^اشتباكات عنيفة قرب مطار «النيرب» العسكري ^ مراقبون يتخوفون من احتمال تقسيم سوريا
عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 100 مدني برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة، بينما قتل 8 من قوات الرئيس بشار الأسد في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مراكز أمنية في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية شمال سوريا، بينما تواصلت المعارك بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة في أنحاء مختلفة من البلاد لا سيما في حلب، حيث التهمت النيران السوق القديم للمدينة، بينما شن المقاتلون المعارضون هجوماً على مطار النيرب العسكري كبرى مدن شمال البلاد، في غضون ذلك استقدمت القوات النظامية تعزيزات عسكرية إلى مدينة حرستا في ريف دمشق مع استمرار حملة الدهم التي تقوم بها منذ أمس الأول.
من جهة أخرى، يخشى المراقبون للأزمة السورية مخاطر حصول تقسيم للبلاد، وهو ما تم التطرق إليه غالباً منذ بدء النزاع، ويرون في ذلك أرضاً خصبة لفوضى مستقبلية على الصعيدين الداخلي والدولي.
من جانبه، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقابلة نشرتها صحيفة “الحياة” أمس أن بغداد “عازمة” على إخضاع الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا للتفتيش، وهو ما تطالب به الولايات المتحدة. وقد وقع الهجوم الانتحاري في مدينة القامشلي، وقال التلفزيون الرسمي السوري إن 4 أشخاص قتلوا في التفجير.
من جهته أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الانفجار استهدف فروعاً أمنية وأدى إلى مقتل 8 من القوات النظامية. وقال المرصد “قتل 8 من القوات النظامية وأُصيب أكثر من 15 بعضهم بحالة خطرة وذلك إثر انفجار السيارة المفخخة الذي وقع في الحي الغربي بمدينة القامشلي، والذي يضم مقار عدة أجهزة أمنية”. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن الانفجار “استهدف مفرزة الأمن السياسي بشكل رئيسي”، علماً أن الحي يضم فروع الأمن السياسي والعسكري والجنائي.
وأوضح عبد الرحمن أنها المرة الأولى التي يستهدف فيها انفجار مماثل مراكز أمنية في القامشلي.
وفي حلب، شهدت المدينة القديمة اشتباكات مع محاولة المقاتلين المعارضين التسلل إلى أجزاء من المنطقة وتعزيز حضورهم في أجزاء أخرى.
وشهدت الشوارع والأزقة في المدينة القديمة اشتباكات عدة في الأيام الأخيرة، ويعتقد أنها السبب في الحرائق التي اندلعت في الأسواق القديمة، وأدت إلى تدمير عدد من المتاجر ذات الأبواب الخشبية.
وأفاد المرصد عن “اشتباكات مع القوات النظامية في حي العامرية” في حلب أدت إلى سقوط مقاتل، بينما سجلت اشتباكات في حي الجندول. وشن المقاتلون المعارضون هجوماً على مطار النيرب العسكري حيث أشار المرصد إلى “إعطاب طائرتين مروحيتين إثر سقوط قذائف هاون بقلب المطار”. في غضون ذلك استقدمت القوات النظامية تعزيزات عسكرية إلى مدينة حرستا في ريف دمشق مع استمرار حملة الدهم التي تقوم بها منذ أمس الأول. وفي دير الزور، أفاد المرصد عن سقوط 4 من المقاتلين المعارضين “بينهم قائد لواء وهو ضابط منشق”، خلال اشتباكات مع حاجز للقوات النظامية قرب فرع الأمن السياسي في المدينة. وفيما لا يزال النزاع في طريق مسدود بسبب انقسامات المجموعة الدولية، التقى مدير مكتب المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي في دمشق، أحد قادة المقاتلين المعارضين في حمص، خلال زيارة قام بها إلى المحافظة، بحسب ما أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة.
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقابلة نشرتها صحيفة “الحياة” أن بغداد “عازمة” على إخضاع الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا للتفتيش، وهو ما تطالب به الولايات المتحدة.
وقال زيباري إن السلطات العراقية أكدت “للمسؤولين الأمريكيين أن الحكومة عازمة على إنزال الطائرات الإيرانية وإجراء كشف عشوائي”، مشيراً إلى أن بغداد أبلغت الجانب الإيراني “بضرورة وقف الرحلات” التي قد تحمل أسلحة إلى سوريا التي تشهد نزاعاً بين النظام ومعارضيه. وأضاف “العراق لا يقبل أن يكون معبراً أو ممراً لهذا، وأن تستخدم أراضيه أو مياهه أو أجواءه للتسليح والتمويل”.
من جهة أخرى، يخشى المراقبون للأزمة السورية مخاطر حصول تقسيم للبلاد، وهو ما تم التطرق إليه غالباً منذ بدء النزاع، ويرون في ذلك أرضاً خصبة لفوضى مستقبلية على الصعيدين الداخلي والدولي.
وبدأ تقطيع الأراضي مع إقامة مناطق “محررة”، حيث لم يعد لقوات الرئيس السوري بشار الأسد سلطة عليها. ويتولى 700 ألـــــــــف شخص، بحســـــب مصـــــادر فرنسية، من أصل شعب سوريا البالغ عدده 23 مليون نسمة تسيير أمورهم بأنفسهم في هذه المناطق الواقعة شمال البلاد قرب تركيا، وجنوبا قرب الأردن تحت حماية المعارضة المسلحة. وبنفس الطريقة، بدأ مليونا كردي يقيمون في مناطق موزعة في سوريا من الشمال وصولاً إلى شمال شرق البلاد، تنظيم صفوفهم مع رغبة في تشكيل نواة دولة.
من جانب آخر، أثارت الوثائق السرية المسربة من دهاليز النظام السوري، التي بثتها قناة “العربية الحدث” ردود فعل دولية، بدأ صداها يتردد في وسائل الإعلام العالمية. وكانت صحيفة “حريات دايلي نيوز” التركية أول من بادر إلى نشر الموضوع موسعاً، مع الإشارة إلى خطورة ما نشرت “العربية”، وعنونت مقالها بـ “ضلوع المخابرات السورية في قتل الطيارين التركيين”.أما صحيفة “هافينغتون بوست” الأمريكية، فعنونت موضوعها بوثائق سرية سورية تسربت إلى قناة “العربية”، مشيرة إلى أنها تكشف عن مدى دعم روسيا وإيران وحزب الله لنظام الأسد.
وبثت “العربية الحدث” الحلقة الأولى من مجموعة حلقات حول وثائق سرية مسربة من الدائرة الضيقة للرئيس السوري بشار الأسد. وكشفت الوثائق إقدام بشار الأسد على تصفية الطيارين التركيين، اللذين سقطت طائرتهما في 22 يونيو الماضي، استجابة لنصيحة روسية بضرورة إعدامهما، عقاباً لتركيا على دعمها للمعارضة السورية.