أوضح وفد مملكة البحرين البرلماني برئاسة عضو مجلس الشورى عبدالرحمن جمشير، الذي زار العاصمة البلجيكية بروكسل الأسبوع الماضي ضمن وفد خليجي تشريعي رفيع المستوى، لأعضاء البرلمان الأوروبي أن الأحداث التي شهدتها البلاد عام 2011 كانت بتحريض من جهات خارجية، وأكد أن الحوار هو أداة تقدم الشعوب في كل الدول، مستعرضاً الخطوات التي اتخذتها المملكة لتكريس مبدأ سيادة القانون، ونهج المحاسبة، وتعزيز مكانة حقوق الإنسان.
ومن جهته، شدد المسؤولون وأعضاء البرلمان الأوروبي الذين التقاهم الوفد خلال الزيارة على وجود نية مبيتة لإيران للتدخل في شؤون الدول المجاورة ومن بينها البحرين، مشيرين إلى الدور الذي يقوم به الحرس الثوري في التطورات الجارية في سوريا.
وشكلت زيارة وفد الشعبة البرلمانية البحريني إلى بروكسل، ضمن وفد خليجي تشريعي رفيع المستوى برئاسة رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مناسبة لبلورة رؤية حقيقية لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الأوروبي؛ خاصة وأن الزيارة شهدت سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين وأعضاء الاتحاد الأوروبي تم خلالها توضيح ما تم اتخاذه من خطوات جادة في المملكة لإرساء وتعميق الديمقراطية وتصحيح المعلومات المغلوطة التي وصلت لمؤسسات الاتحاد الأوروبي بواسطة مصادر مغرضة تهدف لتشويه سمعة البحرين وتقويض العمل الديمقراطي الذي سلكته.
كما جسدت زيارة الوفود الخليجية المشتركة أهمية التكامل والتنسيق فيما بين دول مجلس التعاون على جميع المستويات ومنها التشريعية، لما لها من دور فاعل في تقوية أواصر الخير والمحبة بين شعوبها، حيث أكد أعضاء الوفد أن الموقف الخليجي واحد بشأن ما يحدث في مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، داعين البرلمان الأوروبي إلى تفهم هذه الخصوصية والمصالح المشتركة بين دول التعاون والاتحاد.
ومن جهته، التقى وفد البحرين برئاسة جمشير وعضوية كل من النائب خميس الرميحي، والنائب عيسى الكوهجي مع العديد من المسؤولين الأوروبيين بدءاً من رئيس وأعضاء البرلمان الأوروبي، رئيس المجلس الأوروبي، والأمين العام لجهاز العمل الخارجي بالاتحاد، وصولاً إلى مجلسي النواب والشيوخ البلجيكيين، حيث استعرض الخطوات الكبيرة التي اتخذتها المملكة لتكريس مبدأ سيادة القانون، ونهج المحاسبة، وتعزيز مكانة حقوق الإنسان وترجمة التزامها التام بتنفيذ كافة توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق.
وخلال اللقاء مع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، والذي كان اجتماعاً مشتركاً لبعثة العلاقات مع شبه الجزيرة العربية ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي إلما بروك أن مستقبل الشراكة الاستراتيجية مع دول التعاون تعتبر الشراكة الأكثر أهمية للاتحاد.
كما أثار أعضاء البرلمان الأوروبي الكثير من الأسئلة بشأن الوضع في البحرين، وتطورات الأوضاع بالشرق الأوسط ودول “الربيع العربي”، إلى جانب الوضع السوري، والسلاح النووي الإيراني، والقضية الفلسطينية، ودعم الإرهاب، والحوار بين الحضارات، وحقوق المرأة، والتعاون الاقتصادي، ودعم المصالح المشتركة بين دول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.
وردت كلمة جشمير في البرلمان الأوروبي على تساؤلات الحضور بشأن حقيقة ما كان يجري في البحرين، وما يصل للخارج من معلومات مغلوطة حول خروقات مزعومة في مجال حقوق الإنسان، مؤكدة أن الحوار هو أداة تقدم الشعوب في كل الدول، وأن الأحداث المؤسفة التي شهدتها البحرين جاءت مدفوعة من جهات خارجية، مشيرة إلى ما أورده تقرير لجنة تقصي الحقائق المستقلة في هذا المجال، إذ أشار إلى امتناع البحرين عن تقديم الأدلة على التدخلات الخارجية التي تتعرض حفاظاً على أمنها الداخلي.
وشدد رئيس الوفد البحريني على إدانة الإرهاب في كل دول العالم، منوّهاً بما خطته المملكة منذ عام 2001 من إصلاحات عبر التصويت على ميثاق العمل الوطني والذي نال رضا 98.4 في المائة من الشعب المؤمن بالديمقراطية التي يكفلها الدستور، موضحاً ما تقوم به البحرين دائماً للتغلب على النقص ومعالجة أمورها بالدفع نحو التقدم والتحاور مع الجميع وهذا ما أكدت عليه التعديلات الدستورية الأخيرة، وأكد أيضاً أن البحرين كانت ومازالت على استعداد لفتح أبوابها لأي زائر يرغب في تلقي الحقيقة.
كما شرح جمشير في لقاء مع رئيس مجلس النواب البلجيكي أندري فلوهوت، ورئيس مجلس الشيوخ البلجيكي سابين دي بيثون الخطوات الإصلاحية التي أنتجتها البحرين بدءاً من ميثاق العمل الوطني وصولاً إلى التعديلات الدستورية التي شكلت نقلة نوعية لتطوير العملية السياسية ومحطة أساسية تؤهل المملكة للانتقال إلى مرحلة جديدة من الإصلاحات تعزز دور السلطة التشريعية وتعطيها دوراً أكبر.
وأحاط رئيس الوفد البرلمانيين البلجيكيين على ما يكفله الدستور البحريني من حرية التعبير والرأي والذي تستمد أسسها من التشريعات والاتفاقيات الدولية، موضحاً أن الأحداث المؤسفة كانت مخططاً استمد دعمه من إيران التي زرعت ثقافة ولاية الفقيه لدى بعض فئات الشعب البحريني، الأمر الذي نتج عنه تحركات إرهابية زرعت الخوف في نفوس العديد من المواطنين والمقيمين الرافضين لهذه الأجندة التي قسمت البحرينيين بهدف تفتيت اللحمة الوطنية.