يوقع الشاعر علي الشرقاوي والكاتب خالد الرويعي الأحد 14 الحالي بمركز عبدالرحمن كانو الثقافي، كتابهما المشترك ‘’أحجار الماء’’.
يدون الكتاب سيرة الحجر الفلسطيني، وأطفاله المقاومين تحت الاحتلال. حيث يكتب الشرقاوي في هذا الديوان سيرة المدن والقرى الفلسطينية التي دونت أساطير المقاومة الفلسطينية، ويعد الكتاب شكلاً فنياً مغايراً، إذ يظهر من خلال تصميم الغلاف والصفحات الداخلية اشتغال الرويعي على إعادة تصميم معمار القالب النثري الحديث بصرياً عبر أكثر من ثيمة تقوم على التفتيت والتشتت. حيث تجري بعثرة النص، كلمات وجملاً، على كامل بياض الصفحة، متخذاً أشكالاً لولبية حيناً، وحيناً انسيابية، وحيناً تتجسد في هيئات من الطبيعة كما في النص الموسوم ‘’حجر الدرة’’ الذي يأخذ استدارة وجه طفولي اتصالاً بالشخصية الموضوع لأجله محمد الدرة:
‘’محمد ابن جمال الدرة
وجه الريح الأخرى وخليل الموج الأحمر
محمد ابن جمال الدرة
في الصدر له بيت يشبه عطر النجمة
قبل تشكلها فوق سماء الزعتر’’.
كما يأخذ النص الآخر الموسوم ‘’حجر البيرة’’ شكل البحر المائج نسبة إلى المدينة الفلسطينية عبر إعادة تركيب كلمة ‘’مستحيل’’ ضمن نسق تكراري إلى أن يتم بناء كامل الشكل المتوخى.
ويعد الكتاب محاولة لاختزال عدد من المواقف كذوات إنسانية ترفض الهزيمة ولا تهاب عمق الموت، وترغب في إيصال وجع الفلسطيني لآذان قلوب القراء معنوياً وفنياً.
ويحاول الكتاب ابراز القضية الفلسطينية كشكل فني باعتبارها إحدى القضايا الإنسانية التي لازالت عالقة في المشهد العالمي، من هذا المنطلق، فعلى أرض فلسطين خرج أطفال إلى الحياة وانبثقت أرواحهم إلى الموت مئات المرات بل آلافها، وقدرهم القاسي نقش واقعاً مراً ووضعهم خلف قضبان الألم.