كتب- طارق مصباح: منذ افتتاح مشروع نفق مدينة عيسى في مايو 2011 وأهالي مدينة عيسى يعانون “الأمرّين” من دخولهم وخروجهم إلى مدينتهم “المحاصرة” بالتقاطعات. وهم يقولون إن هذه التقاطعات لم تخدم أبناء مدينة عيسى بقدر ما خدمت الذين يكون مرورهم بها من أعلى الكوبري أو أسفل النفق، بينما أبناء المدينة زادت مدة انتظارهم أمام الإشارات العديدة التي تم نصبها عند تقاطع النفق!! الأهالي يدركون أن هذا المشروع كبير وضخم في ميزانيته وله جوانب إيجابية ولكنهم يلتمسون تطوير الشبكة العامة للطرق في منافذ المدينة وفي مدخل سلماباد – غاز البحرين ودوار الإعلام على أن يتم استكمال هذه المشاريع في فترة قصيرة لكي لا تطول مدة معاناتهم وأن يراعى فيها التصميم الصحيح الذي يكفل سهولة الحركة المرورية وانسيابيتها. نفق المدينة.. المعاناة مستمرة! وللمعلومات فإن الجسر الغربي من المشروع الذي تم تنفيذه في مدينة عيسى يبلغ طوله 905 أمتار، بينما يبلغ طول النفق نحو 560 متراً وأنشئ أساساً لزيادة استيعاب الحركة المرورية المتجهة من تقاطع غاز البحرين إلى تقاطع شارع الشيخ زايد، وشارع 16 ديسمبر مع شارع الشيخ سلمان من دون توقف وبالعكس. ولمعلومات أكثر لمن يريد، فإن كلفة مشروع تطوير تقاطع بوابة مدينة عيسى تبلغ 41 مليون دينار وتم تنفيذه ليسهم في التخفيف من حدة الاختناقات المرورية في التقاطع، إذ أصبحت الحركة المرورية (المتجهة من تقاطع غاز البحرين على شارع الشيخ سلمان من خلال تقاطع مدينة عيسى) حركة حرة من دون توقف وبالعكس، وكذلك بالنسبة للحركة المرورية فوق الجسر العلوي من شارع الشيخ سلمان إلى شارع الاستقلال أصبحت حرة كذلك ومن دون توقف. لكننا، ولكي نقف على أصل الشكوى وما يراه أبناء المدينة للحد من شكواهم أو القضاء على أسبابها، التقينا عدداً من المواطنين في أحد المجالس في مدينة عيسى وسجلنا شكواهم. طالب المواطن راشد الملا بزيادة المسافة بين الإشارتين القريبتين اللتين تقعان من جهة القادمين من الرفاع إلى داخل المدينة، وقال إن السيارات دائماً ما تزدحم عند المربع الأصفر الحالي في أوقات الذروة مما يخلق ازدحاماً مرورياً يجعل الذين يريدون التوجه إلى دوار الإعلام ينتظرون كثيراً، مؤكداً حدوث عدد من الحوادث في هذه المساحة الصغيرة.. وقال المواطن محمد صديق باستغراب: زرت الكثير من البلدان، ولكن لم أشاهد في أي منها تصميماً مثل تصميم كوبري ونفق مدينة عيسى وعدد الإشارات الموجودة فيه، ومن الأفضل أن يتم وضع لوحات إرشادية بعد التقاطعات لكي لا يضطر من يمر خلال هذا “الدهليز” أن يعاود الدخول إليه بعد “مشوار طويل عريض”!! وكان رأي المواطن علي جلال أن أي مشروع يقام في مدينة عيسى لا يخدم الأهالي في المقام الأول، مؤكداً أن سكان المدينة يتعذبون في دخولهم وخروجهم من منافذ المدينة بسبب الازدحام بخاصة في أوقات الذروة. حلول لتخفيف الازدحام النائب عدنان المالكي أكد وجود “عيوب” في التصميم الحالي لبوابة مدينة عيسى، وقال: هناك جوانب قصور في التصميم وعالج هذا المشروع نسبةً لا بأس بها من مشكلة الازدحام ولكن مازال سكان مدينة عيسى يعانون من الدخول والخروج إلى مدينتهم”!! وذكر أنه تحدث إلى المسؤولين في المرور والأشغال عن عدد من الجوانب الخطرة في المشروع بخاصة للذين يسيرون في الشارع لأول مرة. وعلى الرغم من أن أعضاء المجالس البلدية يتم إشراكهم في هذا النوع من المشاريع إلا أن العضو البلدي بمدينة عيسى خالد عامر – جاء حديثاً قبل إقرار المشروع في دورته السابقة – لكنه اقترح عمل