اعتبر المدير العام لقناة العرب الإخبارية جمال الخاشقجي إن مملكة البحرين الأكثر ملاءمة للمملكة العربية السعودية من حيث ظروف العمل والخصوصيات الثقافية، الأمر الذي دفعهم لاختيارها مقراً للقناة، متوقعاً أن تشهد البحرين نهضة وشيكة، تجعلها «مانهاتن شبه الجزيرة العربية». وقال الخاشقجي -في لقاء مع الوطن- إن القناة ستنتج برامج تسلّط الضّوء على دور حكومة البحرين باعتبارها أرضاً خصبة للاستثمارات، داعياً الإعلاميين في البحرين إلى التركيز على البرامج الإيجابية الموجهة نحو تثقيف الناس حول إنجازات البحرين. وأشار إلى التفكير بتوظيف ما يقارب 300 موظف من مختلف الجنسيات في القناة من بينهم كتّاب ومحرّرون بحرينيون.وأعرب عن اعتقاده بأن التحالف بين البحرين والسعودية لا ينمو بشكل كبير، مرجعاً ذلك إلى تقصير وسائل الإعلام، كما بين أن رجال الأعمال السعوديين لديهم إيمان قويّ في الهيئة التّشريعية في البحرين وقوانينها، ومع ذلك لا يستثمرون ملايين الدنانير في البحرين. وعبر الخاشقجي عن إيمانه بأن الحكومة البحرينية ستنجح في مضاعفة فرص الاستثمار التي من شأنها أن تؤدي إلى قفزة نوعية في النمو الاقتصادي. وأكد الخاشقجي أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى يريد من البحرينيين أن يشعروا أنهم ينتمون إلى هذه الأرض وأنهم ليسوا غرباء! ما يوجب أن نمنح الحكومة فرصة لمناقشة قضايا الاختلاف مع الطرف الآخر في المعارضة. لماذا البحرين؟ ^ ما الذي شجعكم على اختيار البحرين كمقر لقناة العرب الإخبارية؟ - كان لدينا في الحقيقة عدد من الخيارات المتاحة من ضمنها دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك القاهرة ومع ذلك تم اختيار البحرين لعدة أسباب: فقد أردنا أن تكون القناة قريبة من المملكة العربية السعودية والبحرين هي أقرب مكان وربما المدينة الأكثر ملائمة لنا من حيث ظروف العمل والخصوصيات الثقافية، فالبحرين هي الأقرب للمملكة العربية السعودية من هذه الزاوية ومن ناحية أخرى، هناك اعتقاد راسخ بأن البحرين مقبلة على نهضة وشيكة وهي مؤهلة منذ زمن طويل لتكون المكان الأنسب بطبيعة الحال والمرشحة الأولى لتصبح «مانهاتن شبه الجزيرة العربية»ورغم أن هذه الفرصة واجهت بعض العراقيل في وقت ما، إلا أن هناك فرصة كبيرة الآن لتحقيق ذلك على المدى المتوسط، نظراً إلى أن الأمة العربية تمر بتغيرات جذرية تتولد عنها مادة إخبارية هائلة للعالم بعد التغيير الذي بشر به الربيع العربي، فتقييم هذه المرحلة الجديدة وما تمثله من تغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية تمثل عامل استقطاب لمشاهدة القنوات الإخبارية العربية في المملكة العربية السعودية بشكل خاص ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام وبالتالي، أصبحت مواطن القوة تلوح في سماء أسواقنا العربية بالإضافة إلى العلاقات الوطيدة التي تجمع بين صاحب القناة الأمير الوليد بن طلال وحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والتي ساهمت هي الأخرى في اختيار البحرين كمقر لقناتنا الإخبارية.