كتب - محرر الشؤون المحلية:وثّق تقرير اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق برئاسة الخبير الدولي البروفيسور محمود بسيوني أعمال الاعتداء الإرهابية ضد العمالة الأجنبية التي ارتكبت خلال فترة الأحداث المؤسفة التي وقعت العام الماضي والتي مازالت مستمرة حتى اللحظة الراهنة، حيث وصف التقرير مرتكبي تلك الاعتداءات بـ»الغوغاء»، وأورد ضمن إحدى ملاحظاته ما نصه «ولقد رصدت اللجنة مقتل أربعة من الأجانب المغتربين وإصابة العديد منهم على أيدي الغوغاء من جراء هذه الاعتداءات».وفي موضع آخر، أوضح التقرير «كما توافرت لدى اللجنة أدلة كافية تثبت تعرض بعض الأجانب المغتربين وخصوصاً العمال من جنوب آسيا إلى اعتداءات أثناء أحداث فبراير ومارس 2011». وبيّن التقرير أن الكثير من الأحياء السكنية التي يقطنها الأجانب المغتربون في البحرين تعرضت إلى هجمات عنيفة متفرقة مما أشاع جواً من الرعب وأدى بالعديد منهم إلى مغادرة منازلهم والإقامة في مراكز إيواء وبسبب هذا الجو من الخوف خشي بعض الأجانب من العودة إلى أعمالهم أو نشاطاتهم التجارية.وفي معرض سرده للأحداث خلال شھري فبراير ومارس 2011، وفي أحد أيام شهر مارس ذكر التقرير أنه تم «تسجيل قيام مجموعة كبيرة من الأشخاص، في الساعة التاسعة وخمسين دقيقة مساءً، بالاعتداء على عدد من العمال الأجانب في المناطق المحيطة بفندق البحرين، وكذلك تم تسجيل قيام مجهولين يحملون العصي والألواح الخشبية والمعدنية بإقامة حاجز على الطريق بالقرب من قسم شرطة المنامة والاعتداء على أحد الأشخاص من أصول آسيوية».وضمن سرده وقائع أحداث وصفها بـ»المهمة» خلال أحد الأيام، لفت التقرير إلى «الزيادة في عدد وكثافة الهجمات ضد العمال الأجانب الوافدين، وخاصة من هم من أصل جنوب آسيوي، حيث دخلت مجموعة من الأفراد مبنى سكنياً في المنامة كانت تسكنه أغلبية من العمال الآسيويين في وقت متأخر من المساء، وهجموا على المتواجدين فيه وكان من بينهم مواطن باكستاني يدعى عبدالملك غلام رسول، والذي تعرض للضرب بعنف حتى الموت».وتابع التقرير «وفي وقت لاحق تمت مهاجمة أجنبي آخر يدعى فريد مقبل مما أدى لإصابته بإصابات بالغة أودت بحياته، كما تم تسجيل حالات أخرى للهجمات ضد المغتربين الآسيويين، حيث تم الاعتداء العنيف على موسيني الباكستاني والشيخ محمد أحمد عرفان من قبل مجموعة من الأفراد اعتدوا عليهم بعنف مما تسبب لهما في جروح خطيرة حيث أصيب أحدهما بجروح عميقة بلسانه»، في إشارة إلى القضية الشهيرة لقطع لسان المؤذن الآسيوي.وتحدث تقرير البروفيسور بسيوني عن اعتداءات المحتجين والمعتصمين في مجمع السلمانية على عمال آسيويين، وحرمانهم من العلاج، وأورد التقرير ما نصه «وجدت ادعاءات من العمال الآسيويين بأنهم قد حرموا من العلاج بمجمع السلمانية الطبي، هذا فضلاً عن تعرضهم للتعدي اللفظي والبدني ونعتهم بأنهم مرتزقة من قبل المحتجين المعتصمين بمكان انتظار السيارات المجاور لقسم الحوادث والطوارئ، وقد تم نقل العديد من هؤلاء الأفراد إلى مستشفى قوة الدفاع للعلاج في وقت لاحق».