كتب - مولاي عبدالله:
عبر رئيس اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق محمود بسيوني عن استغرابه من استهداف المعارضة البحرينية بقيادة جمعية الوفاق للعمال الأجانب خصوصاً الآسيويين منهم، مؤكداً أن هذا الاستهداف وصل إلى حد القتل أحياناً.
وقال بسيوني في تقرير بثته قناة «العربية» مساء أمس «إن أربعة آسيويين قتلوا بيد جماعات من المتظاهرين الشيعة». وأضاف «لم يكن من المفهوم لماذا توجهوا إلى هؤلاء»، مؤكداً أن العنف «لم يتوقف عند هذا الحد» (قتل الأربعة) بل تخطاه إلى أنواع أخرى منها الضرب والاختطاف والسجن والتحقيق مع (الأسرى) حسب ما كان يصفهم المعتدون الإرهابيون».
وأشار التقرير، الذي أعده الإعلامي محمد العرب لبرنامج «صناعة الموت»، إلى أن المعارضة قتلت أربعة آسيويين في اعتداءاتها هم: هندي واحد، وبنغاليان، وباكستاني، كما تسببت في إصابة حوالي 58 باكستانياً و18 بنغالياً و11هندياً وتايلندي واحد على الأقل.
وإذا كان بسيوني لم «يفهم» سبب استهداف المعارضة للعمال الأجانب الآسيويين فإن «الوفاق» التي تقود المعارضة بررت هذه الاعتداءات المنظمة على لسان نائب رئيسها خليل مرزوق بأنها «ردة فعل» شعبية، واصفة هؤلاء العمال الأجانب بأنهم «بلطجية».
كما عرض التقرير حالات بعض الآسيويين الذين تعرضوا لهذه الاعتداءات ومن أشهرهم المؤذن الباكستاني محمد عرفان الذي أقدم الإرهابيون على قطع لسانه بعد أن رفض أوامرهم في فترة الأزمة بالتوقف عن رفع الأذان في منطقة كانت تحت سيطرتهم.
أحد أصدقاء عرفان الذين كانوا شهوداً على الاعتداء روى تفاصيل القصة دون أن يكشف عن وجهه خوفاً على حياته من الاستهداف. وقال صديق عرفان إن «مجموعة من شباب الشيعة» اعترضوا طريق صديقه المؤذن لكنه تمكن أولاً من الفرار إلا أنهم ركضوا خلفه إلى أن دخل غرفته التي يسكن معه فيها خمسة أشخاص آخرين محتمياً بهم فما كان منهم إلا أن اعتدوا عليه بالضرب المبرح قبل أن يرتكبوا الجريمة بحقه ويقطعوا لسانه؛ مما خلف به عاهات دائمة شرحها طبيبه الذي يشرف عليه حيث يرقد منذ إصابته في المستشفى العسكري. طبيب المؤذن عرفان أكد أنه أصبح عاجزاً عن الحركة والسمع والكلام والأكل، وأنه لا يقدر على التنفس إلا بالأجهزة كما يتغذى عن طريق أنبوب يوصل إلى المعدة. وعرض التقرير شهادات أخرى لضحايا آخرين ممن يسمون لدى الإرهابيين بـ»الأسرى»، أحدهم هو العامل الباكستاني محمد برهان الذي شرح كيف خطفه الإرهابيون وأصدقاءه واعتقلوهم في أماكن غير معروفة تحت رحمة السياط والركل والتحقيقات المهينة والتهديد بالقتل. وفي ما يتعلق بالتعذيب والاحتجاز عرض التقرير لقطات توثق ضرب شباب من الجماعات الإرهابية لآسيويين معصوبي الأعين ومغطيي الرؤوس في حمامات غرف ضيقة يبدو أنها كانت سجونا سرية لهؤلاء، ولآخرين قيدوا إلى بعض أجنحة التحقيق في مستشفى السلمانية الذي كان يسيطر عليه الإرهابيون حينها.
وكان أحد هؤلاء الآسيويين يتوسل ويستنجد ويبكي تحت الضرب والركل أمام المحققين وهم ينتزعون معلومات منه تحت التعذيب.
لم ينقطع استهداف الإرهابيين للعمال الآسيويين حتى اليوم ومازال يتخذ أشكالاً مختلفة من العنف، وفي هذا الإطار كان آخر العمليات الإرهابية هجوم بالزجاجات الحارقة على سكن للعمال الهنود يسكنون في منطقة النويدرات التي تسيطر عليها «منظمة حق» الإرهابية، حسب ما نشر التقرير من الصور والشهادات.