أنقرة - (أ ف ب): يعقد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا منذ 10 سنوات، غداً مؤتمره العام في أنقرة تحضيراً لخلافة رئيسه، رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وذلك على وقع صعوبات تتعلق بالنزاع الكردي والحرب الدائرة في سوريا.
ويقف أردوغان، القائد الكاريزمي لهذا الحزب المنبثق من التيار الإسلامي الذي فاز بكل الانتخابات التشريعية والبلدية التي شارك فيها منذ عام 2002، أمام تحدي الفوز بولاية ثالثة وأخيرة على رأس الحزب. ولا يسمح النظام الداخلي لحزب العدالة والتنمية إلا بثلاث ولايات رئاسية متتالية، وبالتالي سيشكل هذا المؤتمر وفق المراقبين مناسبة لظهور الأسماء المرشحة لخلافة أردوغان في المستقبل وبروز قادة جدد. ومن بين هؤلاء الخلفاء المحتملين، نعمان كورتولموش القائد السابق لحزب محافظ والمنضوي حديثا في حزب أردوغان، وهو قد يتقدم إلى منصب رئيس الحزب حالما يغادر أردوغان مهامه.
ومن المتوقع حصول ذلك عام 2014 تزامناً مع انتخابات الرئاسة التركية، وقد باتت الطموحات الرئاسية لأردوغان، المتهم بالتحول إلى زعيم سلطوي على رغم حصيلة ديمقراطية لاقت ترحيباً خارجياً، أمراً واضحاً بالنسبة لكثيرين.
وقال أردوغان في مقابلة أجراها مؤخراً “في ما يختص بالرئاسة، إذا ما كان هناك طلب في هذا الاتجاه من الشعب ومن حزبي، سنرى”، ما أفسح في المجال أمام ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجرى للمرة الأولى عن طريق الانتخاب المباشر في تركيا.
ومن شأن الدستور الجديد الذي يعده حزبه الأكثري والمعارضة في البرلمان تحويل النظام من برلماني إلى شبه رئاسي، ما يكرس أردوغان كرجل تركيا القوي. وينتظر المتابعون بترقب كبير خطاباً أمام آلاف الناشطين لكونه يتركز بشكل أساسي حول النزاع الكردي. وأبدى رئيس الوزراء التركي استعداده للحوار مع المتمردين الأكراد لتطويق موجة العنف التي تضرب جنوب شرق الأناضول.
في غضون ذلك، دعا الزعيم المسجون للمتمردين الأكراد في حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المقاتلين الأكراد إلى التهدئة بعد ارتفاع حدة المواجهات مع قوات الأمن خلال الصيف، وفق ما أكد شقيقه في تصريحات نقلتها صحيفة “طرف”.