كتبت - هدى عبدالحميد:
أعرب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى عن فخره واعتزازه بما حققه خريجي برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية من نتائج مشرفة برهنوا من خلالها استحقاقهم للدعم والمساندة للوصول إلى طموحاتهم التي تنسجم مع ما يصبو إليه الوطن من رفعة وتقدم، مؤكداً أن قيم العلم والعدالة من القيم التي لا غنى عنها، إذ أنها تبلور الأمل وتظهر أنبل ما في المجتمعات.
وقال صاحب السمو الملكي ولي العهد، في كلمة خلال حفل تكريم دفعة جديدة من خريجي برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية في قصر الرفاع أمس، إن هذا اليوم هو من أسعد الأيام من كل عام، بما يمثله من احتفال بقطف ثمار هذا العمل والجهد الدؤوب من القائمين على البرنامج والإسهام السخي من رعاة البرنامج الذين شاركونا في تحقيق رؤيتنا للبرنامج ومواصلة تطويره لتحقيق طموح أكبر وأفق أوسع، إيماناً منهم بإمكانيات وقدرات أبناء مملكة البحرين. وأبدى حرصه لأن يكون البرنامج محطة انطلاق للحث والتشجيع نحو المزيد من العمل والتفاني لخير هذا الوطن الغالي. وقال سموه إن التخرج من خلال البرنامج محطة بدء لعطائهم وتجسيد قدراتهم كواقع يثري مكتسباتنا.
وأضاف سموه أنه يسرنا أن كل مجموعة من الطلبة تنضم إلى البرنامج أو تتخرج من خلاله تدرك مسؤولياتها في الإسهام في جهود بناء الوطن ومستقبله الواعد، تلك الجهود التي يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وظهر هذا جلياً في فترة مبكرة من مرحلة اختيارهم بما أبدوه من كفاءة وأداء عملوا على صقله في إطار الفرص التي يوفرها البرنامج.
وخص صاحب السمو الملكي ولي العهد أولياء الأمور بالثناء على ما لهم من بصمات واضحة في أداء هذه النخبة من شباب البحرين وما وصلوا إليه من إنجازهم الطيب مما يعكس البيئة الصالحة التي نشؤوا فيها، كما نوه سموه بدور المدارس التي وضعت أساساً قوياً يبنى عليه من خلال البرنامج الذي بلغ عدد طلبته مئة وستة وعشرين طالباً فيما بلغ عدد خريجيه واحداً وسبعين طالباً، منهم من انضموا لسوق العمل ومنهم من يواصل دراسته العليا.
الاستثمار في التعليم
وألقى العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي – وعضو مجلس إدارة برنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية عبدالحكيم الخياط، أحد رعاة البرنامج في الفئة البلاتينية، كلمة الداعمين خلال الحفل توجه فيها بالشكر الجزيل والعرفان لصاحب السمو الملكي ولي العهد على رعايته للمتفوقين وإنفاذ رؤيته التي بإذن الله تعالى ستعم فائدتها على جميع أبناء البحرين، حاثاً الطلبة الخريجين على مواصلة همتهم العالية وقدراتهم العلمية والابداعية في خدمة الوطن.
وشدد على جدوى توجيه الاستثمار في التعليم، والنظر في هذا الصدد إلى التجربة الكورية، مؤكداً أهمية مد جسور التواصل مع النتاجات الفكرية والعلمية التي ورثناها من حضارتنا العربية والإسلامية.
ثم ألقى الخريج حسن طارق الحسن كلمة الخريجين، أعرب فيها عن شكرهم و تقديرهم لصاحب السمو الملكي ولي العهد على رعايته المستمرة لطلبة البرنامج، مثمنين عالياً ما يوليه سموه من حرص دائم على الالتقاء بطلبة البرنامج، ونوه بما يوفره برنامج سمو ولي العهد من فرص واعدة للتحصيل العلمي على أعلى المستويات و في أرقى الجامعات.
