كتب - حسن خالد:
لم يكن الدوري الإيطالي بهذا التركيز الإعلامي الضعيف من قبل، وبعد ما وقع الإنتر في حالة رديئة وتمكن هذا الداء من إصابة الميلان، فأصبح اليوفي هو النادي الذي ينظر إليه بشخصية ونظرة البطل الذي لم يصبو لتتويجه الآن فقط، ومع أن الدوري لم يبدأ في أغسطس إلا أن الجميع يكاد يجزم بأن اليوفنتوس لن يكون مصارعاً من قبل أي من الأندية الإيطالية، لدرجة أنهم ألغوا الميلان والإنتر، فطوال تلك المسيرة في الكالتشيو ومن فترات رديئة قد وصل إليها الفريقان، إلا أن الجمهور لم يلغهما من هذه المنافسة وهو ما يحدث الآن تماماً، فعلى ماذا يدعو هذا المؤشر وإلى ماذا سيؤول لاحقاً؟
الإنتر بدأت مشكلته تحديداً منذ عام 2010 وبعد رحيل مورينهو بالخصوص، فعندما جاء بينيتيز حاول أن يطبق نوعاً ما أسلوباً مغايراً تماماً عن أسلوب مورينهو في قيادته للفريق من جهة فنية، كما إن بينيتيز نصح من قبل العديد بأن يستمر على نفس الاستراتيجية التي خلقها مورينهو في موسميه مع الإنتر إلا أنه أصر أن يطبق أسلوبه الذي يتشابه في العديد من خصاله وخصائصه الأسلوب الإنجليزي الهجومي، ومنذ ذلك أصيب اللاعبين بنوبة تشبع كبيرة لعدم وجود الحافز وأن بينيتيز لا يريد المجد إلا لنفسه، ومنذ ذلك الحين فالفريق يعيش حالة من عدم الاستقرار والضياع، بدءاً من التغييرات الفنية بقدوم ليوناردو وكلاوديو رانييري وخروج كم كبير من اللاعبين الذين كانوا يشكلون نواة كبيرة في منظومة مورينهو، وإلى هذه اللحظة فإن موراتي لم يجد حلاً لهذه المعضلة التي تتمدد مع تمدد الزمن وحداثة الكرة، فحتى حله المزعوم في هذه اللحظة هو غير فعال ولا يجدي نفعاً بوجود مدرب شاب مغمور على رأس هيكلة من اللاعبين المخضرمين والشباب وهذا إن دل فإنه يدل على عدم وضوح الرؤية من قبل موراتي والتي تعدت حدها لتصل إلى الفريق، فبات الفريق في حالة مبعثرة وعشوائية جداً، فإنه يفوز أحيانا في أسوأ حالاته، أو قد يخسر في أفضل حالاته، وذلك لأن سوء التخطيط وعائق النظرة الواقعية الممتدة لزمن طويل غائبة عن موراتي تماماً.
وإذا كان الإنتر يعيش أزمة متسلسلة مع الزمن، فإن الميلان قد وضع نفسه في هذا التازيم فجأة، وبطريقة صدمت الجميع، عندما تخلى عن 80% من نجوم الفريق المخضرمين، أي أنه تنازل عن سياسة كان يتداولها ويؤمن بها منذ قرن تقريباً، وهي نفس السياسة أو المنظومة التي يسير عليها العديد من الأندية كريال مدريد، و هي تكوين منظومة الفريق عن طريق شراء النجوم المخضرمين، فتخلى عن نجوم كثر أبرزهم غاتوزو، إبراهيموفيتش، أنزاغي، نيستا، وبيرلو مسبقاً لليوفي، وها هو كل الكاهل يقع الآن على المدرب الشاب ماسيمليانو أليغري الذي أصبح أمام الأمر الواقع والذي لا يملك من الحول قوة، وبنظر العديد من نقاد اللاغازيتا ديلو سبورت في أن المشكلة متكونة في مجلس إدارة الميلان برئاسة بيرلسكوني وغالياني اللذان دائماً ما يتدخلان في شؤون الفريق فنياً ويضعون الخيارات المادية في بيع اللاعبين فوق أي اعتبار فني قد يفيد الفريق لاحقاً، ولو أراد الميلان بناء مجده من جديد فعليه أن يتجه مباشرة لسياسته السابقة التي جلبت له 7 بطولات تشامبيونزليغ وسمته بالقيصر الأوروبي.