بغداد - (أ ف ب): يعلو تصفيق لاعبات أول فريق نسائي لرفع الأثقال في العراق، ومعه صيحات التشجيع، فيما ترفع هدى سالم في القاعة المغلقة في شمال بغداد، 40 كيلوغراما من الحديد، ثم تسقطها على الأرض بحركة سريعة. وفيما تتدرب الرباعات، حيث تنتظر الواحدة تلو الأخرى دورها لرفع وزن معين، ينتشر في أرجاء القاعة الرجال، وتسمع بين اللحظة والأخرى أصوات الاثقال التي يرفعونها وهي ترتطم بالأرض. وتمثل مشاركة هذا الفريق النسائي في البطولة العربية وجهاً من أوجه التحدي لعادات وتقاليد تحكم مجتمعا يميل نحو الذكورية، خصوصاً في ظل تصاعد نفوذ الأحزاب المحافظة منذ سقوط النظام السابق العام 2003. وتمتعت النساء العراقيات اللواتي يشكلن نحو 55 % من أعداد السكان، بظروف أفضل مقارنة مع أوضاع النساء الأخريات في الشرق الأوسط قبل حرب العام 1991 التي قضت مع سنوات الحصار التي تلتها، على هذا الامتياز. ورغم مشاركتها الأكبر اليوم في الحياة السياسية عبر الكوتا البرلمانية التي تبلغ 25 %، شهدت أوضاع النساء العراقيات تدهوراً بعد الاجتياح قبل حوالى تسع سنوات. كذلك، فإن أعمال العنف اليومية خلفت نحو مليون أرملة. وترتدي الفتيات المشاركات في الفريق النسائي الحجاب أثناء توجههن إلى قاعة التدريب، وعلى طريق عودتهن إلى المنزل، لأنهن يتخلين عنه خلال فترة التمرين.