عواصم - (وكالات): أكد مسؤول لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى أفشار أن “رفع اسم منظمة “مجاهدي خلق” من قائمة الإرهاب من شأنه أن يفتح باب التحرك واسعاً أمام المنظمة، وسيقوي نشاطها حول العالم لإطلاق الربيع الإيراني من أجل تغيير نظام ولاية الفقيه وإعادة السيادة للشعب الايراني عبر انتخابات حرة ونزيهة”، وفقا لقناة “العربية”.
ووصف موسى أفشار “الانتصار” الذي حققته “مجاهدي خلق” بعد شطب واشنطن اسم الحركة من لائحة المنظمات الارهابية انه نتيجة معركة قضائية في الولايات المتحدة، حيث إن المحكمة العليا أمهلت الإدارة أربعة أشهر لاتخاذ قرارها، وانصاعت وزارة الخارجية لقرار المحكمة، ومن جهة ثانية، ترى المنظمة التي تعارض النظام القائم في إيران منذ انطلاقه، أن رفع اسمها من اللائحة الأمريكية له مسببات سياسية، على خلفية توتر العلاقة بين الغرب وإيران بسبب الملف النووي الإيراني والدعم الذي تقدمه طهران للنظام السوري.
وبحسب أفشار، فإن الغرب الأمريكي والأوروبي أراد في عام 1997 توجيه رسالة تقارب إلى الرئيس الإيراني “الليبرالي” وقتها محمد خاتمي، الذي اشترط على الغرب تصنيف “مجاهدي خلق” كمنظمة إرهابية، والغرب نفسه يوجه اليوم رسالة معاكسة عبر شطب “مجاهدي خلق” من اللائحة الأمريكية.
واحتفلت منظمة “مجاهدي خلق”، بـ “الانتصار” الجديد، وذلك في مقرها في محلة أوفير ـ سير - واز الواقعة شمال مدينة باريس. ووصفت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي القرار الأمريكي بأنه “عادل وشجاع وصعب”.
من جهة اخرى، راى وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان العقوبات الدولية المفروضة على ايران قد تؤدي الى اندلاع ثورة مشابهة لتلك التي حدثت قبل اكثر من عام في مصر وادت الى الاطاحة بنظام الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال ليبرمان في مقابلة نشرتها صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية ان “تظاهرات المعارضة التي وقعت في إيران في يونيو 2009 ستعود بقوة أكبر”. وأضاف “بنظري، سيكون هناك ثورة إيرانية على نمط ميدان التحرير” في إشارة إلى التظاهرات في ميدان التحرير في القاهرة التي سبقت سقوط مبارك. وأضاف “الجيل الشاب تعب من احتجازه كرهينة والتضحية بمستقبله”.
وبحسب ليبرمان، فإن “الوضع في إيران وشعور الناس في الشارع هو الشعور الخاص بكارثة اقتصادية ففي خلال هذا الأسبوع فقط، شهد الريال الإيراني انخفاضاً وهناك نقص في السلع الأساسية وارتفاع في معدلات الجريمة والناس يحاولون الفرار من البلاد وإرسال الأموال إلى الخارج”.
في غضون ذلك، صرح دبلوماسيون على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مستعدان لتشديد العقوبات على إيران على أمل إقناع إسرائيل بعدم توجيه ضربة وقائية إلى المنشآت النووية الإيرانية.
والهدف هو تشديد الضغط على طهران التي يشتبه الغربيون وإسرائيل بأنها تسعى لصنع قنبلة ذرية تحت غطاء برنامج نووي مدني، وأيضاً إقناع إسرائيل بضبط النفس بعد “الخط الأحمر” الذي رسمه رئيس وزرائها امام الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقد طمأنت المحادثة الهاتفية بين بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك اوباما بعض الدبلوماسيين لجهة توافق وجهات النظر بين إسرائيل وواشنطن لكن البادرة الملفتة التي قام بها نتنياهو تلقي ظلالاً من الشك حول نواياه.
