كتب مهند أبو زيتون:
ما شهدته بعض مناطق البحرين اليومين الماضيين قد يؤشر إلى دخول مرحلة جديدة في قواعد اللعبة السياسية الدائرة منذ فبراير 2011. ففي حين لم تنجح المعارضة بقيادة جمعية الوفاق في تدويل أحداث البحرين بالعمل “الحقوقي” و”السياسي” المفترض يبدو أنها تجد الوقت مناسباً لعلاقة جديدة مع “العنف” تسمح بضغط أكبر على الدولة لجرها إلى طاولة حوار تصل بالوفاق إلى “حل سياسي” يحقق هدفها النهائي ويتيح لها تسلّم السلطة تدريجياً، وفي الوقت نفسه تفتح نافذة على إمكانية تدويل موضوع البحرين على طريق هذا الهدف.
الزعيم الروحي للوفاق الشيخ عيسى قاسم بدا في خطبة الجمعة أول أمس وكأنه يعطي غطاءً شرعياً وسياسياً و”ربانياً” لـ”العنف”، المختلف على توصيفه بحرينياً. وظهر إعلام الوفاق وكأنه يتطابق مع نهج حركة حق، ما ينقل علاقتها بالعنف من مرحلة “الاستغلال” و”التبرير” و”التقليل” إلى الاشتراك وتقديم الغطاء، أياً كان الضغط الذي تشكله المرحلة على الموقف الأمريكي.
إقليمياً، يضغط الإعلام الإيراني بشدة نحو انفجار العنف في البحرين وتدويل أحداثها في مقاربة معاكسة للوضع في سوريا، ويبدو أن موقف الحلفاء المحليين غير بعيد عن هذا التوجه.
وبينما تتبدى مظاهر العنف حالياً في مهاجمة الشرطة وبعض المدنيين بالمولوتوف، يشير الشحن الدائم والاحتقان الواضح على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إمكانية تدحرج هذه المظاهر. فهل يظهر في الأفق ما يجعل الحل البحريني “المتوافق عليه” مقبولاً لدى الوفاق أم إن على الدولة مواجهة “المولوتوف” قبل أن يصل خطره إلى حرق أصابع البحرين وربما أطرافها؟