كتبت - هدى عبدالحميد:
قالت شخصيات وطنية إن: «دعوة علي خامنئي، وقف عمليات الحرس الثوري الإيراني بالخارج، والتركيز على دول الجوار، دعوة صريحة للتدخل في شؤون دول الخليج العربي وزعزعة أمنه واستقراره، مؤكدة أن هذه التصريحات رسالة تحريضية واضحة لخلايا الحرس الثوري النائمة في المنطقة للعمل على التأزيم، مستشهدين على ذلك بتصعيد رجال الدين الراديكاليين من نبرة خطاب الديني في مآتم البحرين، بالتزامن مع دعوة خامنئي، إلى جانب شحن الشباب وتحريضهم على العنف، وزج الأطفال في المواجهات».
وأضافت، أن «دعوة خامنئي، تعكس التحول في استراتيجية السياسة الخارجية الإيرانية، الرامية إلى تركيز الضغوط على دول الجوار، خصوصاً البحرين والمملكة السعودية والكويت والإمارات، لتعويض خسارتها بالهيمنة على دول أخرى، مشددة على ضرورة الإسراع في إعلان الاتحاد، وتفعيل الاتفاقات المبرمة مع الدول الكبرى، بشأن تبادل المعلومات والتبادل الفني في مكافحة الإرهاب.
وأكدت الشخصيات الوطنية، أن «إيران أصبحت الآن دولة معزولة اقتصادها ضعيف وستفقد جزءاً كبيراً من هيمنتها بسقوط الأسد، مشيرة إلى إيران تصدر ثروتها عبر شراء الذمم وزيادة الأتباع لتشييع السُنة في العالم العربي والإسلامي، وأضافت أن «ولاية الفقيه»، تسعى منذ القدم إلى رفض الحضارة الإسلامية وإحلال الفارسية القديمة بدلاً عنها.
وأضافت، أن «أعمال الحرس الثوري هي أعمال إرهابية ذلك أن هذا التصريح، عبارة عن تهديد بأعمال إرهابية واضحه، يتطلب معها تفعيل هذه الاتفاقات وزيادة الإجراءات الأمنية على مواجهتها في المرحلة المقبلة».
تركيز الضغوط على دول الجوار
وقال د.محمد سعد أبوعمود أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية بجامعة حلوان، إن: «دعوة علي خامنئي وقف عمليات الحرس الثوري الإيراني بالخارج والتركيز على دول الجوار، يعكس التحول في استراتيجية السياسة الخارجية الإيرانية بتركز الضغوط على دول الجوار، خصوصاً البحرين والمملكة السعودية والكويت والإمارات وذلك لتعويض خسارتها في الهيمنة على دول أخرى مثل «غزة»، مشيراً إلى أن الهيمنة الإيرانية انخفضت بدرجة كبيرة بعد التحول الذي حدث في مصر وقرب فقط الهيمنة في سوريا».
وأشار أبوعمود، إلى أن «تصريح خامنئي، يعني بوضوح أكثر أن هناك محاولات للتدخل من جانب إيران في دول الجوار، ودول الخليج العربي داعياً إلى وضع استراتيجية في إطار التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون في الشؤون الأمنية، وتفعيل التعاون الاستخباراتي والمعلوماتي بين دول المجلس والمسارعة بالكشف عن الخلايا الكامنة بالحرس الثوري في هذه المجتمعات».
وأشار إلى أن «تصريح خامنئي، يبرر أي نوع من أنواع الحرج أو الشكوك بالنسبة للإجراءات الأمنية التي يمكن اتخاذها حيال المتورطين في مثل هذه الأمور التي تمس الأمن القوي لدول المنطقة، مشدداً على ضرورة تفعيل الاتفاقات المبرمة مع الدول الكبرى بشأن تبادل المعلومات والتبادل الفني في مكافحة الإرهاب، وأكد أن أعمال الحرس الثوري هي أعمال إرهابية، ذلك أن التصريح، عبارة عن تهديد بأعمال إرهابية واضحة ومعلنة يتطلب، معها تفعيل هذه الاتفاقات وزيادة الإجراءات الأمنية على مواجهتها في المرحلة المقبلة».
وأضاف، أن «مواجهة هذا الوضع يحتاج حركة منظمة على صعيد المجتمعات الخليجية للتوعية بخطورة تقديم أي نوع من أنواع المساعدة للخلايا الكامنة، وضرورة قيام كل مواطن بدوره في الحفاظ على أمن وطنه، وخلق آلية للمشاركة المجتمعية لمواجهة هذا التهديد، إضافة إلى ضرورة تفعيل القوانين بحق من يثبت تورطه أياً كان في مثل هذه الأمور التي تمثل تهديداً مباشراً بالأمن القومي لدول الخليج العربي، وأكد أن تصريحات خامنئي، تشير بوضوح إلى أن الهجمة المحتملة من الجانب الإيراني، لن تكون مقتصرة على دولة واحدة، وإنما على أكثر من دولة ويجب أن يكون هناك استعداد له ولمواجهته».