موظفون من البحرين ^ بخصوص الموظفين العاملين في القناة، ما حظوظ البحرينيين في الانتداب؟ هل لديكم متطلبات محددة لتوظيف الموظفين البحرينيين بقناتكم؟- من المتوقع أن تجلب القناة عدداً من المشاهدين من مملكة البحرين وإلى الدار البيضاء، ولذلك وجب تلبية رغبات كل الأذواق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وعليه، لن يكون هناك شروط توظيف محددة وقائمة على أساس الجنسية، لكن من الطبيعي والمعقول جداً طلب الاستعانة أولًا بأهل البلد الذي سيستضيف مقر قناتنا ولحدّ الآن، فكرنا بتوظيف ما يقارب 300 موظف من مختلف الجنسيات من بينهم كتّاب ومحرّرون بحرينيون وسأستقر في البحرين لتسيير أمور القناة عن كثب.معوقات القنوات العربية^ هل تعتقد أن القنوات الإخبارية العربية بإمكانها أن تنافس القنوات الغربية من حيث تبليغ وقائع ما يجري في الشرق الأوسط؟- هناك معوقات عدة تقلص من حظوظ القنوات الإخبارية العربية في أن تخوض منافسة الندّ للندّ مع القنوات الإخبارية الغربية، أهمها أن وسائل الإعلام الغربية بإمكانها قرع كلّ الأبواب للحصول على معلومات موثوقة من المصدر مباشرة، وهو شيء يصعب أن يحدث في عالمنا العربي! إن اعتماد الشفافية في الحصول على الأخبار أمر مهم جداً وهناك سبب آخر له علاقة بالتكوين الأكاديمي للإعلاميين المختصين، أعني أن الإعلام الغربي أكثر تمكناً في هذا المجال.ففي الآونة الأخيرة، برزت منافسة كبيرة بين القنوات العربية خصوصاً في أعقاب ثورات «الربيع العربي» التي أثرت على طبيعة البرامج المخصصة للمشاهدين الذين نما عددهم خصوصاً في تونس ومصر وليبيا وسوريا. ويجري الآن إنشاء عدد متزايد من القنوات في هذه البلدان لتلبية احتياجات المشاهدين المهتمين بمتابعة أخبار الانتفاضات الوطنية وهي ظاهرة صحية وطبيعية جداً. والآن أصبح المشاهدون في هذه البلدان -سواء القاطنون بالداخل أو بالخارج- مشدودين إلى قنواتهم المحلية لفهم ما يجري داخل بلدانهم، فالقنوات المحلية هذه تخصص ساعة ونصفاً أو أكثر بقليل لمناقشة التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الهامة التي تحدث بالداخل في حين تجد القنوات الأخرى صعوبة في القيام بذلك. وفي هذا الصّدد، المنافسة حامية الوطيس لكننا لا يمكن أن نفقد الأمل، ويجب مستقبلاً أن نعمل بأكثر صرامة وفعالية لشدّ انتباه مجموعات المشاهدين على الأقل لمدة ساعة كاملة وبالتأكيد تظل المنافسة محمومة بين كل القنوات.إن العالم والعالم العربي على نحو خاصّ يمرّ الآن بتغييرات جذرية تؤثر على المواطنين العرب في العديد من الجوانب في حياتهم اليوميّة.المحطّات الإخبارية تطوّر نفسها^ هل تعتقد أن الاستراتيجيات المستخدمة من قبل قنواتنا الإخبارية نجحت في تغطية هذه التغييرات؟