ووصف البرنامج بأنه مثالٌ للوحدة الوطنية و لقيم الأحقية المريتوقراطية، مشيداً بمواقف صاحب السمو الملكي ولي العهد في تعزيز مبادئ الاستحقاق والعدالة الاجتماعية التي زرعها حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى.
ولي العهد يكرّم الخريجين
بعدها تفضل صاحب السمو الملكي ولي العهد بتسليم الطلبة الخريجين شهادات التخرج ضمن برنامج سموه للمنح الدراسية العالمية وهم الطالب خالد عدنان فخرو – حاصل على شهادة دكتوراة في علم الوراثة البشرية من جامعة ييل – بالولايات المتحدة الأمريكية، والطالبة فاطمة غازي العريض – حاصلة على شهادة الدكتوراة في القانون من جامعة كولومبيا – بالولايات المتحدة الأمريكية، والطالب أحمد عبدالرحيم – حاصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية لندن للأعمال بالمملكة المتحدة، والطالبة وفاء فيصل السيد – حاصلة على شهادة البكالوريـــــوس في عـــام 2011 في الخدمة الدولية – التخصص (السياسة الدولية) وشهادة الماجستيـــــــــــر في عــــــــام 2012 في الخدمة الدولية – التخصص (العلاقات الدولية والأمن) من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، والطالبة ياسمين فريد روبين – حاصلـــــــــــة علــــــــــــى شهـــــــــادة الماجستير في القانون من كلية لندن الجامعية بالمملكة المتحدة في عـــــــام 2011 وشهــــادة الماجستير في القانون – التخصص (الأوراق المالية والتنظيم المالي) من جامعة جورجتاون بالولايات المتحدة الأمريكيــــــــــــة في عــــــــــــــام 2012، الطالب حسن طارق الحسن – حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة سيانس بو – بفرنســــــــــــا في عــــــــــام 2011 وشهادة الماجستير المزدوج في العلوم المالية والاستراتيجية من جامعة سيانس بو – بفرنسا وشهادة الماجستير في الاقتصاد السياسي الدولي من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية – بالمملكة المتحدة في عــــــام 2012، الطالــــــب سلمان عبدالحميد الحمادي – حاصل على شهادة البكالوريوس في الأعمال المالية والاستشارات وإدارة المشاريع من جامعة إموري بالولايات المتحدة الأمريكية، والطالبة فاطمة عبدالله أحمد كايد – حاصلة على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة مانشستر – بالمملكة المتحدة، الطالبة ناديا فريد روبين – حاصلة على شهادة البكالوريوس في القانون وشهادة الماجستير في القانون – التخصص (تمويل الشركات وقانون التجارة الدولية) من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية – بالمملكة المتحدة، الطالب نديم مأمون المؤيد – حاصل على شهادة البكالوريوس في الأعمال المالية والعقارات وإدارة العمليات والمعلومات من مدرسة وارتن بجامعة بنسلفانيا – بالولايات المتحدة الأمريكية، والطالب حسين عبدالجليل الشهابي – حاصل على شهادة البكالوريوس في بحوث العمليات نظم الإدارة الهندسية من جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة الأمريكية. حضر الحفل مستشار الشؤون السياسية والاقتصادية بديوان سمو ولي العهد الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة، ومستشار سمو ولي العهد الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة، وأعضاء مجلس إدارة البرنامج وعدد من ممثلي الجهات الداعمة ومسؤولي البرنامج و أولياء أمور الخريجين.
فتح باب البعثات فبراير المقبل
وكشفت رئيسة الشؤون الإدارية والمالية شذى أحمد في تصريح صحافي عن أنه سيتم الإعلان عن فتح باب لبعثات 2014 في فبراير المقبل، لافتة إلى أنه يتم حالياً دراسة زيادة عــــــــــدد المنـــــح السنويــــــة إلى 14 طالباً بدلاً من 10 منح على أن يتم الزيادة بشكل تدريجي مستقبلاً أملاً في أن تصل إلى 20 منحة.
