سنغافورة - (أ ف ب): اعترف مدير ماكلارين-مرسيدس مارتن ويتمارش أن فريقه لم يعد يحتمل المزيد من الانسحابات، وذلك بعد أن فشل سائقه البريطاني لويس هاميلتون في إنهاء جائزة سنغافورة الكبرى، المرحلة الرابعة عشرة (من أصل 20) من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 التي أقيمت أمس الأول الأحد على حلبة شوارع «مارينا باي»، بسبب مشكلة في علبة السرعات.
واستفاد سائق ريد بول-رينو الألماني سيباستيان فيتل، بطل العالم في الموسمين الأخيرين، من انسحاب هامليتون من السباق في اللفة 23 بعد أن تصدره من البداية، لكي يحقق فوزه الثاني فقط هذا الموسم بعد ذلك الذي حققه في المرحلة الرابعة على حلبة البحرين الدولية، والثالث والعشرين في مسيرته ما سمح في أن يصعد من المركز الرابع إلى الثاني في الترتيب العام على حساب هاميلتون وبفارق 29 نقطة عن متصدر الترتيب سائق فيراري الإسباني فرناندو الونسو الذي أنهى السباق في المركز الثالث.
وكانت جميع المؤشرات تدل على أن فريق ماكلارين سيخرج فائزاً مجدداً لأنه انطلق من المركز الأول للسباق الرابع على التوالي. وكان الفريق البريطاني أنهى النصف الأول من الموسم بانطلاقه من المركز الأول على حلبة هنغارورينغ المجرية ثم فاز بالسباق عبر هاميلتون الذي اضطر للانسحاب من السباق الأول بعد عطلة الصيف على حلبة سبا فرانكورشان البلجيكية فناب عنه زميله ومواطنه جنسون باتون بفوزه في السباق بعد أن انطلق أيضاً من المركز الأول، قبل أن يستلم بطل 2008 المبادرة مجدداً في مونزا حيث انطلق المركز الأول وحافظ على موقعه حتى خط النهاية.
لكن الفريق البريطاني اكتفى الأحد بالصعود إلى الدرجة الثانية من منصة التتويج عبر باتون، فيما جاء الونسو ثالثاً ليصبح الفارق الذي يفصله عن هاميلتون 52 نقطة، ما يعني أن حظوظ الأخير بالمنافسة على اللقب أصبحت ضعيفة لأنه لم يبق على نهاية الموسم سوى ستة سباقات. ويأتي انسحاب هاميلتون للمرة الثالثة هذا الموسم، بعد اضطرار زميله باتون للانسحاب أيضاً من المرحلة السابقة في مونزا، في فترة «حساسة» كونه لم يتخذ حتى الآن قراره بشأن مواصلة مشواره مع فريقه من عدمه.
وكان بطل العالم لعام 2008 واضحاً في الشرط الذي وضعه من أجل تحديد وجهته المقبلة في بطولة العالم وهو أن تكون في تصرفه سيارة قادرة على المنافسة وتحقيق الانتصارات وهذا ما افتقده هذا الموسم مع سيارة ماكلارين «ام بي 4-27»، قبل أن يتحسن الوضع في السباقات الأخيرة.
وأعرب ويتمارش عن ثقته بقدرة فريقه على تزويد هاميلتون بسيارة سريعة بما فيه الكفاية من أجل تحقيق الانتصارات، لكن الأهم الأساسي هو أن تتمكن «إم بي 4-27» من إنهاء السباقات وأن لا يضطر هاميلتون أو زميله باتون إلى الانسحاب بسبب أعطال ميكانيكية.
وأضاف ويتمارش «نملك سيارة سريعة لكن ما أريده وأسعى إليه هو لا نختبر أي انسحابات في السباقات المتبقية من الموسم، وهذه ستكون طريقة جيدة لخوض القسم المتبقي من البطولة. يجب أن نكون حريصين على أن يتمكن لويس من إنهاء السباقات الستة المتبقية هذا العام دون أي يواجه المشاكل، وإذا حصل ذلك في ظل السرعة الحالية للسيارة، فسيكون اللقب حينها ممكناً».
وكان الفريق البريطاني توقع أن يساهم الفوز الذي حققه هاميلتون في جائزة إيطاليا، في دفع الأخير إلى اتخاذ قرار البقاء مع الفريق الذي أطلقه في عالم الفئة الأولى عام 2007، وذلك وسط التقارير التي تتحدث عن إمكانية انتقال بطل 2008 إلى فريق مرسيدس أي إم جي.
وكان من المتوقع أن يحسم هاميلتون مسألة تمديد عقده مع ماكلارين-مرسيدس خلال العطلة الصيفية التي انتهت مع سباق بلجيكا لكنه مازال يماطل في وقت يرى فيه ويتمارش أنه لا داعي للعجلة والضغط على سائقه من أجل اتخاذ القرار قبل سباق سنغافورة.
وأكد ويتمارش أن ما يدور حول هاميلتون لن يدفع السائق البريطاني إلى أن يفقد تركيزه، بل سيواصل اندفاعه نحو اللقب العالمي عوضاً عن التحدث عن المشاكل التي يواجهها، مضيفاً «كان هاميلتون قوياً جداً (معنوياً) رغم الذي حصل، وقدم دعمه للفريق. نحن نشعر بالخيبة بالطبع (بسبب الانسحاب) لكنه في موقع قوي جداً. هناك ست مراحل متبقية من البطولة وهناك 150 نقطة في متناوله (هاميلتون). إذا تمكن من أن يخرج إلى الحلبة ويحصد النقاط الـ150 فهذا سيجعله بطلاً للعالم».
وختم «علينا أن نتطلع للإمام. نشعر بالخيبة جراء ما حصل هنا (في سنغافورة) لكننا لم نستسلم وهو لن يستسلم أيضاً. سنواصل قتالنا».
وينتهي عقد الأعوام الخمسة الذي يربط هاميلتون بماكلارين في ختام الموسم الحالي ما يفتح الطريق أمام السائق الأسمر لكي يوقع مع أي فريق يريده وذكرت بعض التقارير أن البريطاني البالغ من العمر 27 عاماً قد ينتقل إلى فيراري أو مرسيدس جي بي لكي يخلف الألماني الأسطورة ميكايل شوماخر المرشح اعتزاله مجدداً في نهاية الموسم.