.
وأشار الجودر في محاضرة نظمها مجلس شباب قلالي بالتعاون مع جمعية قلالي الخيرية في مسجد الغزالي بعراد تحت عنوان “رسول الله: اشتقت لإخواني”، إلى أن الفيلم المسيء للرسول -صلى الله عليه وسلم- نشر قبل خمسة أشهر وساهم فيه 100 شخصية وتكلفته تصل إلى 5 ملايين دولار، ولكنه أثير هذه الأيام بغرض استهداف أمن مصر بالدرجة الأولى، ومحاولة لإثارة الطائفية وإشعال الفتنة بين المسلمين والأقباط هناك، لتمتد بعد ذلك إلى البلدان التي بدأ الربيع العربي يهدأ فيها، مشيراً إلى أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين أزلية، منذ أن تزوج صلى الله عليه وسلم ماريا القبطية، كما إنه لقبهم بأخواله.
ونوه الشيخ إلى أن الفيلم المسيء أيقظ شعوباً كثيرة وجعلها تطلع على سيرته صلى الله عليه وسلم، إذ إنه القدوة التي يجب على الأمة الإسلامية السير على هديها في جميع أمورها، لذلك لا يستطيع أحد أن يتقدم عليه بفتوى أو رأي، قائلاً “ولنا في الصحابة رضوان الله عليهم، وبالأخص الخلفاء الراشدين خير مثال، فقد كان أبوبكر الصديق دوماً يقول للمشككين في كلامه صلى الله عليه وسلم: (إن كان قال فقد صدق)”.
وأضاف الجودر أن النبي محمد بن عبدالله لاقى الكثير من الأذى النفسي والجسدي ولكنه صبر من أجل أن يبلغ رسالة ربه، لذلك فإن ردة فعل المسلمين حول تلك الإساءة أثارت استغراب الغرب وجعلتهم يعيدون النظر في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي ثار أصحابه دفاعاً عنه في كل أرجاء العالم.
وأوضح أن قدر النبي صلى الله عليه وسلم ليس بهين في قلوب أصحابه وأتباعه السائرين على هديه، فهو سيد الأخلاق والقيم ويشهد بذلك أعداءه قبل أتباعه، مشيراً إلى أن المستهزئين كانوا على مر العصور، وتأذى منهم جميع الأنبياء، لاستخفافهم بالحق، وكما علمنا ديننا فإن مكانتهم محفوظة في قلوبنا ولا فرق بينهم.
970x90
970x90