وزارة الثقافة: يرتفع اليوم ستار مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الــ21، ضمن فعاليات المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012، ويستمر في لياليه المضيئة بالإيقاعات الفنية التي تترامى في أحضان البيانو والعود، القانون، ومزيج مضاف إلى الأوركيسترا، على مسرح الصالة الثقافية حتى الجمعة 5 أكتوبر المقبل.
وقالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بمناسبة إطلاق شهر موسيقى وتزامنه مع النسخة الحادية والعشرين من مهرجان البحرين الدولي للموسيقى: “نتجاوز في هذا المهرجان عقدين من الاستمتاع بالأصوات الجميلة والحياة الموسيقية والموسيقيين والعازفين من كل أنحاء العالم، نستطيع الآن تحسس عالم جديد ونلمس تجارب مختلفة قد لا تتكرر مرة أخرى”، مشيرةً إلى أنه “بالموسيقى والغناء يمكننا أن نترك هذه الثقافة مشاعة ومتاحة للجميع، نسعى دائمًا لاقتناص فرص جماعية تتجاور فيها الأصوات والتجارب، ونكتسب إرث الآخر من الصوت والموسيقى، حيث يعيشون ما بيننا بذاكرة استثنائية وفريدة”.
إنه موسم آخر من مهرجان البحرين الدولي للموسيقى، يلتقي في نسخته الحادية والعشرين (21) مع حضارات شعوب العالم، بهويات مختلفة وبلغة موسيقية مغايرة، حيث تتشابه في المقطوعات الموسيقية، وتتقاطع مع توليفات الأداء لكل بلد، وها هو المهرجان لهذا العام، يسعى إلى مد جسور التواصل بين العادات الثقافية التي تتكلم لغة الموسيقى، وتتناغم مع نوتات الآلات في أسفارها المتعددة بين 6 دول عربية وأوروبية، تمتد من مصر، الأردن، أرمينيا، السودان، تونس، وحتى إسبانيا، لتضيف في رصيدها المتألق منابع الفن الأخاذ.
في سماء الأوبرا المصرية
ومع انطلاقة المهرجان، فإن الموسيقى تتبادل في الليلة الأولى أطراف أجوائها مع الأوبرالية المصرية نورستا الميرغني، بمصاحبة عازفة البيانو مايا جفينيرا، لتمنح الجمهور مقدارًا من “قصة حب”، وترتحل معهم إلى قصص حالمة، بروعة الملاحم الموسيقية عبر الثقافات المتعددة للعصور والأزمان، وتستشف الأوبرالية الميرغني بحسها الساحر، وأدائها العذب نخبة من أعمال الأوبرا والمسرحيات الغنائية الأكثر شهرة، بدءاً من المدرسة الكلاسيكية “موزارت”، إلى مدرسة “بيلكانتو”، “روسيني”، ومروراً بالمدرسة الرومانسية “بيزيه”، وصولاً إلى أشهر عروض برودواي.
أما عازفة البيانو الجورجية المحنكة مايا جفينيرا فستعتلي خشبة المسرح لتصاحب الأوبرالية الميرغني بعزف البيانو، وهي تشغل منصب رئيسة الكورال الانفرادي في دار الأوبرا المصرية.
بينما سيكون الجمهور على موعد في الليلة الثانية من مهرجان الموسيقى مع عازف البيانو العالمي الأردني زيد ديراني، الذي سيلهب المتذوقين بمزج الموسيقى العربية مع نكهات اللاتينية والكلاسيكية والبوب. فالعازف ديراني لا يداعب أطراف البيانو بل يتجاوز النمط السائد، لذلك وصف من قبل صحيفة الواشنطن بوست “بسفير الأردن الثقافي”، كما أنه قام بإحياء العديد من الحفلات الموسيقية أمام آلاف الناس في جميع أنحاء العالم، من ضمنهم قادة معروفون أمثال الملكة اليزابيث، ونيلسون مانديلا، وحضرة الدالاي لاما وغيرهم.
وتأخذنا الليلة الثالثة إلى بلد أرمينيا، لتشيع في حضرة الجمهور المقطوعات الفريدة من نوعها لآلة القانون، للأرمينية هازميك ليلويان الملقبة بــ«ملكة القانون”، منذ سبعينات القرن الماضي، والمطورة الرائدة لمدرسة القانون الأرمنية، إذ يتشابك أسلوبها في عزف القانون بعرض للثقافة الأرمينية التي تتداخل في أسلوبها مع المقطوعات الشعبية والمقطوعات الكلاسيكية المعقدة بتناسق دقيق، مستعرضة عبرها تاريخ آلة القانون العريق والغني الأرميني.
مع المبدع محمد الأمين
ومن بلاد النيلين، يقف على المسرح المبدع السوداني محمد الأمين برفقة عاشقته آلة العود، ليتحف الجمهور بغنائه الشعري في الأصيل المتمرغ في التراث والشغف منذ ستينيات القرن الماضي في الليلة الرابعة من المهرجان الموسيقي، ويعتبر الأمين من أهم حملة لواء التحديث والتجديد في الفكر الموسيقي بالسودان، لمع اسمه أولاً عبر الإذاعة السودانية، ثم انتشر صيته عبر أعماله المميزة ليعم جمهور محبيه من جميع أرجاء الوطن العربي. وسبق لعبقري الأغنية الأمين المشاركة في كثير من المهرجانات في الدول العربية والأجنبية، منها المهرجان الثقافي الأول بالجزائر، مهرجان الشباب العالمي بموسكو، المهرجان الفني الموسيقي بهولندا وغيرها.
وتطل التونسية عازفة الكمان أمينة الصرارفي وفرقة العازفات، في الليلة الخامسة عبر تقديم أمسية خاصة للأوركيسترا، بشيء من روائع الحداثة والأصالة، المستمدة من صميم التراث التونسي المألوف والموشحات، إلى جانب أغانٍ طربية وخفيفة غنية بالإيقاعات العربية والغربية كالفالز والرومبا، تُضاف إليها معزوفات من إنتاج الفرقة وأعمال من المغرب والمشرق العربي والخليج العربي.
ويُسدل ستار مهرجان البحرين الدولي للموسيقى في نسخته الـ21، في الليلة السادسة مع عاشقي الأوركيسترا الإسبانية، لتتيح للجمهور الإنصات إلى أعرق المقطوعات من أساتذة الموسيقى أمثال باخ، هندنسميث، هوست، هايدن، راخمانينوف، بيجوليسكي، فيفالدي، موزارت، تشايكوفسكي، وغيرهم، تقدمها أوركسترا دي كاميرا رينا صوفيا الآتية من العاصمة الإسبانية مدريد.