مفرق للشارع من أسفل الكوبري للقادمين من دوار الإعلام ليتسنى لهم الدخول إلى المدينة من دون أن يضطروا للوقوف والانتظار في الإشارات. ورأى المهندس في المجلس البلدي بالوسطى يوسف المهندس أن تخفيف بعض المعاناة من الازدحام يمكن من خلال إبعاد المسافة بين الإشارتين الواقعتين بين مدخل المدينة من جهة الرفاع بأكثر من 10 أمتار. دوار الإعلام.. نحو الإشارات المواطن محمد الراشد ذكر أن مجمع 813 يتجمع فيه عدد من المدارس لمختلف المراحل والتي يلتحق بها عدد كبير من الطلبة والطالبات في المجمع المقابل له وهو مجمع 815 وبين هذين المجمعين دوار الإعلام الذي تعمل الأشغال حالياً لتحويله إلى تقاطع إشارات ضوئية، مقترحاً إنشاء جسر للمشاة ليسهل تنقل الطلاب بين المجمعين. بينما رأى كل من محمد مطر وعبد الله راشد أنه إذا ما تم تحويل الدوار الحالي فإن حركة السيارات ستكون أكثر انسيابية، متفقاً مع مقترح إنشاء جسر للمشاة لأن مسار حركة السيارات سيصبح أكثر سرعة بعد نصب الإشارات الضوئية بين الشارع الفاصل بين المجمعين. وفي الشأن نفسه قال محمود البنخليل إنه يمكن إنشاء جسر بسيط للمشاة من دون الحاجة إلى التكاليف العالية أو أن تتجه وزارة الأشغال إلى عمل أنفاق للمشاة في المناطق لأنها تخدم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة بنحو أفضل. بينما رأى المواطن إبراهيم عبد الرزاق أنه يمكن عمل إشارات للمشاة بدلاً من جسر للمشاة، وفي الأحوال كلها فإن ذلك سيقلل من نسبة الحوادث. وطالب المهندس يوسف المالكي بضرورة النظر في مطالب الأهالي بإنشاء جسر للمشاة بين هذين المجمعين ووصفه بأنه “ضروري” لتجنب وقوع حوادث مرورية قد تودي بحياة الطلبة والطالبات في الصباح أو بعد خروجهم من الدوام. ورأى أن تتجه وزارة الأشغال نحو إنشاء الكوبريهات بدلاً من الإشارات لأن العالم اليوم يتجه نحو هذه المشاريع لزيادة الانسيابية في الحركة المرورية. وعندما عرضنا هذه المقترحات على العضو البلدي في الدائرة أحمد الأنصاري قال إن إنشاء كوبري للسيارات في دوار الإعلام لا يمكن تحقيقه نظراً لصغر المساحة في الشوارع، مبدياً موافقته على خطة الوزارة التي أكد أنها جاءت بعد دراسة مستفيضة مشيراً إلى أنها ستسمح لجميع السيارات القادمة عبر هذا التقاطع بأخذ حقها الذي سيتساوى مع بقية الاتجاهات ولن يحدث هناك انتظار طويل. ازدحام إشارة غاز البحرين! أهالي مدينة عيسى محاصرون بمداخل ومخارج تحتاج إلى أن يعيد المسؤولون المعنيون النظر فيها، وبعد أن انتهينا من جولتنا عند بوابة المدينة وتقاطع الإعلام انتهينا إلى المدخل الخلفي للمدينة “المنسية” عند تقاطع سلماباد، فانتصبت أمامنا مشكلة أخرى: ازدحام آخر بخاصة للخارجين من مدينة عيسى إلى السهلة والمنامة عبر هذا التقاطع! أترك بداية خيط المعاناة ليحكيها لنا أحد أهالي المدينة نيابة عن شريحة واسعة منهم، علي جلال أحد الذين يمرون على هذا الشارع دائماً ولفت نظره وجود مساحة زراعية لم يتوصل بعد إلى الجهة المسؤولة عنها، مطالباً بإزالتها لتوسعة المخرج. وقدمنا هذا المطلب لعضو الدائرة خالد عامر الذي أكد أن المخرج يعاني من ازدحام دائم ويتطلب عمل مسار ثالث للإشارة للداخلين على منطقة جد علي، وتوسعة الرصيف لذلك، وأيضاً أخذ جزء من المساحة الزراعية القريبة من غاز البحرين لتسهل عملية حركة خروج السيارات. وأوضح عامر أن هذا التقاطع الذي يفصل مدينة عيسى عن سلماباد كان من المفترض أن يكون مخططاً لكوبري ولكنه تحول إلى إشارات فقط بسبب قلة الميزانية المرصودة له.