أكد رئيس نقابة ألبا علي البنعلي أن الاتحاد العام تخلى عن أي التزام نحو البحرين في خطابه الذي وجهه إلى جلالة الملك المفدى، مشيراً إلى أن الاتحاد لم يعتذر في خطابه الموجه إلى جلالة الملك عن الدور الذي لعبه إبان أحداث فبراير ومارس 2011 وإعلانه العصيان المدني وإرغامه آلاف العمال على عدم الحضور إلى أعمالهم منفذاً بذلك أجندات الطرف السياسي الذي يتلقى الأوامر منه.
وقال، في تصريح، أمس، إن الاتحاد في خطابه إلى الملك قفز على الكثير من الطعنات التي سددها إلى البحرين في الـ18 شهراً الماضية أعلن خلالها إضرابين في 20 فبراير و13 مارس 2011، استمر الأول يوماً واحداً والثاني أكثر من عشرة أيام متتالية.
وتساءل البنعلي لماذا لم يذكر الاتحاد العام في خطابه إلى جلالة الملك كيف تآمر مع الأجنبي على مملكة البحرين وكيف شكاها إلى منظمات العمل الأجنبي، مدعياً أن الفصل عن العمل كان بسبب التمييز وليس بسبب تنفيذ الاتحاد الإضرابات غير القانونية؟ ولماذا لم يذكر هذا الاتحاد في خطابه كيف أن مطالب قيادته برئاسة سيد سلمان المحفوظ كانت هي مطالب القوى السياسية التي سميت بالشريفة في خطاب سيد سلمان المحفوظ المتلفز بتاريخ 10 مارس 2011، أي قبل يومين فقط من سد الطرقات المؤدية إلى مرفأ البحرين المالي؟ هل نسي الاتحاد العام أنه طالب بإسقاط الحكومة وإلغاء الدستور؟ وهل نسي أنه كاتحاد طالب بتشكيل مؤتمر تأسيسي على أساس الصوت الواحد؟ هل كان سيد سلمان المحفوظ حينها يخدم مملكة البحرين وشعبها، أم كان يخدم التيار السياسي الذي يتبعه هذا الاتحاد؟
وقال مستغرباً: «اليوم يعترف الاتحاد العام بالدولة ويطلب منها إدخال الوفود نفسها التي تآمرت على البحرين شعباً وحكومة، وتذكر، اليوم، أن هناك ملكاً لهذه البلاد يستطيع أن يحكم بالعدل وأن يعيد الأمور إلى نصابها!!!. عندما نكون في الخارج لا نسمع من سيد سلمان أو من أي كادر من هيكلية هذا الاتحاد العام المنافق أي ذكر لأي دور نهض به جلالة الملك المفدى، إنما نسمع الكذب والبهتان الذي يجتمع على لسان كل عضو في الأمانة العامة ليصب في آذان شُركائه الدوليين المتآمرين على البحرين وشعبها».
وأضاف البنعلي: ليس المهم ما يكتبه وما يدعيه بعضهم عن حبهم للبحرين وتقديرهم لجلالة الملك، فنحن نسمع كل يوم العشرات من الأشخاص الذين يقولون شيئاً ويضمرون آخر، مشيراً إلى أن الممارسة الحقيقية لحب الوطن لا تكون عن طريق طلب الاتحاد العام من الاتحادات بالخارج إدانة البحرين، ولا يكون عن طريق الاستقواء بالأجنبي تنفيذاً لأجندات خارجية، ولا عن طريق نكران جميل القيادة الحكيمة كلما زار أعضاء الاتحاد بلداناً خارجية وقضوا فيها أجمل الأوقات وأمتع اللحظات في مهمة تشويه سمعة البحرين على حساب الدولة التي دعمت العمل النقابي لعشر سنوات مضت، كان فيها هذا الاتحاد يتسلم 200 ألف دينار سنوياً. هل نسي هذا الاتحاد كل ما قدمه جلالة الملك له من امتيازات، وكيف كانت قيادة الاتحاد العام مفضلة ومقربة للقيادة بالبحرين؟، مشيراً إلى أن الاتحاد العام بدل أن يرد الجميل، فإنه طعن وطنه في الصميم عن طريق الانقلاب على الدستور وتكملة الدور المتبقي والمرسوم له من سنوات تأسيسه لتلك الأهداف.
