نيقوسيا -(أ ف ب) ستكون حلبة سوزوكا خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي مسرحاً للمرحلة الخامسة عشرة (من أصل 20) من بطولة العالم لسباقات فورمولا1التي شهدت في الأيام القليلة الماضية تغييرات هامة جداً لكن الواقع الثابت الوحيد هو أن سائق فيراري الإسباني فرناندو ألونسو ما زال في الصدارة.
من المؤكد أن الحظ لعب دوره ووقف إلى جانب ألونسو حتى الآن لأن السائق الإسباني لم يذق طعم الفوز في المراحل الأربع الأخيرة بل حتى أنه اضطر للخروج من سباق بلجيكا دون نقاط بعد تعرضه لحادث في اللفة الأولى، إلا أنه ما زال في وضع مريح في الصدارة نتيجة سوء طالع ونتائج ملاحقيه، أبرزهم سائق ماكلارين-مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون الذي اضطر للانسحاب من السباق الماضي في سنغافورة حين كان في الصدارة وذلك بسبب عطل في علبة السرعات أدى في النهاية إلى تشجيعه على اتخاذ قرار ترك فريقه الحالي والانتقال إلى مرسيدس آي إم جي اعتباراً من الموسم المقبل.
كان سائق ريد بول-رينو الأسترالي مارك ويبر أكثر السائقين تهديداً لألونسو لكن الحظ خانه وتسبب بتراجعه حتى المركز الخامس بعد أن فشل في تحقيق أفضل من المركز السادس منذ فوزه بسباق بريطانيا في الثامن يوليو الماضي (حل ثامنا في ألمانيا والمجر وسادسا في بلجيكا وانسحب في إيطاليا والحادي عشر في سنغافورة)، فخلفه هاميلتون في تهديد ألونسو بعد فوزه في المجر وإيطاليا لكن انسحابه من بلجيكا وسنغافورة (سبقهما انسحابه من ألمانيا)، قلص فرصه في المنافسة لأنه أصبح متخلفاً بفارق 52 نقطة عن الونسو.
وكانت جميع المؤشرات تدل على أن فريق ماكلارين سيخرج فائزاً مجدداً لأنه انطلق من المركز الأول للسباق الرابع على التوالي. وكان الفريق البريطاني أنهى النصف الأول من الموسم بانطلاقه من المركز الأول على حلبة هنغارورينغ المجرية ثم فاز بالسباق عبر هاميلتون الذي اضطر للانسحاب من السباق الأول بعد عطلة الصيف على حلبة سبا فرانكورشان البلجيكية فناب عنه زميله ومواطنه جنسون باتون بفوزه في السباق بعد أن انطلق أيضاً من المركز الأول، قبل أن يستلم بطل 2008 المبادرة مجددا في مونزا حيث انطلق المركز الأول وحافظ على موقعه حتى خط النهاية.
لكن الفريق البريطاني اكتفى في سنغافورة بالصعود إلى الدرجة الثانية من منصة التتويج عبر باتون الذي تقدم على ألونسو المطالب في عطلة نهاية الأسبوع أن يأخذ المبادرة وأن لا يكتفي بالاعتماد على سوء طالع منافسيه، وإلا سيتبخر حلمه بإحراز اللقب العالمي للمرة الأولى مع “سكوديريا” والثالثة في مسيرته بعد عامي 2005 و2006.
ومن المؤكد أن فيتل سيسعى جاهداً لكي يفوز على حلبة سوزوكا للمرة الثالثة في أربعة أعوام، خصوصاً أنه يحمل ذكريات جميلة من هذه الحلبة لأنه حسم اللقب العالمي الموسم الماضي عليها بعد أن حل ثالثاً خلف سائق ماكلارين-مرسيدس جنسون باتون وألونسو.
«أعشق حلبة سوزوكا. بالمختصر، أنها تملك أجمل المنعطفات وأكثر الجماهير لطافة”، هذا ما قاله فيتل عن الحلبة اليابانية، مضيفاً “أحب فعلاً القدوم إلى هنا. في 2011 اختبرت اليابان أوقاتاً صعبة (الهزة الأرضية والتسونامي الذي تلاها في 11 مارس 2011 وتسببا بمقتل وفقدان 18 ألفاً و879 شخصاً)، وبالتالي كان من المهم جداً محاولة أن نمنحهم شيئاً من البهجة وأن نظهر مساندتنا لهم في محنتهم”.
وكان السائق البريطاني واضحاً في الشرط الذي وضعه من أجل تحديد وجهته المقبلة وهو أن تكون في تصرفه سيارة قادرة على المنافسة وتحقيق الانتصارات وهذا ما افتقده هذا الموسم مع سيارة ماكلارين “إم بي 4-27”.
وينتهي عقد الأعوام الخمسة الذي يربط هاميلتون بماكلارين في ختام الموسم الحالي ما فتح الطريق أمام السائق الأسمر لكي يوقع مع اي فريق يريده، وهو الأمر الذي فتح الباب أيضاً أمام بيريز للانضمام إلى فريق كبير بعد موسمين فقط في سباقات الفئة الأولى.
ومن المؤكد أن النتائج التي حققها السائق المكسيكي الشاب (22 عاماً) هذا الموسم مع ساوبر شجعت ماكلارين على التعاقد معه، إذ صعد لمنصة التتويج ثلاث مرات في ماليزيا وكندا وإيطاليا، حاصداً 66 نقطة حتى الآن في سيارة متواضعة نسبياً.
وكان بيريز مرشحاً للانضمام إلى فيراري لكي يحل بدلاً من البرازيلي فيليبي ماسا لكن تردد الفريق الإيطالي بحسم مسألة السائق الثاني الذي سيقود الموسم المقبل إلى جانب ألونسو، سمح لماكلارين في خطف خدمات السائق المكسيكي بعقد يمتد لعدة أعوام.
ورغم الإعلان عن رحيل هاميلتون والتعاقد مع بيريز، أكد فريق ماكلارين-مرسيدس التزامه بمحاولة قيادة السائق البريطاني إلى الفوز بلقبه العالمي الثاني مع الفريق.
وذكر فريق ماكلارين-مرسيدس في بيان: “في وقت يبدأ فيه سيرخيو مسيرته مع ماكلارين في ملبورن العام المقبل فان فريقه المستقبلي يبقى ملتزماً تماماً في تقديم كل ما هو مطلوب لجنسون باتةون ولويس هاميلتون من أجل المنافسة على بطولتي السائقين والصانعين لعام 2012”.
وأشاد ويتمارش بهاميلتون الذي حقق 20 انتصاراً خلف مقود ماكلارين خلال الأعوام الستة التي أمضاها معه، قائلاً: “من اللائق أن استغنم هذه الفرصة من أجل أن أشكر لويس. كتب فصلاً كبيراً من حياته ومسيرته معنا وكان وسيبقى دائماً عضواً هاماً جداً من النادي الحصري: نادي أبطال ماكلارين”.
وواصل “من المؤكد أننا نتمنى له كل الخير للمستقبل، وبطبيعة الحال نأمل أيضاً ونؤمن بأن سيرخيو سينضم قريباً إلى هذا النادي الحصري”.