صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب «بانوراما الأمثال الشعبية» لد.مجدي محمد شمس الدين، والذي يقع في 344صفحة من القطع المتوسط.
يؤكد الكتاب أن الأمثال الشعبية هي مرآة الشعوب، فمن خلال تلك الأمثال يمكن التعرف على قيم كل شعب وثقافته وعاداته وتقاليده؛ ويعتبر المؤلف أن الأمثال الشعبية هي نتاج الجماعة الشعبية وخزينة حِكمها الخاصة وعصارة تاريخها وتجاربها عبر العصور، ويؤكد أن التجربة الإنسانية لدى الشعوب تتشابه، ولذلك تتشابه أيضاً أمثال الشعوب في حمولتها الدلالية وإن اختلفت في الصياغة اللغوية لهذه الأمثال.
يقع الكتاب في فصلين أساسيين: الفصل الأول عن الأمثال المغربية، والفصل الثاني عن الأمثال الكورية، ويقارن المؤلف في مواضع مختلفة بين الأمثال الشعبية لدى الشعبين المغربي والكوري وبين الأمثال الشعبية المصرية الدارجة، كما يتضمن الكتاب مقدمة وخاتمة ومصادر للبحث، وهي قائمة من المراجع التي تفيد أي باحث مهتم بالأمثال الشعبية أو الفلكلور الشعبي.
ويفرِّق المؤلف بين نوعين من الأنماط الأدبية السائدة في المغرب في هذا الخصوص، النمط الأول هو الشعر الشعبي، والنمط الثاني هو المثل الشعبي؛ حيث ينتشر النمطان على نطاق واسع في المغرب، وبينما ينتشر المثل الشعبي على أفواه الناس من المغاربة بجميع انتماءاتهم الثقافية والاجتماعية، فإن المنشدين والشعراء الشعبيين هم الذين يقومون بمهمة إنشاد الشعر الشعبي في المقاهي وأمام الجماهير بالشوارع والميادين العامة في المناسبات المختلفة.
ويعرب المؤلف عن اعتقاده بأن المغاربة هم أكثر الشعوب استخداماً للمثل الشعبي الذي لايزال يقوم عندهم بوظيفته الاجتماعية، ولم يفقد هذه الوظيفة كما فقدها في كثير من الدول -على حد قول المؤلف- وللدلالة على هذه الرؤية يسوق المؤلف العبارة التي يرددها المغاربة وكأنها هي نفسها مثل شعبي.
وهي «الله يرحم الأولين حتى مثله ما جابوها كذوب»، ويسوق المؤلف نماذج للتشابه بين الأمثلة الشعبية المغربية ونظيرتها المصرية، بل إنه في بعض الحالات تتطابق أمثلة الشعبين مثل المثال الشعبي «اللي ما عنده شيخ الشيطان شيخه»، والمثل الشعبي المغربي «إذا سرقت اسرق درة وإذا زنيت ازن بحرة»، وهو المثل الذي يلتقي مع المثل المصري «إن عشقت اعشق قمر وإن سرقت اسرق جمل».
ويعتبر المؤلف أن التشابه بين أمثال الشعبين المصري والمغربي ضروري في ضوء اشتراكهما في كثير من العناصر القومية مثل الدين واللغة والثقافة والجنس، كما يعرب المؤلف عن اعتقاده بأن التشابه بين الأمثال الشعبية المصرية والمغربية يأتي من تأثر الشعبين المشترك بالتراث العربي والأمثال العربية القديمة.
ويسوق المؤلف عبارة مأثورة لـ»كونفوشيوس» الذي يقول فيها «إذا استطعنا أن نكون مجاملين ليوم واحد فإن أحقاد الإنسانية قد تتحول إلى حب»، حيث يؤكد المؤلف أن الأمثال الشعبية الكورية تأثرت إلى حد كبير بتعاليم بوذا وكونفوشيوس، ويعرض المؤلف لأمثلة من التشابه بين الأمثلة الشعبية الكورية والأمثلة الشعبية المصرية مثل المثل الشعبي الكوري «المال يجعل صاحبه أقوى شخص في المجتمع»، وهو المثل الذي يقابله المثل المصري «شخشخ جيبك يتلموا عليك».