(أرقام): توقَّع محللون في «رابو بنك»، استنادا إلى مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة «فاو» الذي يتابع العديد من أسعار المواد الغذائية ارتفاع أسعار الحبوب، السكر، واللحوم، والألبان 15% من مستوياته الحالية بحلول يونيو 2013.
وأضافوا: «سيشهد العام القادم دخول الاقتصاد العالمي فترة تضخم أسعار المحاصيل الزراعية بالتزامن مع انخفاض مخزونات الحبوب والبذور الزيتية إلى مستويات منخفضة بشكل كبير، ما سيدفع مؤشر «فاو» للغذاء إلى تجاوز قمته القياسية التي بلغها في فبراير عام 2011». يشار إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية لا يكون دليل خير لصانعي السياسة، حيث إن ذلك سيصحبه احتجاجات واضطرابات اجتماعية كما حدث من قبل في سنوات سابقة.
ويُدلِّل بعض المحللين بما سبق أحداث ما يسمى «الربيع العربي»، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل أثقل كاهل طبقة كبرى من الشعوب التي شهدت احتجاجات، لكن في المقابل فإن محللي «رابنو بنك» لا يعتقدون أن الوضع سيكون مماثلاً للماضي.
وأكدوا أن التأثير سيكون «أقل إيلاما» للمستهلك بالمقارنة مع عام 2008 عندما حدث نقص حاد في إمدادات القمح والأرز، وذلك لأن النقص الحادث هذه المرة يتعلق بمحاصيل مستخدمة في صناعة العلف الحيواني مثل الذرة وفول الصويا.
لكن في المقابل سيكون هناك تأثير على أسعار اللحوم والدواجن ومنتجاتها التي تشمل الألبان والأجبان والبيض، بجانب القلق من نقص أحجام قطعان الماشية نتيجة عدم تمكن المربين من مواجهة ارتفاعات أسعار العلف فيقومون بالتخلص منها، ليطال التأثير المستهلك العادي في النهاية.
إلى ذلك، باتت موجة الجفاف القاسية التي تعرضت لها مناطق زراعية هامة في الولايات المتحدة والتي تعد الأسوأ منذ عام 1936، فضلاً عن نقص المياه في مناطق زراعية في أمريكا الجنوبية وروسيا تمثل تهديداً واضحا بمزيد من الارتفاع في أسعار الحبوب وغيرها من المحاصيل. ووفقاً لتحليل «رابو بنك» المتخصص في السلع الزراعية، فإن الأسوأ لم يأت بعد، حيث إن أسعار الغذاء العالمية من المنتظر أن تبلغ أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال الربع الأول من العام المقبل.
وكان المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، جوزيه جراتسيانو دا سيلفا قال مؤخراً إن أسعار المواد الغذائية تشهد تقلبات كبيرة، وقال: «لا داعي للذعر بشأن أسعار الغذاء العالمية».
وخفَّضت وزارة الزراعة الأمريكية أخيراً، توقعاتها لمحصول الذرة بأقل من 1%، مما يوحي بأن أسوأ موجة جفاف تشهدها ولايات الغرب الأوسط الأمريكية في 56 عاماً ربما تكون قد أسفرت عن أضرار أقل من المتوقع.