- أعتقد ذلك بالفعل، وقد بدأت بعض المحطّات الإخبارية تطوّر نفسها منذ فترة طويلة قبل انتشار المحطّات الإخبارية كما هو الحال الآن، وحالياً يمكن لمجالس إدارة هذه القنوات أن تشعر بنوع من الأريحيّة في تعديل مهامها ورؤاها من حيث اختيارهم للمادة الإخبارية والبرامج، في حين أن القنوات الأخرى لاتزال بحاجة للمزيد من التعديل والتجربة، كما إن الموظفين في هذه القنوات لازالوا بحاجة أيضاً للمزيد من التكوين الأكاديمي الصارم والتدريب على العمل، فعلى مدى السنوات الخمسة عشرة الماضية، تمكنت القنوات العربية من الاستمرار في تجميع الخبرات والكفاءات ومع ذلك فإن الاتجاهات السائدة في مجال تقديم الأخبار وتطوير وسائل الإعلام تتحكم في طريقة عمل هذه المحطات الإخبارية، ولهذا السبب أعتقد أنني سأواجه عقبات مماثلة أثناء تأسيس محطتنا الإخبارية والسؤال المهم هو: «هل يجب أن أنساق وراء الموجة المتعارف عليها في السّوق أو أن أترك السوق يوجهني حيثما شاء، أنا أميل إلى الاقتراح الأول إذ إن أسهل طريقة لكسب المال تتمثل في إنتاج البرامج الموجهة نحو تلبية طلبات الجمهور وهي الاستراتيجية نفسها المتبعة من قبل القنوات الأمريكية مثل «فوكس نيوز» وقد نجحت هذه الاستراتيجية في توجيه انتباه مشاهدي البرامج الإخبارية نحو برامج محددة جلبت لهذه القنوات أرباحا طائلة، ومع ذلك فإن السؤال المطروح هو: «هل هذا هو الخيار الصحيح؟» وبصراحة ليست لي إجابة دقيقة حتى الآن وأعتقد أننا نتعامل مع قضية حساسة جداً وأن البرامج الدّسمة والغنية بالمعلومات هي «تقريباً رسمية جداً»، لكنها ليست المفضلة لدى المشاهدين اليوم، إذ إن الناس يميلون إلى العروض المثيرة للجدل. فبالنسبة لي أريد أن أجمع بين البرامج التي توفر المعلومة المفيدة والبرامج الحوارية الجذابة ولا أستطيع أن أقول إن لدينا رسالة نبيلة نريد التعبير عنها أو شيء من هذا القبيل، بل سنحاول أن نقف موقفاً وسطاً بين هذا وذاك. مالك القناة رجل أعمال ^ هل يتوقع أن تأثر جنسية مالك المحطة على الاستراتيجيات الخاصة بك من حيث المواد الإخبارية والمواضيع التي ستتم مناقشتها في برامجك؟- من بين أفضل المزايا لهذه القناة هو أن مالكها رجل أعمال وليس مجرد أمير من المملكة العربية السعودية، فأميرنا، صاحب القناة، يعمل بعقلية رجل الأعمال الذي يهتم كثيراً بازدهار الاقتصاد في المنطقة العربية وتوفير فرص العمل في مختلف المجالات، وقد برزت هذه الأفكار بعد تجربة «الربيع العربي» وبالتالي فإننا نبعث هذا المشروع في الوقت المناسب لنجيب على استفسارات المشاهدين، وبالطبع نحن لن نتخلّى على استراتيجياتنا الحكومية لأن وسائل الإعلام لدينا ستكون في تناغم مع اللوائح المنصوص عليها في بلداننا، لكن بروح أكثر ليبرالية.المشاهدون وراء عدم رواج الإعلانات^ كيف ستؤثر المسائل المالية وعائدات الإعلانات التي أشرتم إليها ضمناً في السابق على استمراريّة محطات الأخبار؟ - ليس هناك شك في أن المال قوام الأعمال ويحدث فرقاً كبيراً، وأعتقد أن المشاهدين هم وراء عدم رواج الإعلانات لأنهم يفضّلون قنوات الترفيه والرياضة على المحطات الإخبارية، وهذا ما يدفع المستثمرين إلى توجيه أموالهم لتلك القنوات الترفيهية لجذب أعداد كبيرة من الجماهير المستهدفة، والاستفادة من هذه القنوات لتسويق منتجاتها وخدماتها، وسوقنا الإقليمية أضعف بالمقارنة مع السوق الأمريكية والنسبة المئوية للأشخاص الذين يشاهدون الأخبار في منطقتنا منخفضة جداً إذ لا تتجاوز 13? والآن وبعد التغييرات السياسية الأخيرة زادت هذه النسبة بشكل طفيف لتصل إلى 15-16?. في الولايات المتحدة تتناول القنوات الإخبارية القضايا التي تهم المشاهدين والتي تجذب أكثر المعلنين باستمرار، أما الوضع هنا في العالم العربي فهو مختلف، إذ لكل بلد ولكل قناة إخبارية قضية تعالجها وتسلط عليها الضوء، وبالتالي فإن النتيجة هي تشتت المشاهدين بشكل لا يصدق.البرامج الإنجليزية^ هل ستقدمون برامج باللغة الإنجليزية لجذب المشاهدين الأجانب؟ وهل سيكون ذلك عاملاً مساعداً على تبليغ المعلومات الصحيحة والحقائق المتعلقة بمنطقتنا؟- إن القنوات الأجنبية المحترمة تقدم الحقيقة دائماً ونحن لسنا بحاجة لإنتاج برامج بالإنجليزية لأن إنتاج مثل هذه البرامج سيكون مكلفاً جداً، ومن يبحث عن الحقيقة سيجدها بكل الوسائل، ولعلي أحسب أن شبكة الإنترنت هي الأكثر سهولة، حتى على المستوى الرسمي واستخدام شبكة الإنترنت يمكن أن يكون مفيداً جداً.مدير لوسائل التواصل الاجتماعي^ لقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي تغييرات ضخمة في عالم الإعلام والمعلومات، هل تعتقد أنها ستتمكن في يوم من الأيام من أن تحل محل وسائل الإعلام التقليدية المتاحة لنا الآن؟- بصراحة، أنوي انتداب مدير لوسائل التواصل الاجتماعي مباشرة بعد انتداب مدير لتكنولوجيا المعلومات، وفي غضون السنوات الخمس المقبلة لن يكون بمقدور أي شخص تصور ما سيكون عليه مستقبل التلفزيون أو الصحف مع ظهور هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام الجديدة، وفي ظل التغييرات الحاصلة بطريقة جذرية وسريعة. وأعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي نجحت في الوصول إلى ما لم تستطع وسائل الإعلام التقليدية القيام به، إلى درجة أنه سيكون مناسباً الاستفادة من الوسائل الجديدة من أجل الاستمرارية في السوق العالمية.الشباب أوصلوا العرب إلى حيث هم الآن^ كم عدد الناس الّذين يشاهدون البرامج الإخبارّية على هواتفهم النقالة والآي بود وما إلى ذلك؟- لقد غيرت التكنولوجيا العالم في جميع مناحي الحياة، بحيث لا يمكن أن يفوتنا أي حدث أو خبر، وأصبح كل شيء متاحاً عبر الإنترنت، وبالتأكيد سأعمل على إدماج هذه الخدمات لتكون متاحة من خلال قناتنا الجديدة من أجل الانتشار إلى أبعد مدى والوصول إلى العرب أينما كانوا، لقد تغيّر الشباب وخلق ثورة أوصلت العرب إلى حيث هم الآن.اهتمامات الشباب صعبة ^ ما هي البرامج التي ستقدّمها قناتكم لجذب هذا القطاع من الجماهير العربية؟