شهدت الساحة الرياضية في الفترة الأخيرة إقامة موجة من المؤتمرات الصحافية والتي كانت الأسلوب الأمثل لعدد من الجهات الرياضية لإيصال أفكارها وأخبارها إلى وسائل الإعلام المختلفة أو حتى في حال رغبتها في توضيح إشكالية أو قضية تحولت قضية رأي عام.
خطوة موفقة أن تدعو الجهات الرياضية الإعلاميين وتستقبلهم بكل حفاوةً وترحيب وتقوم بالاتصال بعدد منهم إذا تأخر حضورهم على الوقت المحدد، وتقوم تلك الجهات بالترحيب بجميع الاستفسارات وتتقبل جميع الآراء والانتقادات وإلى هنا تبدو أجواء المؤتمرات غاية في الروعة والمثالية.
تتخلل المؤتمرات أسئلة دسمة يتكفل بها الإعلاميون الذين تمت دعوتهم إلى هذا الحدث، ولولا وجودهم لما طفت هذه الأسئلة على السطح لأن المؤتمرات الصحافية قيمتها في الرد على استفسارات الإعلاميين، وإلى هنا وتعتبر الأمور غايةً في المثالية.
يعود الصحفي إلى مكتبه أو جهازه المحمول لكي يقوم بــ«تبييض” المعلومات التي خرج بها من المؤتمر لكي ينقلها إلى الشارع الرياضي والقراء الذين ينتظرون إجابات محددة على مواضيع شائكة، ولكن المفاجأة بأن الصحفي قبل أن يكتب كلمةً واحدة عن المؤتمر يفاجأ بمادةً “لا أول لها ولا آخر” بُعثت من تلك الجهة وهي عبارة عن خبر رسمي يتضمن ما تريد تلك الجهة إيصاله ومن وجهة نظرها وبحسب مزاجها، وهنا ينتهي دور الصحافي تماماً الذي يجد في قضاء وقته بهذا المؤتمر أمراً لا فائدة منه لشخصه وإنما الفائدة تعود لتلك الجهة التي تنتظر الصحافيين لكي تحصل على حدث مهم وتؤكد بعده للرأي العام بأنها متعاونة مع الإعلام ولا تهاب انتقاداتهم.
يجب على الإعلاميين أن يعوا هذه التصرفات التي تقوم بها تلك الجهات، فالمؤتمرات الصحافية القادمة المرتبطة بجهات رياضية يجب أن تكون من خلالها تلك الجهات واضحة وصريحة ودقيقة، فمتى ما قامت بترتيب مادةً “وردية” حول المؤتمر، فلا داعي إذن لتوجيه الدعوات لرجال الإعلام!!.