لشبونة - (رويترز ): كان موقف البرتغال صعبا لدرجة دفعت المدرب جوزيه مورينيو لعرض المساعدة على مسؤولي منتخب بلاده لكن باولو بينتو مدرب سبورتنج لشبونة السابق تولى مسؤولية قيادة تشكيلة ساخطة ونجح في التأهل بالفريق إلى نهائيات بطولة أوروبا لكرة القدم 2012. واشرف بينتو على صحوة رائعة للبرتغال خلال مشوار التصفيات بعدما تولى تدريب الفريق خلفا لكارلوس كيروش في سبتمبر أيلول 2010 عندما كان يحتل المركز قبل الأخير في المجموعة الثامنة من التصفيات بحصولها على نقطة واحدة من أول مباراتين بالتعادل مع قبرص 4 مقابل 4 والخسارة أمام النرويج 1 مقابل صفر قبل أن يقود المنتخب في النهاية للفوز على البوسنة 6 مقابل 2 في الملحق الأوروبي والتأهل للنهائيات. وفي البداية أثار تعيين بينتو الكثير من الجدل والتساؤلات حول أحقيته في شغل هذا المنصب. وفشل بينتو مع سبورتنج في الفوز بلقب الدوري بينما أحرز لقب الكأس أربع مرات في ست سنوات. وشعرت الجماهير بالإحباط أيضا عندما استبعد مورينيو مدرب ريال الذي قال إنه جاهز لقيادة الفريق لفترة قصيرة من تولي المنصب. وكان ينظر إلى بينتو على أنه منضبط وصارم لكن أسلوبه الخططي يميل إلى الدفاع وعدم الامتاع أثناء توليه تدريب سبورتنج. لكنه أثبت جدارته بعد توليه تدريب البرتغال. وتمكن المدرب البالغ عمره 42 عاماً من تكوين تشكيلة نجحت سريعاً ليصبح أصغر مدرب يقود البرتغال إلى بطولة كبرى كما أنه أول مدرب يفوز في مبارياته الخمس الأولى مع الفريق. وأصبحت البرتغال الآن من المنتخبات الواعية خططيا مع نجاح بينتو في زيادة فعالية الثنائي الخطير كريستيانو رونالدو وناني. ودخل بينتو في خلاف مع ريكاردو كارفاليو وجوزيه بوسينجوا بعد استبعادهما من التشكيلة لكنه تمكن من السيطرة على لاعبيه الآخرين ونجح في تحفيزهم بشكل إيجابي. وقال بينتو - الذي عمل كنادل في مطعم والديه عندما كان شابا - إنه لا يتخذ قراراته بشكل منفرد بل يستطلع آراء اللاعبين أحياناً. وأضاف لصحيفة (أكسبريسو) “لماذا لا أتناقش مع اللاعبين في الجانب الخططي؟ بالطبع لن أترك لهم خيار اختيار طريقة 4-3-3 أو 4-4-2 لكن على سبيل المثال سأقول لهم إننا سنأكل شريحة من اللحم ثم أسألهم بعد ذلك عن طريقة طهوها واذا كانوا يحبون أن يتناولوا معها الأرز أو كمية صغيرة من المعكرونة.” وتابع “أساعد في وضع الأسلوب الخططي ويتولى اللاعبون التنفيذ.” ولعب بينتو إلى جوار الأرجنتيني المخضرم كلاوديو كانيجيا خلال وجوده في بنفيكا بين عامي 1994 و1996 وقضى عشر سنوات مع سبورتنج لشبونة في البداية كلاعب ثم مدرب. وشهدت بطولة أوروبا 2000 تباينا كبيرا بالنسبة لبينتو. وساهم بينتو بفضل تألقه في قيادة البرتغال إلى الدور قبل النهائي قبل أن يخسر الفريق آنذاك أمام فرنسا في المباراة التي فقد فيها بينتو هدوءه بسبب قرارات الحكم مما تسبب في معاقبته. وعوقب بينتو بالإيقاف ستة أشهر بسبب الاعتراض على الحكم ومحاولة الإمساك بالبطاقة الحمراء من يده عندما كان يشهرها لزميله نونو جوميز بسبب الاعتراض. ومرت فترات طويلة على هذه اللحظات والآن يستمتع بينتو في وقت فراغه بمشاهدة عروض كوميدية موسيقية مع ابنتيه.