قال أطباء ومختصون إن فيروس “كورونا” هو “فيروس تنفسي ويسبب نوعاً نادراً من أمراض الأنفلونزا، ويصيب مختلف الأعمار”، فيما نصحوا حجاج بيت الله الحرام “بضرورة تناول التطعيمات والإرشادات الصادرة من وزارة الصحة، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين، ولبس الكمامة في الأماكن المزدحمة، وتغييرها دورياً للوقاية من المرض”. وأشارت تقارير إلى أن “المرض قد يسبب الوفاة في حالات نادرة”.
وقد سمي الفيروس بهذا الاسم لأنه “يظهر تحت المجهر على شكل هالة أو تاج”، مشيرين إلى أن “هذه المجموعة من الفيروسات تسبب التهابات تنفسية خفيفة قد ترقى الى متوسطة كما انها تسبب امراضا في الجهاز التنفسي والعصبي والهضمي للحيوان”.
واوضح الاطباء ان “الفيروس ينتقل عن طريق تلوث الأيدي وعن طريق الرذاذ التنفسي والمخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض، حيث يدخل الفيروس عبر أغشية الأنف والحنجرة والبلعوم ويصيب الجسم”. وذكروا أن “أبرز أعراض الإصابة بالفيروس تتضمن الشعور بالتهاب في الأنف مع إفراز مائي، إضافة إلى العطس، والسعال، وآلام في الحنجرة والاوجاع العضلية، والشعور بصداع في الرأس”، فيما أوضحوا ان “الجسم ربما يحتفظ بحرارته العادية ولا يصاحب المرض ارتفاع في درجة الحرارة”.
وقالوا إن “المرض يستمر عدة ايام و احياناً اسبوعين، وقد تتحسن حالة المريض ويتعافى تلقائياً دون اي علاج، ولم يتم تسجيل اية مضاعفات للمرض حتي الآن”.
وبشأن تشخيص الإصابة بالمرض، أوضح الأطباء أن “المرض يتحدد فقط بالتحليل الفيروسي المختبري”.
ونصح الأطباء بالوقاية من المرض عن طريق “عزل المريض لفترة وعدم الاحتكاك به، وارتداء القناع للوقاية من تسرب الفيروس عبر الهواء الى الجسم، والابتعاد عن الرطوبة وتهوية المنازل وتدفئتها جيدا”. وفيما يتعلق بالعلاج، اشار الاطباء الى انه “لا يوجد علاج خاص بالمرض حتى الآن، فيما تتم مكافحة أعراض المرض بالأدوية المعروفة”. يذكر أن سلالات أخرى من الفيروسات التاجية ينتمي إليها الفيروس المعروف باسم “سارس”.
وكانت السلطات السعودية دعت حجاج “بيت الله الحرام” إلى الالتزام بالإجراءات الصحية الوقائية، حفاظاً على سلامتهم وصحتهم، بعد رصد 3 حالات إصابة بالفيروس توفي اثنان منهم، بينما مازال الثالث يتلقى العلاج.
وأوضحت الوزارة في بيانها، الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، أنه “مع تسارع التغيرات المناخية، ودخول موسم الحج والعمرة، فإنه تم تشخيص نمط نادر من فيروس “كورونا”، أحد فيروسات الأنفلونزا الموسمية المعروفة، حيث تم تشخيص 3 حالات مصابة بهذا الفيروس”.
وسعت الوزارة إلى طمأنة المواطنين والمقيمين، بقولها إن فيروس “كورونا” معروف، ومعظم المصابين به يتماثلون للشفاء، بعد تقديم علاج مساند وبسيط، دون مضاعفات، وفي حالات نادرة جداً، تحدث مضاعفات تصيب الجهاز التنفسي والكلى، وقد تؤدي إلى الوفاة، خصوصاً لكبار السن، ومن لديهم أمراض قلبية وصدرية مزمنة ونقص المناعة. وفيما شددت الوزارة على أن “هذه الحالات نادرة، والوضع الصحي مطمئن، ولا يدعو للقلق”، فقد أهابت بمن يرغب في الحج أو العمرة، من داخل المملكة أو خارجها، الالتزام بالتطعيمات والإرشادات الصادرة من وزارة الصحة، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين، ولبس الكمامة في الأماكن المزدحمة، وتغييرها دورياً”.
وفي وقت لاحق، أعلنت السلطات السعودية أنها تراقب الوضع عن كثب مع اقتراب موسم الحج.
واسفر فيروس “كورونا” عن وفاة سعوديين اثنين واصابة قطري، كان في المملكة، بحالة صحية حرجة نقل على اثرها الى احد مستشفيات لندن حيث لا يزال يتلقى العلاج، وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية.
واكدت منظمة الصحة ان الفيروس من عائلة فيروسات كورونا لكنه ليس فيروس “سارس” الذي ظهر في 2002 وادى الى وفاة 800 شخص. وقالت “هذا فيروس جديد”.
من جهته، قال وكيل وزارة الصحة السعودية للطب الوقائي زياد ميمش أن “الفيروس موجود في المملكة منذ ثلاثة اشهر”.
وفي السياق ذاته، أعلن المجلس الأعلى للصحة العامة في قطر “عدم وجود أي حالة أخرى في البلاد باستثناء المواطن الذي يخضع للعلاج في لندن” وسقط مريضاً بعد عودته من السعودية.
وقال مدير الصحة العامة محمد بن حمد آل ثاني ان القطري المريض في لندن هو الحالة “الوحيدة” في البلد.
وأشار إلى أن السلطات الصحية قررت نقل المريض الى لندن بعد سلسلة من الفحوصات التي أظهرت عدم إصابته بفيروس “سارس”.
واغتنم المسؤول القطري المؤتمر الصحافي ليناشد مواطنيه الراغبين في تأدية فريضة الحج اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة قبل التوجه إلى السعودية.
كما حضهم على تلقيح انفسهم في الوقت اللازم وتعقيم اياديهم مرارا واستخدام الكمامات.
في غضون ذلك، اعلن رئيس قسم الامراض التنفسية في جهاز حماية الصحة البريطانية البروفيسور جون واتسون “اتخاذ خطوات فورية لضمان عدم إصابة الأشخاص المتصلين بالمريض الموجود في بريطانيا، ولا يوجد دليل يشير إلى ذلك”.
وفي وقت لاحق، أعلن مستشفى “غيز اند سانت توماس” في لندن أن المريض القطري المصاب بفيروس غامض شبيه بفيروس سارس وضع على جهاز تنفس اصطناعي يزود الدم بالأوكسجين لإبقائه على قيد الحياة.
وقالت هيئة حماية الصحة البريطانية ان الفيروس ينتمي إلى عائلة “سارس” لكنه مختلف عن اي فيروس تم رصده سابقاً لدى البشر، ويسبب “التهاباً حاداً في الجهاز التنفسي”.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية غريغوري هارتل إن الفيروس الجديد ليس سارس، وهو يختلف عنه بأنه يؤدي بسرعة إلى الفشل الكلوي.