- إن اهتمامات الشباب صعبة جداً وفريدة من نوعها، والإحصاءات تبين أنهم يمثلون أضعف نسبة مشاهدين من بين جميع الفئات العمرية، وأنهم لا يشاهدون الأخبار لكن يجلسون أمام شاشات التلفزيون لمشاهدة مباريات كرة القدم أو العروض الترفيهية، مثل «أيدول العرب» وما شابه ذلك! هذه حقيقة يجب علينا الاعتراف بها ولجلب انتباههم، أنا بحاجة لإجراء البحوث اللازمة لمعرفة اهتماماتهم حتى نكون قادرين على إعداد برامج تحتوي على معلومات فعالة وتثقفهم بطريقة ذكية جداً، والخبر السارّ هو أن الشباب أصبح أكثر اهتماماً بالأخبار الآن، بعد التغيرات الهائلة التي حدثت في العالم العربي، وباتوا يسعون للحصول على الأخبار بطرق مختلفة، ويمثل هذا بداية لشحذ اهتماماتهم السياسية وتوجيههم إلى ما فيه الخير والسلام. لقد غير الشباب أيديولوجياته بمرور الوقت، ففي السبعينات مثلاً، كان الاهتمام بالأفكار الليبرالية في أوجه، لكن أصبح الشباب الآن أكثر تركيزاً على شخصيتهم ووجودهم ودخلهم وتعليمهم، وما إلى ذلك، ولذا أؤكد لكم بأنني سأقوم بإنشاء «قسم للبحوث» مرتبط بقناتنا لتحقيق ما هو مفيد ولتلبية احتياجات الجمهور.التحالف بين السعودية والبحرين ^ يتردد أن السعودية والبحرين في طريقهما لإقامة تحالف بينهما وهما تعملان على إنشاء «قناة إخبارية عربية» للترويج ولهذا الهدف، ما رأيك؟- هذا التحالف ليس جديداً، نحن نعيشه كل يوم وكنا ننتظره منذ فترة طويلة، لكن لم يلاحظ بعد أنه ينمو بشكل كبير ومرد ذلك هو تقصير وسائل الإعلام التي لم تنجح في إبراز مثل هذا التحالف بين المملكتين على المستوى الاقتصادي وكذلك في جوانب أخرى كثيرة، لكن الوضع السّياسي هو الشّاغل الوحيد لشعوب كلّ من المملكتين، وإذا قمنا برصد الاستثمارات الضخمة من قبل رجال أعمال سعوديين وكذلك الأملاك والعلاقات الاجتماعية وعلاقات القربى التي يقيمها أناس عاديون من كلا المملكتين مع بعضهم البعض، فوسعنا أن اعتبار جميع هذه العلاقات أشكالاً لهذا التحالف، لكن وسائل الإعلام لم تقم بإبراز ذلك أو إظهاره. إن رجال الأعمال السعوديين لديهم إيمان قويّ في الهيئة التّشريعية في البحرين وقوانينها ومع ذلك لا يستثمرون ملايين الدنانير في البحرين، وهذا ما يجب تسليط الضوء عليه على شاشات التلفزيون، إنّ مهمّتنا التّركيز إعلامياً على هذا التّحالف.الأمير تركي علمني كثيراً^ عبر تاريخك المهني، هل عملت في أيّ وقت مضى كمستشار إعلام للأمير تركي الفيصل؟ وهل كان يطلب منك فرض رقابة على المعلومات التي يتم إرسالها إلى القنوات الإعلاميّة؟ وبعبارة أخرى، هل تؤمن بالشّفافية فيما يتعلّق بنقل الأخبار؟- لقد تعلمت من الأمير تركي كثيراً من الأخلاقيات، فلطالما أصر على تقديم الحقيقة للصحافيين خصوصاً وسائل الإعلام الأجنبية حتى إنه قال ذات مرة «إذا كان صحفي أجنبي يكرهنا، فادعوه لزيارة المملكة العربية السعودية، فإذا كان لا يحبنا، فسيظل على هذا النحو في كراهيته وهذه مشكلته». وأنا أشاطره الرأي تماماً حيث إنه لا يمكنك أن تخفي المعلومات وتحجبها عن الناس، وبالتالي، يجب الكشف عن الحقيقة لأن الناس سيتمكنون من معرفتها بطريقة أو بأخرى لذلك فمن الأفضل أن تبلّغ هذه المعلومات سواء كانت جيدة أو سيئة مباشرة من المصدر بدلاً من أن تتسرب إلى الآخرين خلسة.الأفكار الإيجابية ^ هل ستنتجون برامج حول البحرين؟