في خطوة تعتبر سابقة في ألمانيا حيث يعيش 5% من المسلمين وتناقش فيها مكانة الإسلام، تستعد مدينة هامبورغ الشهيرة بمرفأها للاعتراف ببعض الأعياد الإسلامية أيام عطل رسمية. وقد أبرمت هامبورغ، ثاني كبرى المدن الألمانية والتي تعد 1.8 مليون نسمة، اتفاقاً اعتبر تاريخياً مع جاليتيها الإسلامية والعلوية.
وهذا العقد الذي ما زال يحتاج إلى موافقة البرلمان المحلي، يمنح المسلمين حقوقاً تتعلق بالتعليم الديني في المدارس وبمراسم الدفن، على سبيل المثال. ويتعهد المسلمون من جانبهم باحترام الحقوق الأساسية وبتشجيع المساواة بين الرجال والنساء. وحصل الاتفاق على شبه إجماع سياسي. إلا أن البلدية الاشتراكية -الديموقراطية تقر بأن بعض سكان هامبورغ يعتبرون أن هذا الاتفاق ليس أمراً بديهياً.
وسيستفيد حوالى 130 ألف مسلم في هامبورغ يضاف إليهم 50 ألف علوي، من ثلاثة أيام عطلة. لكن يتعين عليهم أن يأخذوها أيام إجازة على غرار بعض الأعياد المسيحية التي تتوقف فيها الدوائر الرسمية عن العمل على صعيد المقاطعة وليس على الصعيد الفدرالي. ففي عيد الفطر وعاشوراء، سيعفى التلامذة أيضاً من الدروس على أن يعوضوها في وقت لاحق. وحتى الآن، كان أرباب العمل أحراراً في منح موظفيهم المسلمين أيام إجازة. وقد رحبت ألمانيا بالاتفاق فيما لا يزال شبح التطرف الإسلامي يلقي بثقله على مدينة هامبورغ التي استخدمت قاعدة خلفية لتحضير اعتداءات 11 سبتمبر 2001. فقد سكنها عدد كبير من قراصنة الجو منهم محمد عطا. وتعد الجالية الإسلامية في هامبورغ المؤلفة من أتراك وباكستانيين وعراقيين وأفغان خليطاً سيقول كلمته أيضاً في التعليم الديني بالمدارس الرسمية.
وكانت هامبورغ التي تتمتع باستقلالية على الصعيد التربوي، على غرار المقاطعات الأخرى، كلفت حتى الآن الكنيسة البروتستانتية تولي مسؤولية هذا التعليم.
وبات في استطاعة أساتذة مسلمين إعطاء هذه الدروس.