بقلم - طلال العزاوي: فاجأني شاعر الرومانسية أحمد العباسي بدواوينه الشعرية: أريـد امرأة -2007، وقصائدي تزرع النساء -2009، والقهوة العربية -2009، وحينما أطلعت عليها وجدت غزلا في الديوانين الأولين، وشعراً أجتماعياً وهجائياً في الديوان الثالث القهوة العربية، فاليت أن أفرد هذا البحث للديوانين الأولين، وأدع دراسة ديوان القهوة العربية لمرة قادمة. فتحت الديوان الأول “أريد امرأة” فوجدت قصائده أرخها من عام 2003 – 2006، ماعدا سنة قد صمت فيها أو أهملها، وهي 2004، وجدت شعره من السهل الممتنع، دلالة على أنه شاعر بالسليقة، وليس ناظما يرتب الكلمات حسب الوزن والقافية، وقرأت قصائده غناء النغم فسحرتني موسيقاها وعباراتها فانه حقا كان يبحث عن امرأة شقراء..فيقول في قصيدة “صوفيا”: تزورني في كل صباح بعد صلاة الفجر امرأة شمسية عيناها عسلية رموشها كخيوط الشمس في الصباح خدودها وردية ذات قامة هيفاء ونحر يوحي بالعزة والكبرياء وتأكدت لي الصفات المطلوبة في المرأة في ديوانه الثاني “قصائدي تزرع النساء”، ويتخيلها في تأملاته الشعرية: كأنها كتاب يجب أن يقرأه، بقوله: وكتابا أقرأ .. امرأة بل كل الكتب المصطفة فوق الأرفف في مكتبتي..نساء ......وتسحره بيضاء اللون، بقوله: كنت سائحة العينين في بدني وكنت بيضاء كاللبن وفى الوقت الذي نصب شاعر الغناء نزار قباني نفسه محاميا مدافعا عن النساء بالسنتهن حين وجد ألسنتهن مقطوعة من قبل الرجال، فجذب النساء لصفه، أما أحمد العباسي -تلميذ نزار-، وجد الدرب سالكا فسلكه فمرة يريدها حرة، فيقول على لسانها: أريد رجلا يفهمني يهتم بعلم المرأة لا يحبسها في قفص السجان فلقد ولدت حرة .....ومرة أخرى يريدها لنفسه حرة مبدعة فنانة موسيقية، فيقول: أريد امرأة مبدعة خلاقة ذات كيان حر تتحدث بالشعر والفن وبانغام الرومانسية إنه شاعر قلق، لا يكتفي من الجمال وهناك ربما الأجمل، فيظل يبحث عن امرأة لها صفات الأنبياء بقوتها الخفية تمسح على قلبه فتعيد له السعادة والصفاء، فيقول: وقعت في غرام امرأة لا تدعي النبوة لكنها نبية تمسح فوق القلب في هدوء بالسجية بأعذب الكلام في روية عذبة مشاعره، وجياشة عباراته، وإنسانية أفكاره، وحلوة تشبيهاته، بل مبكية في هذه القصيدة مها العراق، أحمد العباسي رقيق النفس يحمل قلبه بين يديه ليقدمه لكل نساء العالم الطيبات الذكيات الرومانسيات مع شروط أخرى خفية، برع في الرومانسية فصار مدرسة لتعليمها، طيبة قلبه طبيعية، ووفاؤه سجية، لايكتشفه إلا من رافقه، فهو طاغور البحرين بطموحاته نحو انس الجود “الحب”، وأفلاطوني المعاني بحبه الصوفي الجديد، ونزاري الصهوات والخيول الجامحات، وأول الطرق بدأت بوادرها عند شاعرنا في الولوج الى الشعر الصوفي الحديث، بقوله: وعباداتي زادت صرت صوفيا لعلي..أكسب الله فيأويني إليك