وقال نتنياهو إن إيران يمكن أن يكون لديها ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع قنبلة بحلول منتصف عام 2013 وطلب تحديد “خط أحمر واضح” يجب عدم تخطيه.
وبذلك ترجىء اسرائيل الاستحقاق إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 6 نوفمبر المقبل وفقا لرغبة اوباما. لكنها تشدد أيضاً على ان لصبرها حدودا لان المسؤولين الاسرائيليين لا يثقون بالعقوبات لثني عزيمة طهران.
في غضون ذلك، كشفت أوساط رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه يعتبر أنه تمكن هذا الأسبوع من فرض الملف النووي الإيراني على منصة الأمم المتحدة وتعزيز الصلات مع الحليف الأمريكي.
من ناحية أخرى، يرى مراقبون أن الحظ يحالف الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني في العودة للأضواء مرة أخرى في إيران، رغم حبس السلطات اثنين من أبنائه - فائزة ومهدي- خلال 3 أيام بتهمة الدعاية ضد النظام.
ومنذ أن عبر عن تعاطفه مع المحتجين الذين قالوا إن الانتخابات التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية عام 2009 كانت مزورة تعرض رفسنجاني لانتقادات مكثفة من متشددين وتراجع نفوذه.
وبعد مرور 3 سنوات وفي ظل انقسام القيادة ووقوعها تحت ضغط شديد بسبب العقوبات الاقتصادية فإن هناك حديثاً متواصلاً عن الحاجة مرة أخرى إلى قدر من البراجماتية التي يتميز بها رفسنجاني. وقال مصدر إيراني مطلع مقيم في اوروبا “تم إقصاء الإصلاحيين والمحافظون لا يتمتعون بجاذبية تذكر بسبب وضع ايران الحالي وهناك فرصة محتملة لرفسنجاني”.
ويقول محللون إن هذه لن تكون أحدث إهانة لرفسنجاني الذي منع من إمامة صلاة الجمعة منذ 3 سنوات وفقد منصبه في جهاز حكومي مهم بل ربما تكون علامة على تحسن حظوظه.
ومن الممكن أن تفصح الأحداث عن صفقة بين رفسنجاني وخامنئي الذي قد يتطلع إلى تخفيف العزلة الاقتصادية والسياسية للبلاد التي تعاني من عقوبات يفرضها الغرب الذي يريد إجبار طهران على كبح برنامجها النووي.
وعلى الرغم من أن قلة هي التي تعتقد أنه سيترشح للرئاسة في يونيو المقبل فإن رفسنجاني المعروف في ايران باسم “القرش” لوجهه الناعم الحليق ودهائه السياسي فإنه قد يمارس نفوذا لا بأس به مرة أخرى ويلعب دوراً في اختيار الرئيس المقبل.
وقال دبلوماسي غربي في إيران “لايزال رفسنجاني ملتزماً بالثورة لكنه يوفر قناعة بأن عليك أن تتكيف وتمضي قدماً. لن يكون هذا أمراً سيئاً، وحين كان رفسنجاني رئيساً كان ينتهج سياسات معتدلة وتبنى تحرير الاقتصاد وإقامة علاقات أكثر استقراراً مع الغرب”. وفي شآن آخر، قالت قناة تلفزيون “برس تي.في” الايرانية إن محكمة إيرانية أدانت وكالة “رويترز” بارتكاب خطأ في نص تسجيل مصور. ومن المتوقع أن يصدر قاضٍ الحكم النهائي في القضية الشهر المقبل.
وفي مارس الماضي سحبت الحكومة الإيرانية البطاقات الصحفية من فريق “رويترز” في طهران بعد نشر تعليق على مقطع مصور عن نساء يشاركن في تدريبات على المهارات القتالية وصفهن بأنهن “انتحاريات”. ولم يتمكن مراسلو “رويترز” من نقل تقارير من إيران منذ ذلك الحين.