كتب - محرر الشؤون السياسية:
توقّع مراقبون أن تلجأ المعارضة الراديكالية خلال الفترة المقبلة، إلى الزج بالأطفال والنساء في المظاهرات للفت انتباه الإعلام والمنظمات الحقوقية الأجنبية، إثر فشلها بجنيف وعودتها من هناك خاوية الوفاض، مشككين في صدقية استعدادها للحوار.
وحذّر المراقبون من تحشيد المعارضة لأتباعها في المراكز الحساسة بالعاصمة، للتأثير على الوضع الاقتصادي في البلاد وسرقة الأضواء، متوقعين أن تعود مجدداً إلى استغلال المنبر الديني في الحشد الطائفي وشق الصف الوطني.
وأضافوا “من يسعى لتشويه سمعة وطنه والتآمر ضده لا ينطبق عليه وصف المعارضة”، لافتين إلى أن “الحريات مصانة في البحرين والمعارضة الحقيقية لا تطلب المدد من الخارج”.
وقال المراقبون إن المعارضة الراديكالية أساءت وتجاوزت كل الحدود ولم تتعرض للمساءلة، مشيرين إلى أن “الوفاق” تمارس الضغط وترعى مصالح خارجية ولن تجلس لطاولة الحوار.
ووصفوا إعلان “الوفاق” استعدادها للحوار بمحاولة التأقلم مع الوضع بعد صدمة جنيف، موضحين أنها لا تملك قرارها في دخول الحوار بل تنتظر الأمر الصادر من قم، ونبه المراقبون إلى أن إعلان علي سلمان استعداده للحوار يناقض التصعيد والترهيب بالشارع، وقالوا “هدف المعارضة الوصول للحكم ولن تدخل حواراً لا يحقق هذا المطلب”.
أسلوب التحشيد الوفاقي
ورجّح الناشط السياسي بدر الحمادي أن تلجأ جمعية الوفاق قريباً إلى أسلوبها المفضل في استغلال الأطفال والنساء والزج بهم في اعتصامات ومظاهرات واستغلالهم داخلياً وخارجياً، في خروج سافر على عادات المجتمع وأعرافه وتقاليده.
وتوقّع أن تكثّف “الوفاق” والجمعيات التابعة لها من استغلال المنبر الديني في التحريض والعمل على شق الصف الداخلي، مضيفاً “سيحاولون التحشيد في المراكز الحساسة بالمركز التجاري في المنامة، ليس لضرب الاقتصاد والتنمية في البلد فحسب، بل لفرض أنفسهم في العاصمة للفت انتباه الإعلام الخارجي، بعدما أخفقوا وانهزموا في المؤامرة المخطط لها في جنيف”.
وقال الحمادي إن “الوفاق” والجمعيات التابعة لها لا تصح تسميتها بالمعارضة، باعتبار المعارضة تتصف بالرشد والعمل لصالح الوطن، مبيناً “من غير المقبول في الأعراف الديمقراطية أن نطلق على من يقف في ساحة العنف والشغب والإرهاب، ويسعى لتشويه سمعة وطنه والتآمر ضد بلده في الخارج معارضة”.
وأضاف “المعارضة الوطنية الحقيقية لا تطلب المدد من الخارج، ولا من المنظمات والدول الخارجية، لأن الحريات مصانة في البحرين”.
ولفت الحمادي إلى أن المعارضة الراديكالية في البحرين تجاوزت كل الحدود وأساءت للوطن وضربت الاقتصاد، وقال “مع هذا لم تتعرض لمساءلة، ما يؤكد أن البحرين بلد الديمقراطية والحريات”.
صدقية الاستعداد للحوار
واعتبر الحمادي ترحيب “الوفاق” بخطاب وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بجنيف وإعلان استعدادها للحوار، مجرد محاولة للتأقلم بعد صدمة واجهتها جراء قبول تقرير البحرين الحقوقي بجنيف، مقللاً من قيمة تصريحات “الوفاق” وجديتها.
وقال إن “الوفاق” تستخدم أسلوب طول النفس من أجل استمرار العنف في الشارع، مضيفاً “لن تجلس إلى طاولة الحوار كونها ترعى مصالح خارجية، وهي مستمرة في سياسة الضغط”.
وشبّه الحمادي سياسة “الوفاق” في استخدام العنف والمماطلة في العدول عن أهدافها غير الشريفة، بسياسة إيران في امتلاك الأسلحة النووية، لافتاً إلى أن المعارضة الراديكالية تُصوّر للبسطاء أنها تدافع عن حقوقهم، وتسرق تمثيل الأغلبية لتنفيذ مصالح خاصة.
وقال الحمادي إن العديد من شخصيات المعارضة انكشفت في جنيف، واتضح متاجرتها بالشباب المخدوعين، مضيفاً “الشعب البحريني عانى من قلة يستغلون بعض الصبية”.
واعتبر أن المعارضة لن تكون صادقة لا مع وزير الخارجية ولا مع وزير العدل ولا الداخلية ولا مع الحكومة، لأن طريقها معروف ومحدد وهو الكذب المتواصل على المسؤولين ومن يتبعهم.
«الوفاق» وقرار قبول الحوار
من جهته قال رئيس المكتب السياسي لجمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة، إن “الوفاق” لا تملك قرارها في دخول الحوار من عدمه، بل تنتظر القرار الصادر من قم.
وأضاف “من غير المستبعد أن تجلس إلى وزير العدل أو الخارجية، ولكن لن تدخل في حوار حقيقي وجاد”.
وأوضح جمعة أن “إعلان علي سلمان استعداده للحوار ناقضه التصعيد في شوارع البحرين، وممارسة تخويف المواطنين ونهب ممتلكاتهم”، مبيناً “ألاعيبه مكشوفة ومعروفة ولا تنطلي على أحد”.
ولفت إلى أن “أي طرف يفقد أوراقه السياسية وأي جهة تأزيم تخسر الساحة، تحتاج إلى أن تبدي موافقتها على الحوار لتستعيد توازنها، موضحاً أنه أصدر بياناً يستشرف مواقف “الوفاق” وخطواتها قبل قبول تقرير البحرين في جنيف.
من جانبه قال الناشط السياسي محمد السعد إن المعارضة البحرينية عندما دخلت الصراع ولجأت إلى الشارع كان لها هدف واحد، وهو الوصول إلى الحكم، مضيفاً أنها لن تدخل في حوار لا يحقق هذا المطلب.
ولفت إلى أن المعارضة تصارع على جبهتين، الأولى على الأرض وفي الشارع والأخرى دبلوماسية بتواصلها مع القوى الداخلية والخارجية.