وأفادت أن سمو ولي العهد يدعم البرنامج بمليون ونصف دينار سنوياً وبالمقابل يقدم عدد من الشركات الداعمة المبلغ نفسه ليصل مجموع إيرادات البرنامج إلى ثلاثة ملايين دينار سنوياً.
أضافت: ويكلف الطالب الواحـــــــــد مــــــن 32 إلى 35 ألــف دينار سنوياً ويبلغ عدد المصروفات السنوية للبرنامج 2 مليون دينار ويتم تحويل المتبقي إلى حساب صندوق البرنامج واستثماره ليتم زيادة الطلبة في المستقبل.
ومن جانب آخر، أشارت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام ببرنامج ولي العهد للمنح الدراسية العالمية عصمت أحمد إلى أن عدد الطلبة المسجلين حالياً في البرنامــــج 64 طالبـــــــاً وطالبة منهم 50 يدرسون لنيل شهادة البكالوريــــــــــــوس و14 طالبــــــــــــاً وطالبة يدرسون لنيل شهادة الماجستير والدكتوراة.
وأوضحت أنهم سيبدؤون في زيارة جميع مدارس المملكة بدءاً من أكتوبر المقبل للتعريف بالبرنامج والشروط على أن يتم فتح باب الترشيح فبراير المقبل على أن يستمر قبول الطلبات لمدة أسبوعين وبعد استلام الطلبات وإجراء الاختبار في اللغة الإنجليزية سيتم اختيار أفضـــل 60 طالبــــاً وطالبـــة من جميع مدارس مملكة حيث سيخصــــــــــــــــص 40 مقعــــــــــــــــــــداً للمــــــــــــدارس الحكوميــــــــــة و20 مقعداً للمدارس الخاصة بناءً على معدلاتهم التراكمية ونتائج اختبار اللغة الإنجليزية.
وأضافت أن الطالب يدخل البرنامج لمدة 14 شهر وسيتيح البرنامج لهؤلاء المرشحين الفرصة للاستفادة من مختلف ورش العمل التدريبية التي يديرها البرنامج خلال الصيف وطول العام الدراسي وهي دورة للاعداد لامتحانات IELTS وSAT ودورة في القراءة النقدية وبرامج تدريبية لتنمية مهارات القيادة والتواصل والخطابة العامة والمناظرة، ودورة في النقد الفكري إضافة إلى برنامج تدريبي يهدف إلى ترسيخ مبدأ خدمة المجتمع عبر عمل الطلبة المرشحين مع الجهات الخيرية والمؤسسات غير الحكومية في مملكة البحرين. وسيتم اختيار المبتعثين بناءً على معايير خاصة يحددها البرنامج تضم المعدل التراكمي بالإضافة إلى نتائج امتحـــان الـ IELTS وامتحانــات الـ SAT.
وأشارت إلى أن مميزات بعثة ولي العهد حرية اختيار التخصص الدراسي وحرية اختيار الجامعة والكلية الراغب الطالب الدراسة فيها على شرط أن تكون خارج البحرين والوطن العربي وتقتصر على الدراسة في أوروبا أو أمريكا أو أستراليا، لافتة إلى أنه تم إيقاف الابتعاث في الطب؛ إذ إن كثير من الجهات توفر الابتعاث في هذا التخصص، وسمو ولي العهد يريد التركيز على مجالات وتخصصات أخرى تخدم المملكة. كما إن البرنامج لا يلزم المبتعثين بالعمل في البحرين بعد دراستهم بل يتيح لهم الفرصة ليختاروا البلد والمؤسسة التي ستساعدهم في تحقيق طموحاتهم وتعزز حياتهم المهنية ليعودوا إلى الوطن ولديهم من الخبرة العالمية مما يجعلهم يتبؤون مراكز قيادية.