^ زيباري: إيران شريان حياة للأسد ^ الأمم المتحدة: عدد اللاجئين سيصل إلى 700 ألف بنهاية العام
عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 125 مدنياً برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة أمس، بينما تشهد البلاد أعمال عنف دموية، وسجل يوم الأربعاء الأكثر دموية في سوريا منذ بدء الاحتجاجات في مارس 2011، مع مقتل 305 أشخاص بينهم 199 مدنياً. في غضون ذلك شن آلاف المقاتلين السوريين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد هجوماً حاسماً للسيطرة على مدينة حلب شمال البلاد.
وقد بحث عدد من الدول العربية في الأمم المتحدة شروط تدخل عسكري “عربي” محتمل في سوريا فيما حضت الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي، على الاتفاق لإيجاد مخرج للنزاع. من جهة أخرى، قال مسؤولون أمريكيون ولبنانيون إن “حزب الله” زاد من دعمه للحكومة السورية، واتهموه بإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة نظام الأسد في قمع المعارضة. من جانب آخر، قال وزير الخارجية العراقية، هوشيار زيباري، إن إيران هي “شريان الحياة” لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أنه طلب من طهران الامتناع عن استخدام أراضي وأجواء العراق لإرسال الأسلحة إلى دمشق، كما أشار إلى أنه رد على إثارة سوريا لموضوع دخول “إرهابيين” من العراق إلى أراضيها بالقول إن أولئك هم ممن كانت سوريا تسمح بدخولهم إلى العراق في السابق.
من جانبه، قال أبو فرات الضابط المنشق وأحد قادة لواء التوحيد المعارض الأكبر في حلب “هذا المساء، إما أن تكون حلب لنا أو نهزم”. وذكرت تقارير أن معارضين يتجمعون بالعشرات في مدارس في حي الإذاعة ويطلقون قذائف الهاون يشجعون بعضهم بعضاً عبر أجهزة اللاسلكي.
وأفاد المرصد السوري بمعارك عنيفة جارية على الخصوص في حيي الإذاعة وسيف الدولة “يشارك فيها مئات المقاتلين” المعارضين.
وقد سجل أمس الأول اليوم الأكثر دموية في سوريا منذ بدء النزاع في مارس 2011، مع مقتل 305 أشخاص على الأقل بينهم 199 مدنياً، وفق حصيلة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
ويؤكد المرصد أن النزاع، الذي بدأ بحركة احتجاج قبل أن يتخذ طابعاً عسكرياً أمام قمع النظام، وأعمال العنف والمواجهات خلفت أكثر من 30 ألف قتيل.
وقال المرصد إن أغسطس 2012 كان الأكثر دموية مسجلاً 5440 قتيلاً، بينهم 4114 مدنياً. من جهة أخرى، أعلنت جماعة جبهة النصرة المتشددة في بيان مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف مقر قيادة هيئة الأركان السورية في دمشق أمس. ويأتي بيان “جبهة النصرة” بعد تبني جماعة “تجمع أنصار الإسلام-دمشق وريفها” الهجوم نفسه، كما أعلن الجيش الحر مسؤوليته عن الهجوم.
إنسانياً، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها تتوقع أن يرتفع عدد اللاجئين السوريين من 300 ألف حالياً إلى أكثر من 700 ألف بحلول نهاية 2012. سياسياً، بحث عدد من الدول العربية في الأمم المتحدة شروط تدخل عسكري “عربي” محتمل في سوريا فيما حضت الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي “المشلول”، على الاتفاق لإيجاد مخرج للنزاع.
وعقد مجلس الأمن في اليوم الثاني من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اجتماعاً وزارياً خصص للربيع العربي واحتلت فيه الأزمة السورية حيزاً كبيراً من المناقشات. وأعرب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عن أسفه لأن “مجلس الأمن فشل مرة جديدة في تحقيق أهداف بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء الدائمة العضوية فيه”. كما عقد وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية اجتماعاً مغلقاً بحثوا فيه سبل التحرك وجرت مناقشات بين مسؤولين عرب والموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي.
وأيد الرئيس التونسي منصف المرزوقي إرسال “قوة حفظ سلام عربية” إلى سوريا.
وجاء موقف المرزوقي غداة دعوة أمير قطر في مجلس الأمن إلى التدخل العسكري العربي في سوريا “لوقف سفك الدماء”.
كما تحدث عن خطة بديلة تقضي بفرض منطقة حظر جوي فوق أجزاء من الأراضي السورية. غير أن العربي أشار إلى أن أمير قطر لا يتحدث برأيه عن “قوة مقاتلة” عربية في سوريا. وأعرب الرئيس المصري محمد مرسي عن معارضته لتدخل عسكري أجنبي في سوريا لكنه أكد أن على الرئيس السوري أن يرحل. وهذا هو الموقف الذي تعلنه الولايات المتحدة منذ أشهر. وتستبعد واشنطن أي تحرك عسكري مباشر في سوريا غير أن وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون ستعلن هذا الأسبوع عن مساعدة إضافية من المعدات “غير القاتلة” للمعارضة السورية، بحسب ما أفاد دبلوماسي أمريكي. ومجلس الأمن منقسم حول إيجاد مخرج للأزمة في سوريا بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة، ومن جهة أخرى روسيا والصين اللتين عرقلتا 3 مشاريع قرارات تهدد دمشق بعقوبات. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغربيين تسببوا بعدم الاستقرار في عدد من الدول وهم الآن يوشكون على زرع “الفوضى” في سوريا رغم تحذيرات روسيا. من جانب آخر، قال مسؤولون أمريكيون ولبنانيون إن “حزب الله” زاد من دعمه للحكومة السورية، واتهموه بإرسال مستشارين عسكريين للمساعدة في النزاع الدموي الدائر في سوريا.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مسؤولين لبنانيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أنه بات من الصعب إخفاء دعم حزب الله للنظام السوري، بالرغم من أن الحزب ينفي هذا الأمر.
من جانبه، قال المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة إن الفيتو الروسي ليس “سوى ذريعة” لقوى العالم كي لا تساعد السوريين على الإطاحة بالرئيس بشار الأسد الذي “سيسقط حتى دون مساعدة”. من ناحيته، قال وزير التنمية الإقليمية الإسرائيلي سيلفان شالوم إن الصاروخ وقذائف الهاون التي أطلقت من سوريا في الأيام الأخيرة على الجولان المحتل هي نتيجة للقتال السوري الداخلي الذي لا علاقة لإسرائيل به.