عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 120 شخصاً بنيران قوات الأمن السورية في مدن عدة، فيما جرت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في الاسواق القديمة لمدينة حلب بينما ارتكب جيش الأسد مجزرة جديدة حينما قام بغارات جوية أدت الى مقتل مزيد من الأطفال في بلدة سلقين في ادلب شمال غرب البلاد.
كما قتل 18 جندياً وجرح أكثر من 30 في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جهته، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم واشنطن باستخدام موضوع الاسلحة الكيميائية لشن “حملة” على سوريا تشبه تلك التي سبقت غزو العراق، فيما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون النظام السوري الى “الرأفة بشعبه”.
من ناحية اخرى، ذكرت صحيفة “التايمز” أمس، أن إيران تنفق المليارات من الدولارات على الدعم العسكري والمالي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ما تسبب بإحداث شرخ في الجزء العلوي من النظام الإيراني مع استئناف القتال في جميع أنحاء سوريا ووقوع المزيد من الوفيات.
ميدانيا، جرت في حلب معارك عنيفة بين المعارضين المسلحين والجيش في الاسواق القديمة التي تعتبرها منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “يونيسكو” جزءا من التراث العالمي. وذكرت تقارير أن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل احد اقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه. واشارت التقارير إلى أن الأسواق المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي منذ 1986، ما زالت مهجورة منذ اندلاع النيران في أجزاء منها.
واكد محافظ حلب وحيد عقاد ان “الحرائق المفتعلة في سوق المدينة بحلب هي بسبب محاولة من قبل العناصر الارهابية المسلحة اعاقة تقدم الجيش السوري والتغطية على عمليات النهب والسرقة التي تعرضت لها المحلات في هذه الأسواق”. من جهة اخرى شهدت مناطق مختلفة في حلب اشتباكات، لا سيما في حيي الصاخور وصلاح الدين. من جهة اخرى، قتل 21 شخصاً بينهم 8 أطفال في غارة شنتها طائرة حربية على بلدة في ريف ادلب شمال غرب سوريا، بحسب المرصد.
وقال المرصد في بيان إن “21 شهيداً سقطوا إثر قصف تعرضت له بلدة سلقين من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط البلدة”، مشيراً إلى أن من بينهم “8 أطفال دون سن الـ 18”.
وفي مناطق سورية اخرى، قتل العشرات في قصف للقوات النظامية السورية على مناطق في محافظتي درعا وحمص، بحسب المرصد الذي تحدث عن استمرار القصف والاشتباكات في احياء بمدينة حلب.
من جهة اخرى، قتل 18 جنديا نظاميا سوريا وجرح اكثر من 30 في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص. من ناحية اخرى، قالت جماعة متشددة تقاتل قوات الرئيس الأسد في تسجيل مصور نشر على الإنترنت إنها أسرت 5 ضباط يمنيين أرسلتهم حكومتهم للمساعدة في قمع الانتفاضة السورية.
سياسياً، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حديث تلفزيوني الولايات المتحدة باستخدام موضوع الأسلحة الكيميائية لشن “حملة” تشبه تلك التي سبقت الغزو الذي أدى إلى إسقاط نظام الرئيس صدام حسين.
وقال المعلم في حديث لقناة الميادين الفضائية إن “هذا الموضوع هو من بنات أفكار الإدارة الأمريكية هذا هراء صنعوه لشن حملة على سوريا تشبه ما فعلوه بالعراق”.
وحذر المعلم الدول الداعمة للمعارضة المطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد من أن “الإرهاب” سيرتد عليها في اشارة الى المقاتلين المعارضين الذين يعتبرهم النظام السوري “جماعات إرهابية مسلحة”.
وفي وقت لاحق، أعلن وزير الخارجية السوري أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك ان بلاده لا تزال “تؤمن بالحل السياسي للخروج من الأزمة” القائمة منذ أكثر من سنة ونصف السنة، متهماً دولاً غربية وإقليمية بدعم “الإرهاب” في سوريا.
وفي رد على الدعوات لتنحي الرئيس السوري بشار الاسد قال المعلم “سمعنا من هذا المنبر دعوات صدرت من البعض غير العارف بحقائق الامور او المتجاهل لها تدعو رئيس الجمهورية إلى التنحي، في تدخل سافر في شؤون سوريا الداخلية” مضيفاً “أن الشعب السوري هو المخول الوحيد في اختيار مستقبله وشكل دولته وهو الذي يختار قيادته عبر صندوق الاقتراع”.
من ناحية أخرى، وصل الى نحو 100 الف شخص عدد السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية الدائرة في بلادهم الى مخيمات في تركيا وفقاً لما أعلنت عنه انقرة التي تطالب منذ أسابيع بمساعدة المجتمع الدولي لمواصلة استقبالهم.
من جانبها، ذكرت صحيفة “التايمز” أن إيران تنفق المليارات من الدولارات على الدعم العسكري والمالي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ما تسبب بإحداث شرخ في الجزء العلوي من النظام الإيراني مع استئناف القتال في جميع أنحاء سوريا ووقوع المزيد من الوفيات.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن تقارير استخباراتية غربية، إن الفشل في عدم ترجيح كفة النزاع في سوريا لصالح نظام الرئيس الأسد رغم الدعم المالي والعسكري الضخم لنظامه، أحدث انقساماً بين المرشد الأعلى للثورة اية الله علي خامنئي وبين قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني.
واضافت الصحيفة أن ايران دفعت رواتب قوات النظام السوري لعدة أشهر بالإضافة إلى تزويده بالأسلحة والدعم اللوجستي، وفقاً لمصادر في المعارضة السورية والتي تتهم طهران في الكثير من الأحيان بدعم النظام السوري بالسلاح.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري إلى “الرأفة بشعبه”، وذلك خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم.
وندد بان أمام المعلم “بأشد العبارات” باستمرار أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا وكذلك القصف “الذي تقوم به الحكومة”، وفق المتحدث باسمه مارتن نيسيركي.
من جانب آخر، واصلت قناة “العربية الحدث” بث وثائق سرية مسربة من الدائرة الضيقة للرئيس السوري بشار الأسد، وكشفت الوثائق الجديدة أمس عن إنشاء النظام السوري فرع للعمليات لاستهداف قطر، مشيرة إلى أن المخابرات السورية نفذت حريق “فيلاجيو” الشهير بالدوحة.