تزييف الرأي العام الإيراني
من جهته قال عضو مجلس الشورى جمعة الكعبي، إن: «إيران تسعى إلى تزييف وعي وإدراك الرأي العام الإيراني، بعد فشل إيران في الهيمنة على بعض المناطق والحصار الاقتصادي والعقوبات التي فرضت عليها، مؤكداً أن هذا التصريح يأتي، ضمن تضليل ممنهج يهدف لتزييف وعي وإدراك وخداع الرأي العام الإيراني، وإيهامه بأن إيران مازالت قوية وتسعى للهيمنة على دول الجوار».
وطالب دول مجلس التعاون بعدم الاستهانة بمثل هذه التصريح، والإسراع في إعلان الاتحاد الخليجي لما يعطيها هذا الاتحاد من هيبة وقوة، يمكنها من صد التدخل في شؤونها، خصوصاً وأن دول الخليج العربي، أقوى من إيران من الناحية الاقتصادية والتكتيكية. وأشار إلى أن إيران أصبحت الآن دولة منعزلة اقتصادها ضعيف وستفقد جزءاً كبيراً من هيمنتها مع تهاوي النظام السوري.
وفي نفس السياق قال النائب خميس الرميحي، إن: «السبب الذي دعا علي خامنئي، بحصر عمليات العمل الثوري في منطقة الخليج نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض عليها واستنزاف جزء كبير من مواردها في تصدير ثورتها، مؤكداً أن النظام الإيراني يصدر ثروته عن طريق شراء الذمم وزيادة الأتباع وتشييع الطوائف السُنية في كثير من مناطق العالم العربي والإسلامي».
وأكد الكعبي، أن «افتقاد إيران الهيمنة في أفريقيا والدول الأخرى واقتصاره على منطقة الخليج، يهدف إلى تركيز نشاطها في الدول الإقليمية القريبة لتخفيف النفقات، إضافة إلى تخفيف الضغط على نظام الأسد مشيراً إلى أن إيران تشكل خطراً على دول الخليج العربي، ولكن دول الخليج بما لديها من إمكانات كبيرة وتحالفات كثيرة تستطيع أن تواجه هذا التوجه الإيراني».
إحياء الحضارة الفارسية
ومن جانبه قال النائب جاسم السعيدي، إن: «النظام الإيراني، أنفق مليارات الدنانير من أجل تصدير الثورة والتوسع الإيراني في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه الأطماع ليست بجديدة على فكر ولاية الفقيه، وإنما فكر يسعى منذ القدم إلى رفض الحضارة الإسلامية، وإحلال الحضارة الفارسية القديمة بدلاً عن الإسلامية.
وأضاف السعيدي، أن «هذا التوجه ليس بغريب على إيران، وسيؤثر سلباً على دول الجوار وعلى دول الخليج، ويقصدون في ذلك: «البحرين والشرقية من السعودية الكويت والإمارات»، مشيراً إلى أن الفرس، اغتصبوا الجزر الثلاث الإماراتية، ويسعون لاغتصاب دول الخليج، وطالب القيادات العربية والخليجية، بإعداد مشروع استراتيجية قوية للتصدي للخطر الإيراني».
تأثر إيران بسقوط الأسد
ومن جهته قال المحلل السياسي بدر الحمادي «هذا التصريح يشير إلى أن هيمنة النظام الإيراني والهلال الذي يسعى للسيطرة عليه سيتأثر مع سقوط نظام بشار وتطلب ذلك التركيز على دول الجوار لينقذ نفسه من الهلاك ويريد أن يزج بالمنطقة الخليج العربي في صراعات واستغلال هذه الصراعات في خدمة نظام بشار.
وأشار إلى أنه خلال العقود الثلاثة الماضية استطاع نظام إيران، أن يجعل له طابوراً خامساً في بعض دولنا العربية، خصوصاً في الخليج العربي، مضيفاً أنه يسعى من خلال التضخيم الإعلامي -وهو جزء من الحروب المعاصرة بهذا الزمن- لاستغلال من لديهم أطماع خبيثة لتحقيق أغراضه السياسية.
خلايا نائمة بالخليج
وبدوره أكد الناشط الحقوقي المستقل سلمان ناصر أن «تصريح خامنئي، دعوة صريحة للتدخل في شؤون دول الخليج العربي، مشيراً إلى أن الحرس الثوري له أذرع وخلايا نائمة في دول الخليج والشواهد على ذلك كثيرة منها القبض على شبكات تجسس في بعض دول الخليج العربي.
وأضاف، أن خامنئي يحرض الخلايا النائمة بالعمل على التأزيم في الخليج، مستشهداً بتصعيد رجال الدين الراديكاليين والمآتم الخطاب الديني في البحرين، بالتزامن مع دعوة خامنئي، إلى جانب شحن الشباب وتحريضهم على العنف، وزج الأطفال في المواجهات.
وأشار ناصر إلى أن البحرين شهدت بعد دعوة خامنئي، عدة اعتصامات ومسيرات أفضت إلى إتلاف الممتلكات العامة والخاصة واستهدفت شرطة حفظ النظام بالزجاجات الحارقة وقنابل محلية الصنع، وحرمان المواطنين والمقيمين من التنقل بحرية وأمن، مطالباً دول الخليج العربي بالتصدي للدعوات الاستفزازية والصريحة لما تبيته جمهورية إيران المذهبية تجاه دول الخليج العربي.