روما - (رويترز) - قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» أمس، إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت قليلاً في سبتمبر مقتربة من المستويات التي سجلتها خلال أزمة الغذاء عام 2008 وخفَّضت توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي.
وزادت المخاوف من تجدد الأزمة بسبب موجة جفاف في الولايات المتحدة هي الأسوأ في أكثر من 50 عاماً ودفعت أسعار الذرة وفول الصويا للارتفاع إلى مستويات قياسية خلال الصيف بالإضافة إلى جفاف في روسيا ودول أخرى مصدرة في منطقة البحر الأسود.
وقالت «الفاو» في تقريرها الشهري، إن مؤشرها لأسعار الغذاء الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والبذور الزيتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر سجل 216 نقطة في سبتمبر بزيادة 3 نقاط عن قراءة أغسطس. وذكرت المنظمة أن الارتفاع يعكس في المقام الأول ارتفاع أسعار الألبان واللحوم مع زيادات محدودة للحبوب.
وأضـــــافت «الفاو» ومقرهـــــــــا روما أنها خفضت توقعها لإنتاج الحبوب العالمي في 2012 بنسبة 0.4% إلى 2.286 مليار طن من توقع سابق بلغ 2.295 مليار طن وعزت ذلك بشكل رئيس إلى انخفاض محصول الذرة في وسط وجنوب شرق أوروبا حيث تضرر جراء الطقس الجاف.
وكان محللون في «رابو بنك»، توقَّعوا مؤخراً ارتفاع أسعار الحبوب، السكر، واللحوم، والألبان 15% من مستوياته الحالية بحلول يونيو 2013، استناداً إلى مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابع للأمم المتحدة «فاو» الذي يتابع العديد من أسعار المواد الغذائية.
وأضافوا: «سيشهد العام القادم دخول الاقتصاد العالمي فترة تضخم أسعار المحاصيل الزراعية بالتزامن مع انخفاض مخزونات الحبوب والبذور الزيتية إلى مستويات منخفضة بشكل كبير، ما سيدفع مؤشر «فاو» للغذاء إلى تجاوز قمته القياسية التي بلغها في فبراير عام 2011». إلى ذلك، باتت موجة الجفاف القاسية التي تعرضت لها مناطق زراعية هامة في الولايات المتحدة والتي تعد الأسوأ منذ عام 1936، فضلاً عن نقص المياه في مناطق زراعية في أمريكا الجنوبية وروسيا، تمثل تهديداً واضحاً بمزيد من الارتفاع في أسعار الحبوب وغيرها من المحاصيل.
وكان المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، جوزيه جراتسيانو دا سيلفا قال مؤخراً إن أسعار المواد الغذائية تشهد تقلبات كبيرة، وقال: «لا داعي للذعر بشأن أسعار الغذاء العالمية».