طــــــــــــارق مصـــــــــــــــــــباح
قد تلاحظ الأسرة في أحد أبنائها بعض الأنماط السلوكية المحيرة.. فتارة يرونه عائداً من المدرسة شاكياً من الملل بسبب رتابة الدروس أو بطء سرعة المنهج أو عدم وجود من ينافسه في الصف أو يتفهمه أو سخف أقرانه! وأحياناً يرونه لا يريد أن يؤدي الواجبات المدرسية ويوجه تركيزه مثلاً على الكمبيوتر أو قراءة القصص لساعات طويلة دون كلل أو ملل! وتجده أحياناً يكثر من الأسئلة التي تكون أعلى من مستوى عمره! فما السر يا ترى وراء هذه الأنماط السلوكية؟
هناك عدة استفسارات يمكن للآباء والأمهات اعتبارها مفاتيح لاكتشاف الموهبة عند طفل ما قبل سن الدراسة، منها: هل يقوم طفلك بالتعلم بسرعة والتذكر بسهولة؟ وهل يبدو ناضجاً بالنسبة إلى عمره الصغير؟ وهل يستخدم ذخيرة لغوية كبيرة، ويقرأ ويبدي رغبة غير عادية في التعبير بالكلمات أو يقرأ بشكل مستقل؟ هل يجرب حل المشكلات؟ وهل يفضل اللعب مع الأطفال الكبار؟ هل يبدو حساساً؟ وهل يبدي ميلاً لحب الاستطلاع الفكري؟ وهل يبدي عاطفة تجاه الناس والحيوانات؟ هل يستمتع بالألغاز والمتاهات والأرقام؟ وهل يعترض؟ وهل يسأم بسرعة؟ هل لديه طاقة عالية ونشاط وحيوية هل لديه موهبة فنية ما؟ وهل لديه حس فكاهي؟ هل يجمع أو ينظم الأحجار والحشرات والأشياء الأخرى؟ إذا انطبقت أي من علامات الموهبة على طفلك الذي لم يدخل المدرسة بعد فإن طفلك قد يكون موهوباً!! من أجل ذلك أصدرت الهيئة الأمريكية للأطفال الموهوبين في جامعة ديوك (duke) دليلاً خاصاً للآباء متضمناً هذه الاستفسارات لتعريفهم وارشادهم إلى الطرق المثلى التي تساعدهم في اكتشاف وتنمية أطفالهم الذين لم يلتحقوا بعد بالمدرسة لصغر سنهم.
تؤكد معظم الدراسات أهمية توافر البيئة الغنية ثقافياً، الآمنة سيكولوجيا لتنمية الموهبة والإبداع لدى الطفل في الأسرة، ومن أهم عناصرها توافر الكتب والألعاب المثيرة ذهنياً، وتشجيع الرحلات العلمية والثقافية، وتشجيع الهوايات، والإجابة عن أسئلة الطفل، وتشجيع القراءة، والتواصل اللفظي بين الآباء والأبناء. كما تشير إلى أن أساليب التنشئة الأسرية التي تناسب الطفل الموهوب بصورة خاصة هي تلك التي تستخدم الإقناع معه، وتعمل على احترام عقله، لأن أسلوب الضرب واستخدام القسوة في المعاملة مع الطفل الموهوب بالذات معناه قتل موهبته وهي مازالت في المهد، وأساليب التنشئة الأسرية التي تساهم في تنمية موهبة الطفل هي تلك التي تتجه نحو التسامح والقبول والانفتاح.
شعــــــاع
إن التربية بمفهومها الشامل تعنى بتربية الإنسان تربية متكاملة في أخلاقه وجسمه وسلوكه وروحه وضميره، والأسرة هي المؤسسة الأولى الاجتماعية والتربوية التي تستقبل الطفل وتحتضنه وتعمل على تنشئته ونموه، ولكل من الأب والأم دوره الذي يؤديه في هذه الحياة، وكلما نال كل منهما نصيبه الذي يؤهله للقيام بهذا الواجب تحققت لهما الحياة الهانئة السعيدة.