بات من المتعارف عليه أن تنشر الصحف والقنوات الإخبارية عن بعض الأمور التي تتكشف لدى أجهزة الدولة وأن هذه الأمور من الخطورة ما ينبغي والحذر منها وأن السلطات ستتخذ الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار الحدث، ثم تمضي الأيام تلو الأيام ولا نعرف أين وصلت التحقيقات في هذه الأحداث، ورويداً رويداً ينسى الناس تلك الحادثة ليفاجؤوا ببروز حادثة أخرى وتجعجع الصحف والقنوات على تلك الغنيمة ثم لا تلبث أن تختفي من ذاكرة التاريخ لنعود مرة أخرى لأحداث وهلم جرى.
وهكذا حتى تاريخه لا نعلم ماذا تم بشأن تلك الملايين وكذلك بشأن المصدر فكل هذه ذهبت طي الكتمان وكأن الناس ليس لهم الحق في الوصول إلى الحقائق بل عليهم تقبل النتائج وعدم الخوض فيها وهكذا الحال مع كافة الأحداث السابقة واللاحقة.
والمثال الثاني ما قيل عن الملايين التي سرقت من مشروع مستشفى الملك حمد وإن هناك إهداراً وغشاً وتدليساً ثم طويت هذه الصفحة دون معرفة الجناة ونوعية العقاب.
إن الناس أيها المسؤولون يودون أن يروا الطحين الذي سمعوا جعجعته حتى يذوقوا حلاوته أو مرارته، أما تركهم هكذا دون الطحين فإن جوعهم له قد يدفعهم إلى كسر المخبز الذي ينتج مثل هذا الطحين من أجل تذوقه وسد جوعهم منه. فهل تتكرم الأجهزة المعنية بإخراج الطحين أم أنها ستستمر في الجعجعة وتترك الناس يموتون جوعاً وغيضاً أكثر مما هم فيه.
يوسف محمد الأنصاري