وبين البنعلي أنه بدلاً من أن يتهم الاتحاد الآخر ألم يكن من الأجدر به أن يقيم دورات صورية لبحث موضوع البطالة التي صنعها وورشات عمل عن الشباب الذين كان هو السبب في فصلهم، أليس من الأجدر بهذا الاتحاد إجراء مراجعة نقدية لدوره في أحداث فبراير ومارس 2011 من أجل استخلاص الدروس والعبر من الوضع الذي خلقته قيادته على أرض الواقع من خلال إقحامها العمال في مغامرات سياسية هدفها الحصول على السلطة بصفة انقلابية؟! ألم يتدارس الاتحاد العام الوضع الاقتصادي الذي دمره هو وتنظيمه السياسي في الأشهر القليلة الماضية؟ وهل يعتقد أن مئات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي انتهت، لم تُسرح آلاف العمال نتيجة لعدم قدرتها على الاستمرار في الوضع الاقتصادي السيئ الذي تحول جحيماً بفضل استمرار المسيرات والتجمعات التي تنتهي دوماً ودائماً بقطع الطرقات وغلق الشوارع بهدف تزييف الحقائق من أجل السماح لهذه المنظمة الدولية أو تلك بالتقول على حكومة البحرين وشعبها!!!. وبعد ذلك كله يطلب هذا الاتحاد وبوساطة وزير العمل تصريح استخراج تأشيرات دخول لرصد المخالفات التي نتجت عن انتهاكه للقانون ولعب الدور السياسي نفسه للمعارضة العبثية ولكن بأدوات نقابية، وهل يعتقد الاتحاد العام أن انتخابه لأمانة عامة عن طريق جعل كل مندوب للمؤتمر يقسم أمام رجل دين أن ينتخب قائمة إيمانية مكونة من تحالف جمعيات معارضة وزعت مراكزها قبل العملية الانتخابية، هل ستنهض هذه القوائم بدور نقابي أم دور سياسي انتهازي الغرض منه تأطير العمل النقابي ليس من أجل العامل ولكن من أجل تحقيق مصالح سياسية؟
واستمر البنعلي في طرح تساؤلاته: هل يعتقد سيد سلمان المحفوظ أن عملية إلغاء الآخر التي اتبعها في المؤتمر وتوزيعه وريقات كتبت عليها أسماء قائمته الإيمانية الباهتة أنه سوف يضفي شرعية على الاتحاد العام؟! إذا كان الأمر كما يعتقد فأنه لم يضف شيئاً سوى الشك والبهتان والارتهان السياسي بالاستمرار على النهج والطريقة نفسيهما في بثه لرسائله الواضحة للجميع انه مصمم على مواصلة عمله في تشويه سمعة البحرين في المحافل الدولية كلها، وهل يعتقد الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أنه يستغفل القيادة السياسية وشعب البحرين بخطابه الرقيق الذي أصدره بعد مؤتمره الثاني؟!!!
وأكد البنعلي أن العمال سيستمرون بالقول إن هذا الاتحاد العام المُسيس ما هو إلا إحدى الواجهات السياسية المستخدمة في الانقضاض على مملكة البحرين، كلما سنحت الفرصة لذلك، من أجل تحقيق أهداف التنظيم السياسي الذي يأتمر بأمره هذا الاتحاد، مشيراً إلى أنه لا يوجد من يثق بهذا الاتحاد وقيادته سوى هؤلاء المؤمنين بدوره الذين هم وحدهم ينتظرون الفرصة السانحة للانقضاض على شعب البحرين.