- خلال إحدى المقابلات التي أجريتها مع أحد المسؤولين، سألت سعادته هذا السؤال: «هل ينزعج سعادتكم إذا رأيتم أحد أعضاء المعارضة على شاشتنا؟» فأجاب «على العكس، يرجى القيام بذلك ولكن بشرط واحد -أن تتاح لنا فرصة للرد في الحلقة نفسها» هذا هو المزيج المثالي الذي يمكننا تحقيقه! يجب علينا أن نمنح الحكومة فرصة لمناقشة قضايا الاختلاف مع «الطرف الآخر في المعارضة» وما يهمّني حقيقة هو نشر الأفكار الإيجابية بين البحرينيين - وهذا ما يحرص عليه أيضاً جلالة الملك، فالعاهل البحريني يريد من البحرينيين أن يشعروا أنهم ينتمون إلى هذه الأرض وأنهم ليسوا غرباء! ويؤلمني أن نرى هؤلاء الشباب المغرّر بهم يخربون اقتصاد بلدهم. اسمحوا لي أن أقول لهؤلاء الشباب «إذا كنتم تعتقدون أن هذا هو السبيل الوحيد لرفع مطالبكم إلى الحكومة، فأنتم تدمّرون بلدكم وأنتم بالتأكيد ستستنزفون اقتصادها مما سينعكس سلباً على مستوى معيشتكم وعلى مستقبل أطفالكم».إن البحرين بلدكم أنتم وأرضه وثرواته هي لجميع البحرينيين، وسأقوم بإنتاج البرامج التي من شأنها أن تسلّط الضّوء على دور حكومة البحرين باعتبارها أرضاً خصبة للاستثمارات، وآمل أن يحدث هذا في غضون السّنوات الخمس المقبلة، وأعتقد أن الحكومة البحرينية ستنجح في مضاعفة فرص الاستثمار التي من شأنها أن تؤدي إلى قفزة نوعية في النمو الاقتصادي في السنوات القليلة المقبلة. التزام والحياد^ ما رأيك في وسائل الإعلام في البحرين؟- بكل ّصدق، أنا لم أكن متابعاً لها وأعتقد أن الفرصة الآن أصبحت سانحة بالنسبة لي للقيام بذلك، لأنني سأستقرّ هنا لاستكشاف وسائل الإعلام في البحرين من جوانب مختلفة، لكني أعتقد أنه بات من المهمّ جداً الآن للإعلاميين في البحرين التركيز على البرامج الإيجابية الموجهة نحو تثقيف الناس حول إنجازات البحرين، ونشر رؤية إيجابية عن المستقبل ولتحقيق هذه الغاية، يجب على وسائل الإعلام أن تلتزم الحياد وأن تتقبل الآراء المختلفة بطرق إيجابية ومدروسة.^^ جمال الخاشقجي^?ولد جمال الخاشقجي في المدينة المنورة العام 1958.// عمل في بداية مسيرته الصحافية مراسلاً لصحيفة “سعودي جازيت”.^?أصبح مراسلاً لعدد من الصحف العربية اليومية والأسبوعية في الفترة الممتدة من 1987 إلى 1990.^?بعد تغطيته الأحداث في أفغانستان والجزائر والكويت والسودان والشرق الأوسط من العام 1991 حتى العام 1999، عُين في منصب نائب رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز من 1999 إلى 2003.^?تولى منصب رئيس تحرير صحيفة الوطن اليومية في المملكة العربية السعودية.^?عمل منذ العام 2004 مستشاراً إعلاميّاً للأمير تركي الفيصل السفير السعودي في لندن ومن ثم في واشنطن، حتى صدر قرار رسمي في أبريل 2007 بإعادة تعيينه للمرة الثانية رئيساً لتحرير جريدة الوطن.^?عمل كمعلّق سياسي للقناة السعودية المحلية ومحطة “أم بي سي” و«بي بي سي” وقناة الجزيرة.^?يشغل منذ يوليو 2010 منصب المدير العام لقناة العرب الإخبارية المملوكة من قبل الأمير الوليد بن طلال.^?مؤلف كتابي: “علاقات حرجة” و«السعودية بعد 11 سبتمبر”.
970x90
970x90