أنقرة - (وكالات): دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دون مواربة روسيا والصين وإيران إلى وقف دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، محذراً من أن “التاريخ لن يغفر” مثل هذا الموقف.
وقال أردوغان في كلمة أمام مؤتمر حزبه، حزب العدالة والتنمية الحاكم، “نتوجه إلى روسيا والصين ومعهما إيران. رجاء أعيدوا التفكير في موقفكم الحالي. إن التاريخ لن يغفر للذين وقفوا إلى جانب هذه الأنظمة القاسية”.
وقد عرقلت روسيا الحليف التقليدي لدمشق حتى الآن بمساعدة الصين اعتماد أي مشروع قرار يفتح الباب لتدابير ملزمة للنظام السوري في مجلس الأمن الدولي حيث تملك الدولتان حق النقض “الفيتو” بصفتهما من الدول الدائمة العضوية. من جانبه، قال الرئيس المصري محمد مرسي إن مصر لن تهدأ إلى أن تزول القيادة السورية التي قال إنها تقتل شعبها.
وقال في كلمة ألقاها في أنقرة أمام مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم “لن نهدأ ولن نستقر حتى تتحقق إرادة الشعب السوري في أن ينال حريته وأن تزول هذه القيادة”. وأضاف في الكلمة التي نقلها التلفزيون المصري على الهواء مباشرة من العاصمة التركية “نحن مع الشعب السوري، بجانبه، نؤيده ونؤازره ونقف ضد الظالم الذي يقتله وسوف ينال بإذن الله حريته قريباً وما ذلك على الله ببعيد”.
وأضاف مرسي أن من بين الأهداف المشتركة بين مصر وتركيا “دعم ومعاونة الشعوب التي تتحرك وتثور لتنال حريتها كشعب فلسطين وشعب سوريا الحبيب”. وأضاف “لا يمكن أبداً أن نقصر في مد يد العون لأهل غزة، ولأهل الضفة الغربية.” وأضاف “المعابر بيننا وبين غزة مفتوحة لتقديم ما يحتاجه أهل غزة، من غذاء ودواء وتعليم، الحدود والمعابر مفتوحة لكي نقوم بدورنا بل بواجبنا تجاه أشقائنا في غزة”. من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل إن نجاح حزب العدالة والتنمية بدأ يعدي الدول العربية، معلناً التمسّك بإقامة دولة فلسطينية “رغم أنف الاحتلال”. ووصف مشعل في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الرابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، هذا الحزب برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بأنه “نموذج نجاح” يجدر بالأتراك أن يفخروا به، قائلاً إن “هذا النجاح بدأ يعدي الدول العربية والحمد لله على هذه العدوى”. وقال إن “التجربة التركية بقيادة أردوغان قدمت نموذجاً للإسلام العصري والوسطي والمعتدل والمرتبط بشعبه والمنفتح على العالم”. ووصف أردوغان بأنه “زعيم تركي ومسلم وإنساني كبير”، قائلاً إن دوره في فلسطين والصومال وبورما وسوريا لا ينسى.
وقال مشعل “نرحب بثورة الشعب السوري الذي يسعى للحرية والكرامة ونريد حقن الدماء الزكية”. وأضاف “نحب أن نؤكد أنه لا تعارض بين أن نتبنى الحرية والديمقراطية والإصلاح وبين أن نتبنّى المقاومة والوقوف في وجه الهيمنة والاحتلال”. وأكد أن فلسطين لا تختذل بالانقسام أو بمحادثات التسوية لأنها “أكبر من ذلك وقبل ذلك وبعد ذلك”، “فلسطين القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة التي ضحى من أجلها السلطان عبد الحميد”.
من جهة أخرى، أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن مصر اتفقت على قرض بقيمة مليار دولار من تركيا وذلك ضمن حزمة مساعدات بملياري دولار أعلن عنها قبل أسبوعين.
وفي سياق آخر، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا ستسدد بقية ديونها المستحقة لصندوق النقد الدولي وتبلغ 1.3 مليار دولار بحلول أبريل المقبل.
وقال أردوغان أمام مؤتمر حزب العدالة والتنمية “اقترضنا أكثر من 23.5 مليار دولار والآن يبلغ الدين 1.3 مليار دولار وسنسدده بالكامل في أبريل، تجري محادثات على المستوى الفني الآن”.