تعذيب السجـناء أمر معهـود والمدنيـون يخشـون التوجـه لمستشفيات النظام

عواصم - (وكالات): تواصل مسلسل العنف الدموي في سوريا حيث قتل العشرات بينهم أطفال في قصف لقوات الأسد على مدن عدة، فيما استبعد الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إحراز “تقدم اليوم أو غداً” لتسوية النزاع في سوريا، بينما حذر من مأساة إنسانية بسبب نقص الغذاء، وذلك إثر لقائه أعضاء مجلس الأمن الدولي في نيويورك.
واعتبر الإبراهيمي أن الوضع في سوريا “بالغ الخطورة ويتدهور يوماً بعد يوم”، مكرراً أن “لا وجود لخطة كاملة” لتسوية النزاع حتى الآن.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات الأشخاص قتلوا بينهم 5 أطفال من عائلة واحدة قتلوا في غارة جوية شنها الجيش السوري على حي المعادي في مدينة حلب حيث تدور منذ أكثر من شهرين معركة ضارية بين قوات النظام ومسلحي المعارضة. كما قصف جيش الأسد قرى وبلدات تسيطر عليها المعارضة في محافظات حمص ودير الزور وحماة.
في غضون ذلك، دعا ممثلون عن 20 حزباً وهيئة سورية من معارضة الداخل خلال مؤتمر عقد في دمشق وحضره خصوصاً سفيرا روسيا وإيران إلى “وقف العنف فوراً” من قبل طرفي النزاع وذلك “تحت رقابة عربية ودولية مناسبة”.
وبحسب المرصد السوري فقد “تعرضت عدة أحياء في مدينة حلب للقصف من قبل القوات النظامية السورية حيث استهدف القصف مبنيين في حي المعادي” وفي ريف حلب “تعرضت بلدة حيان للقصف من الطيران ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر”. وشمل قصف قوات النظام السوري لقرى وبلدات يسيطر عليها المعارضون المسلحون بلدات في محافظات حمص حيث قصفت بلدات السعن وتيرمعلة والقصير ما أسفر عن مقتل امرأة وريف دير الزور حيث سقط جرحى في قصف على قرى الحسينية والبغيلية.
وشمل القصف أيضاً حماة حيث سقط أيضاً جرحى في بلدة أبو رمال ودرعا حيث قصفت مدينة داعل بينما قتل 6 جنود نظاميين في هجوم بعبوة ناسفة استهدف شاحنتهم في المحافظة. وأسفرت أعمال العنف في سوريا عن سقوط عشرات القتلى بحسب المرصد.
في غضون ذلك، أشارت تقارير إلى أن مناطق واسعة شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا باتت خارج سيطرة النظام السوري وبعضها منذ أشهر عدة.
وأوضحت تقارير أن مئات الكيلومترات خاضعة للجيش السوري الحر ولا توجد فيها أي وجود أو نقاط أمنية تابعة للنظام. ويؤكد ضباط في الجيش السوري الحر أنهم يحاصرون حالياً قاعدة مهمة للجيش على طريق حلب ولا يخشون سوى الضربات الجوية.
من جهة أخرى، تهدد المعارك التي تشهدها سوريا أثارها التاريخية الثمينة التي تتعرض للدمار وأيضاً لعمليات السرقة والنهب المنظمة التي تتزايد مع استمرار المعارك في البلد.
سياسياً، أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمام مجلس الأمن أن الحرب في سوريا تتفاقم وتلوح فيها أزمة غذائية حادة، بحسب ما نقل عنه سفراء.
كما أعلن الإبراهيمي أمام الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أن نظام الأسد يقدر بـ5 آلاف عدد الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة في سوريا وأن دمشق تزداد قناعة بأن الحرب الدائرة في البلاد هي “مؤامرة من الخارج”، بحسب ما قال سفراء حضروا الاجتماع. وكان الإبراهيمي يستعرض أمام المجلس نتائج زيارته الأخيرة لسوريا التي التقى خلالها الرئيس بشار الأسد.
وأكد وزير الخارجية الجزائري السابق مرة أخرى أمام مجلس الأمن أن ليس لديه حالياً “خطة عمل جديدة” لتسوية الأزمة السورية وأشار إلى المقترحات التي قدمها سلفه كوفي عنان بحسب دبلوماسي. وقال الإبراهيمي إن خطة عنان تبقى “أفضل سبيل” بحسب الدبلوماسي نفسه.
وصرح وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي للصحافيين أن خطة عنان تبقى صالحة “في مضمونها”. وقال “لدينا خطة. إنها خطة عنان من 6 نقاط تبناها مجلس الأمن” مضيفاً أن ألمانيا “تدعم عمل الإبراهيمي”.
ورسم الإبراهيمي صورة قاتمة للنزاع الذي أوقع 29 ألف قتيل خلال 18 شهراً بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد أمام المجلس أن تعذيب السجناء أصبح “أمراً معهوداً” وأن السوريين باتوا يخشون التوجه إلى المستشفيات التي يسيطر عليها النظام. وأوضح أن 1.5 مليون شخص فروا من منازلهم وأن البلاد تواجه نقصاً حاداً في المواد الغذائية لأن المحاصيل أتلفت بسبب المعارك بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة.
من ناحية أخرى، دعا ممثلون عن نحو 20 حزباً وهيئة سورية من معارضة الداخل خلال مؤتمر عقد في دمشق وحضره خصوصاً سفيرا روسيا وإيران إلى “وقف العنف فوراً” من قبل طرفي النزاع وذلك “تحت رقابة عربية ودولية مناسبة”. وجاء في البيان الختامي “للمؤتمر الوطني لإنقاذ سوريا” الذي ضم 20 حزباً وهيئة معارضة لنظام الرئيس بشار الأسد أن “المؤتمر يدعو إلى وقف العنف فوراً من قبل قوى النظام والتزام المعارضة المسلحة بذلك فوراً وذلك تحت رقابة عربية ودولية مناسبة”.
ودعا المؤتمر الإبراهيمي إلى “الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي حول سوريا تشارك فيه جميع الأطراف المعنية تكون مهمته البحث في أفضل السبل السياسية للبدء بمرحلة انتقالية تضمن الانتقال إلى نظام ديموقراطي تعددي”.
وفي لبنان أعلن مسؤول في الأجهزة الأمنية أن السلطات اللبنانية اعتقلت 5 سوريين جنوب شرق البلاد، مما أثار غضب أنصار مجموعة إسلامية تدعم المقاومة السورية.
وفي عمان قال قائد قوات حرس الحدود الأردنية العميد حسين الزيود إن أكثر من ألفي عسكري سوري من مختلف الرتب لجؤوا إلى الأردن منذ بدء الأحداث في سوريا في مارس 2011.